الإمارات تستبقي العقول والمواهب بفتح باب التجنيس

في خطوة نادرة في دول الخليج حيث إمكانية منح الجنسية محدود للغاية، نائب الرئيس الإماراتي يعلن عن قانون يسمح للمستثمرين والموهوبين والمتخصصين وعائلاتهم بالاحتفاظ بجنسياتهم الأصلية فضلا عن نيل جنسية البلاد.

أبوظبي- أعلنت الإمارات السبت أنها قررت فتح باب التجنيس لفئات محددة من الأجانب لاستقطاب "العقول التي تساهم بقوة في مسيرتنا التنموية"، وفق تغريدات نشرها رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وسيسمح القانون لهؤلاء بالاحتفاظ بجنسياتهم الأصلية. وتعد هذه خطوة نادرة في دول الخليج حيث إمكانية منح الجنسية محدود للغاية. ويعيش في الإمارات حوالى عشرة ملايين شخص يشكل الأجانب نحو 90 بالمئة منهم.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الدولة وحاكم دبي عبر "تويتر"، "اعتمدنا اليوم تعديلات قانونية تجيز منح الجنسية والجواز الإماراتي للمستثمرين والموهوبين والمتخصصين من العلماء والأطباء والمهندسين والفنانين والمثقفين وعائلاتهم".

وأضاف أن "الهدف هو استبقاء واستقطاب واستقرار العقول التي تساهم بقوة في مسيرتنا التنموية".

وأوضح أنه سيتم "ترشيح الشخصيات المؤهلة للحصول على الجنسية الإماراتية عبر مجلس الوزراء والدواوين المحلية والمجالس التنفيذية".

والتعديلات القانونية الجديدة التي اعتمدها جلس الوزراء الإماراتي تحدد عددا من الشروط لمنح كل فئة الجنسية.

وفي فئة المستثمر، يشترط امتلاك المعني لعقار في دولة الإمارات.

كما يشترط لمنح الجنسية للأطباء والمتخصصين توافر عدد من الشروط منها أن يكون متخصصاً في مجال علمي فريد أو مجالات علمية مطلوبة وذات أهمية، وأن تكون له إسهامات في إجراء دراسات وأبحاث ذات قيمة علمية في مجال تخصصه، ولا تقل خبرته العملية عن 10 عشرة سنوات، إلى جانب حصولهعلى عضوية في منظمة مرموقة في مجال تخصصه.

واشترطت التعديلات  لحصول العلماء على الجنسية أن يكون باحثاً ناشطاً في مجال خبرته في جامعة أو مركز بحثي أو في القطاع الخاص، وأن لا تقل خبرته العملية عن 10 عشرة سنوات في ذات المجال، وأن تكون لديه إسهامات في المجال العلمي كالفوز بجائزة علمية مرموقة أو تأمين تمويل كبير لبحثه خلال 10 عشرة سنوات سابقة، وحصوله على رسالة توصية من مؤسسات علمية
معترف بها محليا.

ترشيح المؤهلين للحصول على الجنسية عبر مجلس الوزراء والدواوين المحلية والمجالس التنفيذية

واشترطت التعديلات على  المخترعين الحصول على براءة اختراع أو أكثر معتمدة من وزارة الاقتصاد أو من أية جهة عالمية معترف بها تمثل قيمة مضافة لاقتصاد الدولة، ورسالة توصية من وزارة الاقتصاد.

ويشترط في فئة المثقفين والفنانين والموهوبين أن يكون من الرواد في مجالات ذات أولوية للدولة كالثقافة والفن والمواهب، وأن يكون حاصلاً على جائزة عالمية أو أكثر في مجال تخصصه ورسالة توصية من الجهات الحكومية المختصة في هذه المجالات في الدولة.

وحددت التعديلات لمكتسب الجنسية التزامه بعدد من الضوابط قبل استلام الجنسية تتضمن قسم يمين الولاء للدولة، والتعهد بالالتزام بالقوانين السارية في الدولة، وإبلاغ الإدارة المختصة في حالة اكتسابه لجنسية أخرى أو فقدانه لأي جنسية يحملها.

وحدد القرار عددا من المزايا التي يتم اكتسابها مع الجنسية تتضمن تأسيس وتملك الشركات والمؤسسات التجارية، وشراء وتملك الأراضي والمساكن والعقارات وفقاً للقوانين السارية، وأية مزايا أخرى تمنح له من الجهات الاتحادية بعد موافقة مجلس الوزراء أو من الجهات المحلية في إمارات
الدولة، كما نص القرار على جواز سحب الجنسية متى فقد مكتسبها شرطاً أو أكثر من شروط منح الجنسية أو أخل بالتزامه.

وفي 2020، قرّرت حكومة الإمارات منح الأطباء وعلماء الفيروسات المقيمين فيها إقامة لعشر سنوات. كما أعلنت الحكومة نيتها منح "الإقامة الذهبية" للخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم الكومبيوتر والطلاب المتفوقين في المدارس والجامعات، في وقت تسعى لاستقطاب المواهب للعمل ضمن برامجها العلمية المتسارعة، من الفضاء إلى الطاقة النووية.

وكانت الإمارات منحت في 2019 "الإقامة الذهبية" التي يمكن تجديدها كل عشر سنوات، لعدد كبير من المستثمرين الأغنياء، سعيا لضخ الأموال في أكثر اقتصادات المنطقة تنوعا.

وتسعى الإمارات منذ سنوات لترسيخ صورتها كإحدى أكثر الدول العربية استقطابا للمواهب والعقول، بينما تقدّم مدنها وخصوصا دبي على أنها من المدن الذكية التي تتسارع فيها الابتكارات التكنولوجية.