الاقتتال بين ميليشيات الوفاق يثير مخاوف أممية

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في طرابلس، بعدما شهدت ضاحيتها الشرقية اشتباكات مسلحة بين كتيبتين من القوات الموالية لحكومة الوفاق.
الوفاق تدعو لحل كتيبتين متنازعتين وإحالة القادة إلى المدعي العسكري العام
القتال في مدينة تاجوراء ادى لسقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى

طرابلس - أصبح القتال الداخلي بين ميليشيات حكومة الوفاق يثير مخاوف دولية وأممية ويعيد للأذهان التحذيرات التي أطلقها الجيش الوطني من مغبة تواصل تلك المجموعات غير المنضبطة في السيطرة على الوضع في العاصمة طرابلس.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى "وقف فوري" للأعمال العدائية في طرابلس، بعدما شهدت ضاحيتها الشرقية اشتباكات مسلحة بين كتيبتين من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميا.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان في وقت متأخر ليل الجمعة، إنها "تتابع بقلق بالغ الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين مجموعتين مسلحتين في الحي السكني تاجوراء في طرابلس، ما أسفر عن إلحاق الضرر بالممتلكات الخاصة وتعريض حياة المدنيين للخطر".
ودعت إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية".
كما ذكرت جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، معتبرة أن الاشتباكات المسلحة تؤكد مجددا الحاجة الملحة لإصلاح قطاع الأمن في ليبيا.
وشهدت تاجوراء الواقعة على مسافة 20 كلم شرق طرابلس الخميس اشتباكات بين كتيبتين عسكريتين مواليتين لحكومة الوفاق، بدون معرفة أسبابها.
لكن تقارير محلية لم يتسنّ التأكد من صحتها تحدثت عن اندلاع المواجهات نتيجة خلافات بين قادة الكتيبتين، مشيرة إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في كلا الجانبين.
من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع في حكومة الوفاق تعليمات باستخدام القوة ضد القوات المشاركة في الاشتباكات، وأمرت بحل الكتيبتين وإحالة قادتهما إلى الادعاء العام العسكري.
وأوضح المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع في بيان وزع على وسائل الإعلام، أن "وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاحالدين النمروش أعطى تعليماته باستخدام القوة ضد الطرفين المتنازعين في حال عدم الوقف الفوري لإطلاق النار".
كما أمر النمروش بحل الكتيبتين المتنازعتين وإحالة القادة إلى المدعي العسكري العام، للتحقيق في اشتباكات تاجوراء.
لكن الحديث عن حل الكتائب والميليشيات غير المنضبطة مجرد ذر رماد على العيون ففي الغرب الليبي لا توجد أجهزة رسمية قادرة على وضع حد لعربدة الميليشيات والمجموعات المسلحة المدعومة من مرتزقة ارسلوا من بؤر التوتر لتأجيج الأوضاع في ليبيا باشراف تركي.

حفتر حذر مرارا بان الميليشيات لن تدع طرابلس بعيدة عن القتال والاشتباكات
حفتر حذر مرارا بان الميليشيات لن تدع طرابلس بعيدة عن القتال والاشتباكات

وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكرياً.
وحاول الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر انهاء حكم الميليشيات بعد ان شن في 2019، هجوماً لتحرير طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق التي تمكنت القوات الموالية لها من التصدي للهجوم بدعم تركي لم يتوقف.
وأعادت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع حزيران/يونيو بانسحاب قوات حفتر من سائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها.
وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الإستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي وذلك بعد ان وضع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خطوطا حمراء امام تلك المجموعات.
وفي 22 آب/أغسطس أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة يومها بـ"التوافق الهام" بين الطرفين.
كما أعلن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج نيته الاستقالة في اكتوبر/تشرين الاول وسط ترحيب من اطراف عدة في ليبيا نظرا لدور الرجل في توسيع النفوذ التركي في المنطقة.