اردوغان يتوعد "عصابات" التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط

الرئيس التركي يقول إن بلاده لن تسمح باستغلال احتياطيات الغاز في المياه التركية وفي شمال قبرص بشرق البحر المتوسط.
اردوغان يعتبر استثناء أنقرة لدى استغلال الموارد في شرق المتوسط تحركا غير مقبول

أنقرة ـ قال الرئيس التركي طيب أردوغان إن تركيا لن تسمح باستغلال احتياطيات الغاز في المياة التركية وفي شمال قبرص بشرق البحر المتوسط.

ويعتقد أن منطقة شرق البحر المتوسط غنية بالغاز الطبيعي وأدت المحاولات الرامية للاستفادة من الموارد هناك إلى إحياء التوترات بين تركيا واليونان. وثمة معاهدة للدفاع المشترك بين اليونان وحكومة قبرص اليونانية المعترف بها دوليا.

وتتداخل مطالب تركيا وقبرص بشأن المنطقة الاقتصادية البحرية وكلاهما يخطط لتنفيذ عمليات استكشاف للنفط والغاز هذا العام. وتقيم أنقرة علاقات دبلوماسية فقط مع دولة قبرصية تركية انفصالية في شمال الجزيرة غير معترف بها من قبل الدول الأخرى.

وقال إردوغان في كلمة خلال مراسم تسليم سفينة بحرية وغواصة إن الدول التي تعتقد أنها تستطيع العمل في شرق البحر المتوسط أو بحر إيجة دون موافقة أنقرة خاطئة.

وأضاف "لن نقبل محاولات استخراج الموارد الطبيعة في بلادنا، قبرص أو في شرق البحر المتوسط".

وحذر إردوغان الأحد شركات النفط الأجنبية من اجراء أي عمليات للتنقيب عن النفط قبالة قبرص، واصفا الشركات التي تتحدى أنقرة بـ"عصابات البحار" ومهددا بأن مصيرها سيكون كمصير خصوم بلاده في سوريا.

وقال إردوغان في خطاب بمناسبة تسليم سفينة حربية تركية جديدة للقوات البحرية في اسطنبول إن استثناء أنقرة لدى استغلال الموارد في شرق المتوسط هو تحرك غير مقبول.

ويعد التنقيب عن الموارد الهيدروكربونية قبالة قبرص، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، مسألة غاية في الحساسية في ضوء احتلال قوات تركية ثلثها الشمالي منذ العام 1974 عندما اجتاحتها ردا على انقلاب يهدف لتوحيد الجزيرة مع اليونان.

وأعلن بعد ذلك الشطر الشمالي من الجزيرة قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة. وفشلت الجهود المدعومة أمميا حتى الآن في إعادة توحيد الجزيرة.

وقال اردوغان خلال مراسم تسليم السفينة الحربية "بورغازأدا" التركية الصنع إلى قيادة القوات البحرية في مدينة إسطنبول "كما لقنّا الإرهابيين في سوريا درسا، فإننا لن نترك المجال للعصابات التي تسرح في البحار".

وتعد "بورغازأدا" ثالث سفينة حربية محلية الصنع تطلقها تركيا في إطار مشروع إنتاج سفن حربية محلية الصنع أطلق عليه "ميلجم".

اردوغان يحذر شركات النفط الأجنبية من اجراء أي عمليات للتنقيب عن النفط قبالة قبرص

وشنت تركيا خلال العامين الماضيين حملات عسكرية في سوريا ضد المقاتلين الأكراد وعناصر تنظيم الدولية الإسلامية أسفرت عن سقوط أجزاء من شمال سوريا في أيدي قوات موالية لأنقرة.

وأعلنت شركات نفطية عملاقة على غرار الأميركية "إيكسون موبيل" والإيطالية "إيني" و"توتال" الفرنسية التزامها التنقيب عن النفط قبالة قبرص في تحد لتحذيرات سابقة من إردوغان.

لكن الرئيس التركي قال في التصريحات التي أوردتها النسخة العربية من موقع وكالة أنباء الأناضول الرسمية "من ظنّوا أنهم سيقدمون على خطوات في شرق المتوسط وبحر إيجه بمعزل عن تركيا بدأوا يدركون خطأهم الكبير".

وأضاف أن بلاده "لن تقبل أبداً بالمساعي الرامية لإقصاء تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، وسلب الموارد الطبيعية المتوفرة شرق المتوسط".

وحذر محللون من أن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة مشيرين إلى أن أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة.

وفي شباط/فبراير تخلت سفينة تنقيب تابعة لشركة "ايني" عن مهمتها الاستكشافية قبالة قبرص بعدما سدت سفن بحرية تركية طريقها.

ودعت قبرص الشهر الماضي "توتال" و"ايني" و"إيكسون موبيل" للدخول في مناقصة للحصول على حق للتنقيب في المنطقة المعروفة بـ"البلوك-7" الواقعة ضمن "المنطقة الاقتصادية الخالصة" التابعة لقبرص. وكانت كل من "إيكسون موبيل" و"قطر للبترول" حصلت على حق التنقيب في منطقة "البلوك-10".

وكانت شركة "نوبل إينرجي" ومقرها تكساس أول من أعلن عام 2011 اكتشاف الغاز قبالة قبرص في حقل "افروديت" الذي يقدر انه يحتوي على 4,5 تريليون قدم مكعب من الغاز.