اتهام إيران قاعدة علي السالم الكويتية باستضافة هجوم سليماني

الحرس الثوري يكرر اتهام الكويت بالعملية العسكرية التي قضت على قائد فيلق القدس وكأن إيران تلوح باستهداف القاعدة.

بقلم: عبد الله خالد الغانم

طلب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف من وزير الخارجية الكويتي السابق وسمو رئيس مجلس الوزراء الحالي الشيخ صباح الخالد أثناء زيارة ظريف للكويت في 19/8/2019 توقيع «اتفاقية عدم اعتداء» بين البلدين، وقد رفضت الكويت عرض إيران بالتوقيع على الاتفاقية واكتفت بمعاهدات ومواثيق الأمم المتحدة، ثم بعد أيام عمدت إيران من خلال نفوذها إلى تنشيط إجراءات شكوى العراق ضد الكويت في مجلس الأمن بخصوص قضية «فيشت ـ العيج»، وبعدها هدد الإيرانيون الأجواء الكويتية بعمليات درونز استطلاعية للضغط على الكويت ودفعها لتأمين نفسها من «تهديدات الدرونز» من خلال الموافقة على توقيع اتفاقية «عدم الاعتداء السابقة» مع إيران.

واليوم يكرر الحرس الثوري الإيراني اتهام الكويت باستضافة العملية العسكرية التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وكأن إيران تلوح بنيتها استهداف القاعدة، وذلك بهدف الضغط على الكويت لدفعها إلى خيار توقيع اتفاقية عدم الاعتداء المذكورة سالفا لتجنب هجمة إيرانية ملوح بها ضد قاعدة علي السالم.

والسؤال: لماذا يريد الإيرانيون منا توقيع اتفاقية عدم اعتداء؟ في الوقت الذي لا نمتلك فيه ترسانة عسكرية تمثل تهديدا عسكريا على إيران؟

  •  لتعميق تفكك الصف الخليجي.
  • لإحراج أميركا ديبلوماسيا والضغط على إدارة ترامب قانونيا أمام الرأي العام الأميركي في حال استخدم قاعدة الكويت ضد إيران.

لكن ما لم يكن في حسبان الإدارة المعنية في إيران، أن الكويت تعتبر شريكا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج دول الناتو، ومن ناحية أخرى، تستضيف الكويت أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وثالث أكبر قاعدة أميركية في العالم، وعليه من غير المعقول استراتيجيا الإضرار بهذه العلاقة الدفاعية (الأميركية/ الكويتية) مقابل تحييد تهديدات إيرانية قابلة للردع. وأطمئن الشعب الكويتي بأن تصريحات الحرس الثوري حول قاعدة علي السالم لا تزيد على كونها ضغوطا إعلامية، ولن تنعكس بأي حال من الأحوال إلى سلوك عملياتي إيراني عدائي ضد الكويت، وفي الختام نؤكد أن تهديدنا داخلي لا خارجي، وأن الطائفية وحدها هي التي تفجر هذا التهديد، لذا فلنحذر من تغذية غولها.

نُشر في الأنباء الكويتية