ابو سمبل ومعبد الكرنك لا زالا ينتظران السياح

خلت ساحات معبدي ابو سمبل (1300 كلم جنوب) والكرنك في مدينة الاقصر (600 كلم جنوب) من السياح في ذروة الموسم رغم اعمال التطوير التي اجرتها وزارة الثقافة المصرية بغية تنشيط السياحة التي اصيبت بالركود بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة.
فخلال جولة قام بها وزير الثقافة المصري فاروق حسني برفقة مندوبي وسائل الاعلام المحلية والاجنبية امس الاحد لم يشاهد سوى اقل من عشرة سائحين يتجولون في ساحات معبد الكرنك بالاقصر بعد اقل من ستة اشهر من جولة مماثلة ازدحمت خلالها الساحات بالزائرين رغم الحر الشديد.
وهكذا خابت توقعات المسؤولين في الآثار المصرية قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة بالنسبة لموسم سياحي ناجح يحقق مداخيل مرتفعة في ظل وضع اقتصادي مترد بعد اعمال التطوير الاثرية الضخمة.
فقد اعادت وزارة الثقافة تشييد المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت (الاسرة الثامنة عشرة) في معبد الكرنك الى جانب مقصورة خليفتها تحتمس الثالث والمقصورة البيضاء بعد ان استغرقت عملية البحث عن حجارتها اكثر من مئة عام في ارجاء المعبد الشاسعة.
وكان تحتمس الثالث قد فكك حجارة هذه المقصورة واستخدمها لوضعها بين جدران بعض المباني التي اقامها في المعبد بعد ان تولى الحكم الذي حرمته منه حتشبسوت عشرين عاما.
وقال رئيس قطاع اثار اسوان والنوبة علي الاصفر ان "عدد الزائرين من السياح قد تراجع الى اقل من 10% في الفترة الحالية التي تعتبر ذروة الموسم السياحي اثر المتغيرات التي حدثت بعد تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك".
واضاف "يتشابه الوضع الحالي مع الفترة التي تلت مجزرة ساحة معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت في البر الغربي لمدينة الاقصر والتي قامت بها مجموعة اسلامية في تشرين الثاني /نوفمبر 1997 وذهب ضحيتها عشرات السياح".
وينطبق الوصف كذلك على ساحة ومنطقة معبدي ابو سمبل (معبد رمسيس الثاني، ومعبد زوجته نفرتاري) الخاليين من الزوار رغم التطويرات الهائلة التي اجريت عليهما واجراءات حمايتهما من الناحيتين الامنية والاثرية.
فقد تمت احاطة المعبدين بسور لا يؤثر على جمالية الموقع المطل على مياه بحيرة ناصر اضافة الى مركز معلومات للسياح يشرح تفاصيل موجودات المعبدين على شاشات الكترونية.
واصبح ممكنا ان يزور كلا المعبدين ما يقارب ثلاثة آلاف زائر يوميا بعد ان كانت اليونسكو قد حددت عدد الزوار بأربعمائة حتى لا تؤثر على بناء المعبدين والرسومات المنقوشة على جدرانهما.
ويعتبر معبد ابو سمبل من اهم الصروح الصخرية الاثرية التي انقذت في منطقة النوبة من خلال نقلها بعد بناء السد العالي في ستينات القرن الماضي وهي من المواقع الهامة على الخريطة السياحية لمصر.
وكان رمسيس الثاني قد شيد المعبد الكبير المخصص له في السنة العشرين من توليه الحكم (1200 قبل الميلاد) بطريقة هندسية فريدة حيث تتعامد اشعة الشمس مع وجه تمثاله المقام في اعمق نقطة في المعبد، قدس الاقداس، مرتين في الانقلابين الشتوي والصيفي.
وتجسد التماثيل الاربعة المنحوتة على المدخل مراحل عمرية مختلفة في حياته، وقد شيد المعبد الثاني لنفرتاري احب زوجاته اليه في السنة الخامسة والثلاثين من توليه العرش، ويظهر برنامج الصوت والضوء الذي يستخدم واجهة الجبلين كشاشة عرض كبيرة قصة حبهما الى جانب معارك وفتوحات رمسيس الثاني.