البرلمان الباكستاني يعزل خان وشهباز شريف يستعد لخلافته

رئيس الوزراء الباكستاني الذي خسر معركة الثقة في البرلمان بعد نحو أربع سنوات في الحكم، يدعو أنصاره للتظاهر تنديدا بما اعتبره مؤامرة خارجية لتغيير الحكم.
زعيم المعارضة يعتبر عزل خان مرحلة جديدة في تاريخ باكستان
حزب خان يرشح وزير الخارجية لمنصب رئيس الوزراء
سيناريو انتخابات تكميلية وارد في حال استقال أعضاء حزب خان

إسلام أباد - عزل البرلمان الباكستاني اليوم الأحد رئيس الوزراء عمران خان من منصبه بعد ان خسر الأخير تصويتا على الثقة بعد نحو أربع سنوات من توليه السلطة، بينما أعلن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف أن زعيمه السياسي المعارض شهباز شريف قدم أوراق ترشيحه لخلافة خان.

وشهباز (70 عاما) هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي شغل المنصب ثلاث مرات. وقاد محاولة المعارضة في البرلمان للإطاحة بنجم الكريكيت السابق خان، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحل محله بعد تصويت مقرر غدا الاثنين.

لكن حزب خان قدم أيضا أوراق ترشيح وزير الخارجية السابق للمنصب وقال إن أعضاءه في البرلمان سيستقيلون جماعيا إذا خسر مما قد يتسبب في حاجة ملحة لإجراء انتخابات تكميلية لملء فراغ مقاعدهم.

وأصبح خان بذلك أول رئيس وزراء لباكستان يطاح به في اقتراع على حجب الثقة. وكرر اليوم الأحد مزاعم بأن مؤامرة أجنبية وراء تغيير الحكم في بلاده.

وقال عبر حسابه على تويتر الذي يجتذب أكثر من 15 مليون متابع ولا يزال يحمل صفته رئيسا للوزراء "كفاح الحرية يبدأ مجددا اليوم". وحتى قبل التصويت، دعا خان أنصاره للاحتجاج. وقد خرج الآلاف من أنصاره في مسيرات رافضة لعزله. وشهدت مدينة بشاور أكبر تجمع مؤيد لرئيس الوزراء المعزول.

وقال في خطاب للأمة يوم الجمعة الماضي "سأكافح... أقول لأنصاري في كل أنحاء باكستان إن عليهم الخروج يوم الأحد بعد صلاة العشاء والاحتجاج سلميا على تلك الحكومة المستوردة التي تحاول الوصول للسلطة".

وسقطت حكومة خان في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بعد جلسة استمرت 13 ساعة تضمنت تأخيرات متكررة وكلمات مطولة لنواب من حزب الإنصاف الذي يتزعمه.

الآلاف من أنصار خان يتظاهرون ليلا في بشاور رفضا لعزله
الآلاف من أنصار خان يتظاهرون ليلا في بشاور رفضا لعزله

وتمكنت أحزاب المعارضة من الحصول على تأييد 174 صوتا لحجب الثقة في البرلمان المؤلف من 342 مقعدا مما منحها الأغلبية التي تحتاجها لإجراء تصويت الاثنين لاختيار رئيس وزراء جديد.

وأبلغ فؤاد تشودري وزير الإعلام في حكومة خان الصحفيين بالخطة التي تفيد باستقالة النواب من الحزب إذا لم يفز مرشحهم. وسيكون رئيس البرلمان مجبرا على تقبل تلك الاستقالات التي ستستتبع بالضرورة انتخابات تكميلية لأكثر من مئة مقعد على الأرجح.

ومن شأن ذلك أن يزج بالبلاد في أزمة أخرى، إذ قالت مفوضية الانتخابات من قبل إنها لن تكون على استعداد لإجراء اقتراع قبل أكتوبر/تشرين الأول.

وقال مصدران رفضا الكشف عن هويتهما إن التصويت جرى بعد أن التقى قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، الذي يتمتع بالنفوذ، بعمران خان مع تصاعد الانتقادات بشأن تأخير العملية التي تتم في البرلمان.

كما أمرت المحكمة العليا البرلمان أيضا بالانعقاد وإجراء التصويت. وحكم الجيش البلاد التي يقطنها نحو 220 مليون نسمة لنصف تاريخها البالغ 75 عاما تقريبا.

كان الجيش ينظر إلى خان وبرنامج عمله المحافظ نظرة إيجابية عندما فاز في الانتخابات في 2018، لكن هذا الدعم تراجع بعد خلاف على تعيين رئيس المخابرات العسكرية ذي النفوذ وظهور المشكلات الاقتصادية التي أدت إلى أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود هذا الأسبوع.

وأثار خان حفيظة الولايات المتحدة خلال ولايته إذ رحب باستيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان العام الماضي كما اتهم واشنطن مؤخرا بالوقوف وراء محاولة الإطاحة به وهو ما نفته واشنطن.

قال شهباز إن رحيل خان فرصة لبداية جديدة، مضيفا أمام البرلمان اليوم الأحد "بدأ فجر جديد... هذا التحالف سيعيد بناء باكستان".

كان شريف لسنوات رئيسا لوزراء إقليم البنجاب وهو معروف بمهاراته الإدارية. وستكون مهامه الأولى إذا تولى السلطة هي إصلاح العلاقات مع الجيش القوي وكذلك مع الولايات المتحدة حليفة بلاده ومعالجة الاقتصاد المتعثر.