اضطراب متسارع على قمة هرم السلطة في باكستان

الرئيس الباكستاني يحل البرلمان بعد رفض اقتراح حجب الثقة عن رئيس الوزراء، بانتظار انتخابات تشريعية خلال تسعين يوما.
المعارضة الباكستانية تعتصم في البرلمان
عمران خان يتهم واشنطن بمحاولة الاطاحة به بسبب مواقفه من روسيا والصين

إسلام اباد - نجا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من إجراء يهدف إلى الإطاحة به من منصبه الأحد عندما رفض نائب رئيس البرلمان اقتراحا بحجب الثقة عنه باعتباره مخالفا للدستور.
لكن لم يتضح مصير خان حتى الآن، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في تلك الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وقال خان في خطاب أذاعه التلفزيون "لقد أرسلت النصيحة إلى الرئيس لحل المجالس"، في إشارة إلى المجالس التشريعية.
ووافق الرئيس الباكستاني عارف علوي الأحد على نصيحة خان بحل المجلس الأدنى من البرلمان الذي كان سيصوت على الإطاحة برئيس الوزراء.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن "رئيس باكستان الدكتور عارف علوي وافق على نصيحة رئيس وزراء باكستان بحل الجمعية الوطنية بموجب الدستور".
وقال فرخ حبيب وزير الدولة للإعلام في باكستان في تغريدة على تويتر إن انتخابات جديدة ستُجرى في البلاد في غضون 90 يوما.
وتعهدت المعارضة على الفور بالوقوف أمام رفض اقتراح حجب الثقة الذي جاء من جانب قاسم سوري نائب رئيس الجمعية الوطنية في باكستان ونائب رئيس حزب خان السياسي.
وقال بيلاوال بوتو زرداري رئيس حزب الشعب الباكستاني المعارض للصحفيين "سنعتصم في الجمعية الوطنية (البرلمان). وسننتقل أيضا إلى المحكمة العليا اليوم".
وتنحي المعارضة باللوم على خان في فشله في إنعاش الاقتصاد والقضاء على الفساد. ويقول خان، دون تقديم أدلة، إن الولايات المتحدة هي التي نسقت التحرك الذي يستهدف الإطاحة به. وتنفي واشنطن ذلك.
ويتهم خان (69 عاما) الولايات المتحدة بمحاولة الاطاحة به لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.
وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية، على الحياة السياسية لعقود مع حدوث انقلابات عسكرية إلا أن عمران خان شكل ائتلافا بعدما وعد الناخبين باستئصال الفساد المستشري منذ عقود.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرا من سفير باكستان في واشنطن سجل لقاء مع موظف اميركي رفيع المستوى قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه.
وقال وزير الإعلام فواض تشودري على تويتر "بموجب المادة 224 من الدستور، سيواصل رئيس الوزراء مسؤولياته، وجرى حل مجلس الوزراء".
وكانت صحيفة بارزة قد ذكرت في الآونة الأخيرة أن خان "صار قريبا جدا من الرحيل"، لكنه حث أنصاره على النزول إلى الشوارع الأحد قبل التصويت الذي كان مقررا.
وقال شهود إن الشرطة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة إسلام اباد واستُخدمت حاويات شحن لإغلاق طرق.
وشوهدت الشرطة وهي تعتقل ثلاثة من أنصار حزب خان الحاكم، حركة الإنصاف، أمام البرلمان لكن فيما عدا ذلك كان الهدوء يسود الشوارع.
ويفيد بعض المحللين أن عمران خان ربما خسر دعم الجيش الحاسم، الذي يمثل مفتاح السلطة السياسية الباكستانية.
ومنذ الاستقلال في 1947 عرفت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة وعددا مماثلا من المحاولات الفاشلة وقد حكم الجيش البلاد مدة ثلاثة عقود.