احذروا عقار 'ديباكين' المضاد للصرع

مجموعة الأدوية والمنتجات الصيدلانية الفرنسية 'سانوفي' تعلن عن صدور قرار في دعوى أقيمت عليها تتهمها بالتسبّب بإصابات غير متعمّدة ناتجة عن استخدام الحوامل لدواء 'ديباكين'.
'ديباكين' يعرض الأطفال لخطر الإصابة بتشوّهات خلقية
'ديباكين' يرفع خطر الإصابة بالتوحّد والتخلّف الذهني وتأخّر المشي
الصرع يظهر بسبب عدم انتظام نشاط خلايا الدماغ

باريس – أعلنت مجموعة الأدوية والمنتجات الصيدلانية الفرنسية "سانوفي" الإثنين عن صدور قرار في دعوى أقيمت عليها في أيلول/سبتمبر 2016 يقضي باتهامها بـ"الغش والتسبّب بإصابات غير متعمّدة" ناتجة عن استخدام دواء "ديباكين" المضاد للصرع الذي تنتجه.
و"ديباكين" هو الاسم التجاري لمادة فالبروات الصوديوم التي توصف للأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب، وهو موجود في الأسواق منذ العام 1967 ويمكن أن يتسبب في تشوّهات خلقية للأجنة إذا تناولته المرأة الحامل.
وقال محامي جمعية مساعدة أهالي الأطفال المصابين بداء الصرع شارل جوزف أودين "إن هذا القرار يشكّل “انعطافاً لافتاً في الملف الذي لم يشهد الكثير من التقدّم".
وأشار إلى وجود أكثر من أربعين شخصاً أقاموا دعاوى جنائية في "قضية تعدّ بالغة الخطورة وتتناول آلاف الضحايا".
وأفادت شركة "سانوفي" في بيان صحافي بأن "هذا الإجراء سيسمح للمجموعة بإعادة النظر في حججها الدفاعية، والاستفادة من الفرصة السانحة لإثبات التزامها تقديم كلّ المعلومات الإلزامية حول الدواء المضاد للصرع".
ويتولّد مرض الصرع جراء عدم انتظام نشاط خلايا الدماغ، ولذا فإن نوبات الصرع قد تسبب ضررا لأي عمل يقوم به الجسم ويتم تنسيقه بواسطة الدماغ. 
والنوبة الصرعية قد تسبب بلبلة مؤقتة، فقدانا تاما للوعي، تحديقا في الفضاء أو حركات ارتجافية غير إرادية في اليدين والرجلين.

قضية تعدّ بالغة الخطورة وتتناول آلاف الضحايا

وافتتح مكتب المدّعي العام في باريس تحقيقاً قضائياً في أيلول/سبتمبر 2016 حول الإصابات غير المتعمّدة والغش الذي تعرّض له مستخدمو المنتج بين الفترة الممتدّة بين العامين 1990 و2015، نتيجة عدم معرفتهم أو إعلامهم بالأخطار الكامنة وراء استخدامه والتي تشكّل خطراً على صحّة الإنسان، بالإضافة إلى الاحتياطات الواجب اتخاذها.
وفي تقرير صادر في شباط/فبراير 2015، أشارت كلّ من المفتشية العامّة للشؤون الاجتماعية والوكالة الوطنية لسلامة الدواء، إلى أن "تفاعل سانوفي كان ضعيفاً" ولم تقدّم المعلومات الكافية حول أخطار الدواء على المرضى الحوامل.
ويؤدّي تناول النساء الحوامل لهذا الدواء إلى تعريض أطفالهن لخطر الإصابة بتشوّهات خلقية بنسبة 10% وارتفاع خطر الإصابة بالتوحّد والتخلّف الذهني وحتى تأخّر المشي بنسبة تصل إلى 40%.
وتدّعي المجموعة احترامها للمعلومات الإلزامية المفترض الإعلان عنها، وقيامها بتحذير السلطات الصحية من خطر تعرّض الأجنة لتشوّهات خلقية منذ بداية الثمانينات وحول أخطاره على الجهاز العصبي الحركي منذ العام 2003، لكنها لم تلقَ أي جواب أو ردّ فوري من السلطات.
وفي نهاية آب/أغسطس 2016، أقرّت وزارة الصحّة أثناء تقديم دراسة أجرتها الوكالة الوطنية لسلامة الدواء بأن أكثر من 14 ألف امرأة حامل تعرّضن لهذه الأخطار بين العامين 2007 و2014.