التأليف لأطفال ورشة "قصتي" والرسوم لأطفال من ذوي الهمم

الكاتبة والباحثة منى لملوم: "سلّم بين عالمين" هو نتاج مجموعة ورش للحكي والرسم تعبر عن الأطفال وما يشعرون به في مجتمعهم.
شويكار خليفة: إبراز التفاصيل داخل الرسم هو ما قام به الأطفال ببراعة
الشاروني: كل طفل موهوب هو منجم حقيقي حافل بأروع إمكانات الإبداع وأجملها

القاهرة ـ صدر مؤخرا كتاب للأطفال بعنوان "سلم بين عالمين"، وهو نتاج مشروع وورش متنوعة للأطفال بعنوان "قصتي" نظمتها وأشرفت عليها الكاتبة والباحثة منى لملوم. يحتوى للكتاب على تسع قصص من وحي خيال الأطفال، وتم التعبير عن كل قصة بـ 4 لوحات رسمها أطفال من ذوي الهمم.
وتقول الكاتبة والباحثة منى لملوم: "أعلم تماما أن الأطفال لديهم مشاعر وتحديات يريدون التعبير عنها، وليس هناك أفضل من الإبداع ليخرج الأطفال ما في داخلهم من مشاعر، وبالفعل جاء بدأت مشروع قصتي لتحقيق هذا الهدف".
وتضيف قائلة "جاء كتاب (سلم بين عالمين) ليكون نتاج ورش الحكي والرسم بالمشروع، والتي أشرفت عليها مع الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، والذي كان إضافة رائعة للورش، وكتب الأطفال قصصهم من واقع حياتهم وعبروا فيها عن مخاوفهم وتحديات ومواقف واجهوها".
وتنوعت القصص ما بين طفل يحكي كيف تعرض لخطر أثناء عبوره الطريق وكيف قرر أن يتعامل في المستقبل، وآخر أنقذ أخوه من الخطر، ولكنه عرّض نفسه للخطر في سبيل ذلك، وثالثة مشكلتها أنها خيالية وتتحدث للأشياء ووالدتها واقعية، كيف يكون الحوار بينهما وكيف ينتهي؟ ورابعة كيف تحول كرهها للخضروات إلى حب، وأخرى كيف كان حلمها أن تكتب قصصا يتم نشرها لها، وكيف تحقق ذلك من خلال المشروع. كما قامت إحدى المشاركات بسرد يوم لها في عالم الحيوان بحديقة الحيوانات، وحكت طفلة كيف تحول خوفها من الكلاب إلى حب ورعاية بعد أحد المواقف التي تعرضت لها.

children's literature
كل قصة بـ 4 لوحات رسمها أطفال من ذوي الهمم

و(الأخ الكبير) هي آخر قصص المجموعة حيث يتحدث فيها الطفل عن معاناته بعد قدوم إخوة له، وكيف تحولت هذه المعاناة إلى إحساس بالمسؤولية.
وعندما شاهدت لوحات جميلة من رسم أطفال من ذوي الهمم، قررت أن تكون لوحات الكتاب من إبداعاتهم، وبالفعل خرجت في شكل جميل ومتميز". 
بدأت ورش الحكي في فبراير/شباط 2020، وورش الكتابة مارس/آذار 2020، وتم تنفيذ ورش الحكي والكتابة بالإسكندرية، وورش الرسم بالقاهرة والإسكندرية والأقصر.
وتقول لملوم: "إن ظروف كورونا أخرتنا كثيرا، وتسببت في توقف استكمال الورش عدة أشهر، واستكملنا الورش بالتعاون مع جمعية نداء وماجدة أحمد فهمي، مما يسر علينا تنفيذ المشروع بـ 3 محافظات هي القاهرة والإسكندرية والأقصر.
وأشرف على ورش الرسم المخرجة وفنانة الكرتون الشهيرة شويكار خليفة. والمخرجة هبة الله عمر الفاروق، وهناك فريق عمل كبير كان متفانيا في عمله وسببا في نجاح المشروع. 
وتقول المخرجة وفنانة الكاريكاتير شويكار خليفة "سعدت بالمشاركة مع مشروع قصتي بالإشراف على ورش الرسم لذوي الهمم في محافظات الإسكندرية والقاهرة والأقصر، وحرصت على إعطاء الفرصة لكل الأطفال الراغبين في المشاركة بصرف النظر عن مستوى الموهبة لأنني رأيت فيها فرصة لإظهار المستوى المختلف للأطفال، ومستوى الرسوم ذاته متفاوت ليظهر براءة الخطوط.. وكنت حريصة على إبراز التفاصيل داخل الرسم وهو ما قام به الأطفال ببراعة". 
ويضيف كاتب الأطفال الشهير الأستاذ يعقوب الشاروني "يولد كل طفل ولديه موهبة يتميز بها، وبعد اكتشاف نوع الموهبة، علينا تنميتها، لكي يقدم صاحبها أو صاحبتها أفضل ما لديه أو لديها، ليفيد مجتمعه، وتنظيم ورش الحكي والكتابة والرسم للأطفال، من أفضل وسائل تنمية المواهب، والدليل الواضح أمامنا في كتاب "سلَّم بين عالمين"، الذى يضم الإبداع القصصي وفي مجال الرسم لعدد كبير من صغارنا– وكم كان ممتعًا أن أستمع إلى وجهات نظر الأطفال فيما يقرأه أو يحكيه زملاء لهم في هذه الورش، فكل طفل موهوب هو منجم حقيقي، حافل بأروع إمكانات الإبداع وأجملها".
ويقول الطفل نور سامح، وهو أحد المشاركين بورشة الكتابة: "كنت أتصفح على الفيس بوك ووجدت دعوة للاشتراك بورشة عمل للكتابة، لم أتردد وقررت المشاركة لحبي للقراءة وأمنيتي أن أخوض تجربة الكتابة، وتم قبولي بالورشة وعشت أياما من أجمل أيام حياتي، وتقابلت مع أصدقاء يهوون نفس هوايتي، وأساتذة آمنوا بموهبتنا وشجعونا وقدموا لنا كل الامكانيات لكي يخرج حلمنا إلى الحقيقة، وكتبنا ما يدور بخاطرنا وناقشناه مع المشرفين الذين قاموا بتوجيهنا حتى وصلنا لمرحلة الطباعة وصدور الكتاب". 

وعن مدى استفادة الأطفال بالورش: تقول لملوم كنت حريصة في تصميم ورش الحكي والكتابة على أن يعبر الأطفال ويتفاعلوا ويشاركوا ليس فقط ككتاب ولكن كنقاد أيضا، بحيث يجلس الطفل ليقرأ لزميله القصة ويقول له ملاحظاته لتعديلها بناء على ما تعلموه عن عناصر القصة وكيف تكون مشوقة.
وتقول لملوم "مشروعي بدأ ولم ينته، وأتمنى أن أتجول في كل محافظات مصر، وأضم أطفالا مختلفين من بيئات مختلفة، ليكتبوا قصصهم لنخرج بقصص متنوعة وملهمة من كل أطفال مصر، ولا يزال عندي الحلم لكن ينقصه التمويل".