الإعلانات التجارية تتسلل إلى أحلام البشر

علماء يحذرون من تقنية جديدة تستخدم محفزات صوتية ومرئية مثل الأفلام لإحداث صور وأصوات محددة في الدماغ يراها الناس في أحلامهم.
زرع الأحلام في أذهان الناس بغرض بيع المنتجات يثير أسئلة أخلاقية مهمة
قرارات الدماغ تتحيز تجاه أي معلومات يتم تقديمها أثناء النوم

لندن - حذر ما يقرب من 40 باحثا أميركيا في علم الأحلام من أن بعض الشركات تستحوذ على أحلام الجمهور بالإعلانات التجارية.
وتستخدم هذه التقنية، التي تسمى حضانة الأحلام المستهدفة، محفزات صوتية ومرئية محددة، مثل الأفلام، لإحداث صور وأصوات محددة في الدماغ يراها الناس في أحلامهم.
وكتب العلماء في رسالة تحذيرية مفتوحة وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "لا يمكن أن تصبح أحلامنا مجرد ملعب آخر لمعلني الشركات".
وحثت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية على إعادة النظر في سياساتها التي تحظر الإعلانات اللاشعورية لتشمل الإعلانات التي تتسلل أثناء النوم أيضا.
ورد خبراء آخرون على الرسالة قائلين إن الأحلام المزروعة لن يكون لها نفس التأثير على المستهلكين كما تفعل الإعلانات التقليدية، وأشاروا إلى أن هناك بالفعل قوانين لحماية الناس من الإعلانات المضللة.
وتتعلق مخاوف الباحثين إلى حد كبير بتجربة لمشروب كحولي لشركة "كورز لايت" في يناير/كانون الثاني والتي تهدف إلى عرض إعلانات تجارية لعشاق الرياضة أثناء نومهم بعد بطولة "السوبر بول" في فبراير/شباط الماضي.

وجاء في الرسالة: "تؤثر مثل هذه التدخلات بشكل واضح على الخيارات التي يتخذها دماغنا النائم والحالم في كيفية تفسير الأحداث من يومنا، وكيفية استخدام ذكريات هذه الأحداث في التخطيط لمستقبلنا، وتحيز قرارات الدماغ تجاه أي معلومات يتم تقديمها أثناء النوم".
وساعدت الدكتورة ديردري باريت، الأستاذة بجامعة هارفارد الأميركية في إنشاء التقنية الخاصة بشركة الكحول، والتي قالت عن رسالة العلماء التحذيرية: "أتفق تماما مع الفرضية الأساسية المعبر عنها بشغف في الرسالة وهي عدم القبول الأخلاقي المطلق للإعلان السلبي غير الواعي، ومع ذلك أعتقد أن الدعوة إلى سياسات الحماية الجديدة تعكس عدم الإلمام بالقوانين الحالية التي تحظر الإعلانات الخادعة".
وتعتقد باريت أن مثل هذه الأساليب التسويقية سيكون لها تأثير ضئيل على المستهلكين النائمين.
وقالت لمجلة "ساينس": بالطبع يمكنك تشغيل إعلانات لشخص ما أثناء نومه، ولكن فيما يتعلق بالتأثير الكبير، لا يوجد دليل يذكر.
وعلى الرغم من أن باريت تقول إن التكنولوجيا الحالية من غير المرجح أن تجعل الناس يرغبون في شراء الأشياء بمجرد استيقاظهم، فإن الباحثين المهتمين بالأحلام يشيرون إلى أنه يمكن أن يحدث في المستقبل.
وقال العلماء في الرسالة: "إن احتمال إساءة استخدام هذه التقنيات أمر ينذر بالسوء وله عواقب حقيقية، إن زرع الأحلام في أذهان الناس بغرض بيع المنتجات، ناهيك عن المواد المسببة للإدمان، يثير أسئلة أخلاقية مهمة".