اجتماع مصري - سوداني بالخرطوم على وقع الاحتجاجات
القاهرة - غادر وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل القاهرة قبيل ظهر الخميس إلى الخرطوم حيث سيعقدان اجتماعاً رباعياً مع نظيريهما السودانيين، في وقت شهد فيه السودان احتجاجات كبيرة خلال الأيام الأخيرة.
وقال مصدر أمني في مطار القاهرة طلب عدم ذكر اسمه إنّ شكري وكامل "غادرا إلى الخرطوم على متن طائرة خاصة".
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان أن المسؤولين المصريين سيشاركان "في الاجتماع الرباعي الثاني على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان".
وكان اجتماع رباعي مماثل عقد في الثامن من شباط/فبراير 2018 في القاهرة ومهّد الطريق أمام عودة السفير السوداني إلى القاهرة الذي كانت الخرطوم استدعته اثر توتر العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول العلاقات والملفات الإقليمية.
وفي 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري بدأت احتجاجات في مدن سودانية عدّة بعد قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.
وأضاف حافظ أن وزير خارجية البلدين سيعقدان كذلك اجتماعا ثنائياً خلال هذه الزيارة، موضحاً أنّ هذه المشاورات "تأتي في إطار التواصل الدائم بين الجانبين على كافة المستويات، وفي ضوء توجيهات قيادتي البلدين نحو دعم العلاقات الثنائية وتطويرها في كافة المجالات".
وشدّد المتحدث المصري على أنّ الاجتماعات "ستتناول كافة جوانب التعاون المشترك بين البلدين".
ويأتي الاجتماع على وقع احتجاجات شعبية تشهدها مدن سودانية منذ أكثر من أسبوع شهدت مقتل 8 أشخاص حسب السلطات، فيما تقول المعارضة إن عدد القتلى تجاوز 22 شخصًا.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو سبعين بالمئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية.
ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيها وفي السوق الموازية 60 جنيهاً. ويعاني 46 بالمئة من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.
وإثر انفصال جنوب السودان عام 2011، فقدت الخرطوم ثلاثة أرباع مواردها النفطية، التي كانت تضخ في خزانتها نحو 80 بالمئة من موارد النقد الأجنبي.
وشهدت السودان احتجاجات مماثلة في أواخر عام 2016، بعد أن قامت الحكومة بتخفيض دعم الوقود.
وتأثر اقتصاد هذا البلد الغني بالنفط سلبًا عندما انفصل عنها جنوب السودان في عام 2011.