التونسية فاطمة بن محمود تمد الجسور الثقافية لبلادها بالمغرب

الرباط شهدت مؤتمرا تأسيسيا لرابطة كاتبات أفريقيا تحت شعار 'من أجل مد الجسور الثقافية الأفريقية' بمشاركة أكثر من أربعين دولة أفريقية.

في هذا الحراك الثقافي الإبداعي العربي الأفريقي وضمن الرهانات الثقافية للمغرب الشقيق على العمق الثقافي لأفريقيا وفق تجربة الدبلوماسية الثقافية كمدخل للكشف عن الجوانب الإبداعية لأفريقيا وإبراز مكامن الثقافة والوعي المتأصلة في عمقها الاستراتيجي حيث الانفتاح على الإبداع بشتى تلويناته حيث مثّل هذه الدبلوماسية الثقافية بعض الوجوه الأدبية والسياسية المهمة والفاعلة في المغرب على غرار السفير والروائي طارق حسن.

في هذا الإطار شهدت الرباط عاصمة المغرب مؤتمرا تأسيسيا لرابطة كاتبات أفريقيا تحت شعار "من أجل مد الجسور الثقافية الأفريقية"، حيث مثلت تونس الكاتبة فاطمة بن محمود.

هذه الرابطة التي أسستها في نواتها الأولى الكاتبة والأستاذة الجامعية الراحلة عزيزة يحضيه عمر تحت اسم "رابطة كاتبات المغرب" ومنحتها الرئيسة الخلف بديعة الراضي خطوة أكبر وبعدا أعمق عندما جعلت من هذه الرابطة تتوغل في الثقافة الأفريقية وتمثل روح أفريقيا المبدعة من خلال تأسيس "مؤتمر لرابطة كاتبات أفريقيا" وهو حدث ثقافي استثنائي.

حضر حفل الافتتاح مجموعة من الوجوه السياسية من وزراء وكبار الدولة، إضافة إلى عدد من سفراء البلدان الأفريقية وحشد من الكتّاب والمبدعين من المغرب ومن ضيوفها من مصر وليبيا وتونس وموريتانيا والسنغال وإريتريا وسيراليون ودولة جنوب أفريقيا ومالي وكوت ديفوار وغامبيا وعدد كبير من الكاتبات والكُتّاب والتشكيليين المغاربة الخ.... وواكبه عدد كبير من مختلف وسائل الإعلام خاصة المغربية.

ووافق تاريخ هذا المؤتمر يوم 9 مارس/آذار يلي مباشرة اليوم العالمي للمرأة للتأكيد على دور المرأة المبدعة وجعلها بوابة للدخول إلى الثقافة الأفريقية ومد جسور التعاون الإبداعي للانفتاح على الشعوب المختلفة من أجل القيم الإنسانية الجميلة.

وجمع هذا المؤتمر أكثر من أربعين دولة أفريقية من ذلك ليبيا ومصر وموريتانيا والسنغال ومالي وجنوب أفريقيا وغينيا ونيجريا وغامبيا وبوركينا فاسو ومالاوي وسيراليون وتونس الخ.. وأكثر من 130 كاتبة من مختلف المدن المغربية واللواتي يمثلن فروع الرابطة في أنحاء المغرب.

تم انتخاب الكاتبة بديعة الراضي القلب النابض لهذا المؤتمر لتكون أول رئيسة رابطة كاتبات أفريقيا ومن الوجوه الأدبية والإعلامية في المغرب، فهي عضو مجلس الاتصال السمعي والبصري، إضافة إلى أنها روائية وسيناريست ولها إصدارات عديدة من بينها "غرباء المحيط" و"الزنقة 7"، كما أنها كاتبة مسرحية من مؤلفاتها في المسرح "السيد ميم" و"رجل من الصحراء" و"امرأة" الخ..

وقامت الناشطة الجمعوية فاتحة أسطاح انجاي رفقة فريق عمل بدور أساسي في إنجاح المؤتمر بوصفها إحدى عضوات اللجنة التنفيذية والمكلفة بالعلاقات مع أفريقيا بحكم أنها ناشطة مغربية تعيش في السنغال ووفر لها ذلك فرصة الاقتراب من المشهد الإبداعي النسائي لأفريقيا ويُحسب لها دورها في الاتصال والتنسيق لإنجاح المؤتمر وقدمت أسماء إبداعية نسائية وازنة ولها قيمتها الأدبية في بلدانها، ساعدها في ذلك فريق عمل مهم يتكون من مجموعة من الأسماء الأدبية المغربية.

وعن تونس كانت مشاركة الكاتبة فاطمة بن محمود التي تعتبر عضوة في رابطة كاتبات المغرب فرع تونس وأسست لذلك "جمعية الكاتبات المغاربيات بتونس" التي استضافت في ندواتها مجموعة من الأسماء الأدبية التونسية والعربية، أعلمتنا بن محمود أنها ستصدر أعمال هذه الندوات التي قاربت الثلاثين ندوة في كتاب نقدي، كما أبدت سعادتها بتمثيل تونس في هذه الدورة التأسيسية، علما أن في رصيد بن محمود عدة مؤلفات في أنماط أدبية مختلفة من بينها "الملائكة لا تطير" و"زمن الغبار" في الرواية و"صديقتي قاتلة" في أدب اليوميات و"رغبة أخرى لا تعنيني" و"ما لم يقله القصيد" و"لا توقظ الليل" في الشعر و"في حدائق القص المغربي" في النقد الأدبي.

من مشاريع هذا المؤتمر: تأسيس فروع لرابطة الكاتبات الأفريقيات في كل بلاد واعتبار كل كاتبة ممثلة لبلادها رئيسة لهذا الفرع على أن يكون هناك تنسيق متواصل من أجل مواكبة الأنشطة الأدبية وإنجاحها العمل على ترجمة أعمال الكاتبات الأفريقيات إلى لغات مختلفة وتوفير فرصة للعمل الأكاديمي عليها والعمل من أجل أن يكون يوم 9 مايو/أيار يوما عالميا للمرأة الكاتبة وتأسيس جائزة تعنى بالأدب الذي تكتبه المبدعة الأفريقية في لغاته المختلفة (عربية وفرنسية وإنجليزية) وتوفير منصة للنشر والتوزيع لمختلف أنماط الكتابة والحضور في المعارض الدولية بالبلدان الأفريقية والتأسيس لإقامة أدبية تتبناها المبدعات الأفريقيات أنفسهن بتبادل زيارات ثقافية بين بلدان مختلفة وتنظيم موعد سنوي لرابطة الكاتبات الأفريقيات تتبناه في كل دورة دولة أفريقية.

وعلى هامش هذا المؤتمر تم تدشين معرض الفنانة التشكيلية والشاعرة المغربية لبابة العلج الذي حمل عنوان "من الظل إلى النور" يضم أكثر من 40 لوحة، احتفت في لوحاتها بالعمق الثقافي لأفريقيا من خلال رصد وجوه لنساء أفريقيات ومشاهد للحياة اليومية بخطوط وألوان مشرقة تحتفي فيها بأفريقيا في مختلف تجلياتها، حضر المعرض عدد من التشكيليين المغاربة مثل الفنان المتألق رشيد بخوز ووسائل إعلام مغربية.

تجربة واعدة على درب الكتابة والإبداع في الفضاء الإبداعي للكاتبات بأفريقيا لأجل التواصل والتثاقف ومد قنوات الإبداع.