إيطاليا تكسر إجماعا أوروبيا يعترف بغوايدو رئيسا لفنزويلا

19 دولة من الاتحاد الأوروبي تعترف بخوان غوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا أبرزها اسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وهولندا، في خطوة تتناغم مع التحرك الأميركي لعزل مادورو.

واشنطن ترحب باعتراف 19 دولة أوروبية بغوايدو رئيسا 'شرعيا' لفنزويلا
12 دولة في أميركا اللاتينية تعتبر مادورو رئيسا غير شرعيا
الأمم المتحدة تنأى بنفسها عن اعترافات دولية متتالية بغوايدو

كراكاس - اعترفت 19 دولة أوروبية الاثنين رسميا بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد بعدما رفض الرئيس نيكولاس مادورو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية ضمن المهلة التي حددتها دول أوروبية له.

لكن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تبني موقف موحد يعترف بغوايدو بسبب رفض ايطاليا المصادقة على مشروع بيان مشترك في هذا المعنى خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الخميس في بوخارست، وفق مصادر دبلوماسية.

واعترفت 19 دولة من الاتحاد الأوروبي بغوايدو رئيسا انتقاليا أبرزها اسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وهولندا.

ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين باعتراف هذه الدول الأوروبية بغوايدو رئيسا انتقاليا، داعيا بقية الدول إلى الاقتداء بها.

وقال بومبيو في بيان "نحن نشجّع كافة الدول لاسيما بقية دول الاتحاد الأوروبي على دعم الشعب الفنزويلي عبر الاعتراف بالرئيس الانتقالي غوايدو وعبر دعم جهود الجمعية الوطنية من أجل استعادة الديمقراطية الدستورية في فنزويلا".

وردا على اعتراف أوروبيين بغوايدو، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان الاثنين أن كراكاس ستعيد تقييم علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأوروبية التي اعترفت بالمعارض غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد.

وأورد البيان أن السلطات الفنزويلية "ستعيد في شكل كامل تقييم العلاقات الثنائية مع هذه الحكومات اعتبارا من هذه اللحظة إلى أن تعدل عن تأييد الخطط الانقلابية".

وكانت روسيا، أحد أبرز حلفاء مادورو، قد نددت بالمواقف الأوروبية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نعتبر محاولات منح السلطة المغتصبة شرعيةً بمثابة تدخل مباشر وغير مباشر في شؤون فنزويلا الداخلية".

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين أن المنظمة الدولية لن تنضم إلى أي مجموعة دول تسعى إلى حل الأزمة في فنزويلا "حفاظا على مصداقية عرضنا للمساعدة في إيجاد حل سياسي".

والاثنين اتّهم غوايدو الرئيس الفنزويلي بالسعي لتحويل مبلغ 1.2 مليار دولار إلى الأورغواي، مطالبا مونتيفيديو بعدم التورّط في هذه السرقة.

وقال غوايدو "إنهم يحاولون تحويل المبالغ المتوفرة في أحد حسابات مصرف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فنزويلا إلى الأورغواي التي أدعوها لعدم التورّط في هذه السرقة. نحن نتحدّث عن مليار إلى 1.2 مليار دولار".

وارتفعت أسعار النفط الاثنين في أوروبا وبلغت أعلى مستوى لها خلال العام على خلفية الأزمة في فنزويلا التي تملك احتياطيا هائلا ويستمر تراجع إنتاجها.

وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الاثنين عن مساعدة بقيمة 53 مليون دولار كندي (35 مليون يورو) لشعب فنزويلا، خلال افتتاح اجتماع مجموعة ليما بمشاركة أميركية وأوروبية.

وإلى جانب الولايات المتحدة وكندا، اعترفت بغوايدو 12 دولة في أميركا اللاتينية تنتمي إلى مجموعة ليما بينها كولومبيا والبرازيل المحاذيتان لفنزويلا.

 ويشارك في اجتماع الأزمة الذي يعقده وزراء خارجية مجموعة ليما في أوتاوا وزير الخارجية الأميركي بواسطة الدائرة المغلقة.

وكان رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تهيمن عليه المعارضة أعلن نفسه رئيسا بالوكالة في 23 يناير/كانون الثاني، معتبرا أن مادورو اغتصب السلطة حين أعيد انتخابه لولاية جديدة.

ورفض مادورو الإنذار الأوروبي في مقابلة مع قناة "لا سكستا" الاسبانية التلفزيونية بثت مساء الأحد.

ويتهم مادورو (56 عاما) الذي يحظى بدعم روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا، الولايات المتحدة بتدبير انقلاب عليه.

وفي مقابلة الاثنين مع قناة تلفزيونية ايطالية، أعلن مادورو أنه وجه رسالة إلى البابا فرنسيس طالبا مساعدته ووساطته. وقال "أبلغته أنني في خدمة قضية المسيح وفي هذا السياق طلبت مساعدته في عملية لتسهيل الحوار وتعزيزه".

وأضاف "طلبت من البابا أن يبذل أقصى جهوده وأن يساعدنا على طريق الحوار. آمل بتلقي رد ايجابي".

وكان جمع السبت آلافا من مناصريه في كراكاس وحض الجيش على رص صفوفه، في حين عرض غوايدو عفوا عن العسكريين الذين ينضمون إليه.

وفي اليوم نفسه، أعلن غوايدو أمام أنصاره أن مساعدات إنسانية ستصل في الأيام المقبلة إلى مراكز خارج الحدود وتحديدا في كولومبيا والبرازيل وإحدى جزر الكاريبي، مع استفحال الأزمة الاقتصادية في فنزويلا والنقص في المواد الغذائية والأدوية والتضخم.

وطالب غوايدو الجيش بالسماح بإدخال هذه المساعدات، في حين يعتبر مادورو أنها تمهد لتدخل عسكري أميركي.

وأعلن رئيس الوزراء الاسباني الاثنين أنه يعتزم أن يعرض في إطار الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "خطة مساعدة دولية للإسراع في مواجهة الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تشهدها فنزويلا".

وأكد غوايدو السبت أن شهر فبراير/شباط سيكون "حاسما"، داعيا أنصاره إلى تظاهرة جديدة في 12 منه.