اعضاؤنا الداخلية تتذكر ايضا!
واشنطن – كشفت دراسة جديدة أن المخ ليس المسؤول الوحيد في جسم الإنسان عن عملية تخزين وحفظ الذكريات، حيث أظهرت أن خلايا من أجزاء أخرى من الجسم تؤدي أيضًا وظيفة الذاكرة، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم آلية عملها وعلاج اضطراباتها بالإضافة الى خلق القدرة على تعزيز التعلم.
وأوضح الباحث من جامعة نيويورك والمؤلف الرئيسي للدراسة نيكولاي كوكوشكين أن تأثير التكرار المتباعد على خلايا الجسم غير الدماغية يُشير إلى قدرة الإنسان على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل عندما يتعرض لها على فترات متباعدة، بدلاً من تلقيها دفعة واحدة.
واستخدم العلماء خلايا من الأنسجة العصبية والكلى وعرّضوها لأنماط مختلفة من الإشارات الكيميائية، حيث توصلوا إلى أن الخلايا غير الدماغية قد تفاعلت عن طريق تشغيل "جين الذاكرة" عند تعرضها لهذه الإشارات بصفة متكررة وعلى فترات وهو نفس الجين الذي تنشطه خلايا الدماغ.
ولمراقبة هذه العمليات، قام فريق البحث بهندسة الخلايا لإنتاج بروتين متوهج يُشير إلى وقت نشاط "جين الذاكرة"، وأظهرت النتائج أنها تستجيب بفعالية أكبر وتحتفظ بالذاكرة لفترة أطول.
قدرة التعلم من التكرار المتباعد ليست ميزة حصرية لخلايا الدماغ
وقال كوكوشكين "تظهر هذه النتائج إن قدرة التعلم من التكرار المتباعد ليست ميزة حصرية لخلايا الدماغ، بل قد تكون خاصية مشتركة بين جميع خلايا الجسم"، مشيرا إلى أن "المستقبل قد يشهد تغييرات جذرية في كيفية تعاملنا مع أجسامنا، بحيث نأخذ بعين الاعتبار وظائف ذاكرية لأجزاء مختلفة من الجسم. كمثال، يمكن النظر إلى ذكريات البنكرياس حول أنماط الطعام السابقة لتنظيم مستويات السكر في الدم، أو ما تتذكره خلايا السرطان عن أنماط العلاج الكيميائي. هذه التطبيقات قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب العلاج والوقاية وتعزز من فهمنا للعمليات الحيوية في الجسم".
وتأتي هذه الدراسة لتؤكّد فرضية ذاكرة الجسد التي تنتمي إلى مجموعة العلوم الزائفة وذلك لغياب أي دليل علمي يثبت قدرة أي نسيج في جسم الإنسان بخلاف الدماغ على تخزين الذكريات.
وتستخدم الفرضية لشرح وجود ذكريات لأحداث لم يكن الدماغ أثنائها في وضع يمكنّه من تخزين الأحداث والمواقف التي مر بها الانسان، وغالبا ما ترتبط بأحداث مؤلمة وقعت في جزء أو عدة أجزاء من الجسم مما يجعل هذه الأجزاء المتألمة قادرة على تخزين الذكريات وإعادة استرجاعها من خلال الإحساسات الجسدية.