البغدادي في ليبيا.. فماذا ننتظر؟!

ضلوع تركيا في تهريب البغدادي إلى ليبيا بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق بمحاولة لإحياء نشاط داعش واتخاذه ليبيا قاعدةً للانطلاق في الشمال الإفريقي والتمدد جنوبا في دول القارة ولذلك بدأت دول التحالف البحث عنه في الأراضي الليبية الشاسعة.

بقلم: مريد صبحي

لم يعد خافيا تورط تركيا في دعم الجماعات الإرهابية في الأراضي الليبية، وأخيرا تم رصد سفينة أمازون التركية في ميناء طرابلس محملة بالسلاح والعتاد العسكري لدعم الميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية في مواجهة الجيش الوطني بقيادة حفتر، بل إن السلطان العثماني، أردوغان، أعلن صراحة دعمه لحكومة الوفاق التي يتزعمها السراج، والدور التركي- القطري المشبوه في ليبيا بدأ منذ 2014 بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية في محاولة للسيطرة على المشهد الليبي خاصة بعد سقوط حكم الجماعة في مصر.

 بل إن تقارير الاستخبارات الغربية تشير صراحة إلى ضلوع تركيا في تهريب أبو بكر البغدادي الى ليبيا بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق، في محاولة لإحياء نشاط التنظيم الارهابي واتخاذه ليبيا كقاعدة للانطلاق في الشمال الإفريقي والتمدد جنوبا في دول القارة، ولذلك بدأت دول التحالف رحلة البحث عنه في الأراضي الليبية الشاسعة، والتي ترجح اختباءه بمنطقة الهروج في أقصى الجنوب الغربي، ذات التضاريس الوعرة، ورصدت 25 مليون دولار كمكافأة لمن يرشد عنه.

 فكل المؤشرات والمعلومات تشير إلى هروب البغدادي الى ليبيا، ولكن ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن داعش والدول الممولة والداعمة له خاصة قطر وتركيا قررت نقل نشاط التنظيم الإرهابي الى الأراضي الليبية، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري، ومن هنا كانت الرسائل القوية للرئيس السيسي ووزير الدفاع الفريق أول محمد زكى بردع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي المصري، وهوما يجيب على السؤال الذي طرحه البعض منذ سنوات لماذا تسعى مصر بإصرار على امتلاك قوة ردع عسكرية، وها هي الأحداث تثبت سلامة تقدير الموقف المصري.

نُشر في الأهرام المصرية