الأرق والشخير يقضان مضجع الإنتاجية

دراسة أميركية ترصد انخفاضا في مردودية العمال يصل للمئة بالمئة بسبب انخفاض عدد ساعات النوم.
النوم بقدر كافي يقي من أمراض وعلى رأسها السكري والسمنة

واشنطن - حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن انخفاض عدد ساعات النوم ليلاً والتعرض للأرق والشخير يرتبط بانخفاض إنتاجية العمل بالنسبة للأشخاص.
الدراسة أجراها باحثون في كلية الطب جامعة أريزونا الأميركية وعرضوا نتائجها الإثنين أمام المؤتمر السنوي الذي تنظمه الأكاديمية الأميركية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم من 2 إلى 6 يونيو/حزيران في مدينة بالتيمور الأميركية.
وأوضح الباحثون أن الجميع يعاني من انخفاض إنتاجية العمل لأسباب تتعلق بالإجهاد وغيره من العوامل الأخرى، وكان الهدف من الدراسة رصد تأثير التعرض لمشاكل واضطرابات في النوم على خفض الإنتاجية في العمل.
ويحتاج الأشخاص الأصحاء إلى النوم كل ليلة من 7 إلى 8 ساعات، لكن هناك أشخاصًا لا يحصون على هذا القدر من النوم بسبب الأرق ومشاكل النوم أو العمل لفترات طويلة.
وللوصول إلى نتائج الدراسة راقب الباحثون 1007 من الأشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 و 60 عامًا. 
وتم تقييم إنتاجية العمل باستخدام أداة تقييم سلامة الإنتاج، والتي تتضمن عناصر تقيّم عوامل مثل الصحة والاكتئاب والقلق والضغوط المالية.
ثم أفاد المشاركون بمقدار النوم الذي يحصلون عليه عادة ليلاً وشملت أدوات التقييم الأخرى مؤشر خطورة الأرق وتم تعديل النتائج حسب العمر والجنس والتعليم والدخل وساعات العمل.
وأظهرت النتائج أن مشكلة الأرق كان لها أكبر تأثير على إنتاجية العمل، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المتوسط إلي الحاد عانوا أكثر من ضياع الإنتاجية بنسبة 107 بالمئة أكثر من أقرانهم الذين حصلوا على قدر كاف من النوم ليلاً دون أرق.
 

أمرأة نائمة
النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميا ضرورة

وارتبطت شكاوى النوم الأخرى مثل الأرق الخفيف بانخفاض إنتاجية العمل بنسبة 58 بالمئة، كما تعرض الأشخاص الذين عانوا من مشاكل في النعاس لخسارة أكبر في الإنتاجية بنسبة 50 بالمئة.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الشخير بانتظام (علامة على انقطاع التنفس أثناء النوم) انخفضت إنتاجيتهم في العمل بنسب تراوحت بين 19 إلى 34 بالمئة، مقارنة مع أولئك الذين لم يعانون من الشخير أثناء النوم.
وفي كثير من الأحيان، ينام الناس عدد ساعات أقل على أمل أن تكون إنتاجيتهم في العمل أكثر، أي يعملون أكثر مما ينامون، لكن الدراسة أظهرت أن هذه الحالة ليست مثالية وتأتي بنتائج عكسية.
ومقارنة مع من يحصلون بانتظام على 7 إلى 8 ساعات من النوم ليلاً، فإن أولئك الذين حصلوا على 5 إلى 6 ساعات من النوم ليلاً قد خسروا 19 بالمئة من الإنتاجية، كما خسر من حصلوا على أقل من 5 ساعات من النوم، حوالي 29 بالمئة من إنتاجيتهم في العمل. 
وقال الدكتور مايكل جراندير، قائد فريق البحث: "كثير من الناس يعتقدون أنه من أجل إنجاز المزيد من المهمات المتعلقة بالعمل، وتحقيق المكاسب، فإننا نحتاج إلى التضحية بالنوم".
وأضاف "تُظهر هذه الدراسة العكس تماماً حيث أن قلة النوم ترتبط بانخفاض الإنتاجية بشكل عام، وتحديدًا عبر نطاق واسع من المجالات".
وكانت أبحاث سابقة كشفت أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً؛ أي من 7 إلى 8 ساعات يوميًا يحسن الصحة العامة، ويقي الإنسان الكثير من الأمراض وعلى رأسها السكري والسمنة.