الجنوب التونسي يدعو السياح من بوابة السينما العالمية
تونس - تم في إطار خطوة طموحة تهدف إلى تعزيز صناعة السينما والترويج لتونس كوجهة سياحية عالمية، الأربعاء، بمدينة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة، الإعلان عن إطلاق مشروع "وجهة تطاوين"، حيث سيكون بمثابة نقلة نوعية في توظيف المناظر الطبيعية والمواقع التاريخية الفريدة من أجل استقطاب منتجي السينما من مختلف أنحاء العالم وتحويل الجنوب التونسي إلى وجهة عالمية تجمع بين الفن السابع والسياحة الثقافية.
ويقام مشروع "وجهة تطاوين" تحت إشراف شركة "The French Machine" وبالتعاون مع مجموعة من شركات الإنتاج السينمائي الكبرى وهي "YME Production USA" و"JD EUROWAY Bank Corp and Trust" من كندا، وفقا للمنتج ورجل الأعمال التونسي فوزي بركاتي.
وأكد أن المشروع سيكون متكاملا، حيث سيمكن من استغلال المناظر الطبيعية المبهرة والمواقع التاريخية الجذابة في الجنوب التونسي بما في ذلك مطماطة وتوزر وجربة وتطاوين من أجل تطوير صناعة السينما وتعزيز السياحة الثقافية.
ويتوقع بركاتي أن يسهم مشروع "وجهة تطاوين" في إحداث نقلة نوعية في صناعة السينما التونسية من خلال توفير بنية تحتية حديثة ودعم التدريب والتطوير السينمائي. كما سيعزز المشروع السياحة الثقافية ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما سيعز ز النمو الاقتصادي للبلاد وخلق فرص عمل جديدة في الجهة.
المشروع نقلة نوعية في توظيف المناظر الطبيعية والمواقع التاريخية الفريدة من أجل تحويل الجنوب التونسي إلى وجهة عالمية تجمع بين الفن السابع والسياحة الثقافية
وبحسب ممثلي الشركات المنتجة، فإن مشروع "وجهة تطاوين" يتكون من استوديوهات سينمائية حديثة ومتطورة، حيث سيتم إنشاء استوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات السينمائية، بما في ذلك تقنيات التصوير والمؤثرات الخاصة. وهذه الاستوديوهات ستدعم إنتاج أفلام ذات جودة عالمية وتوفر بيئة مثالية للإبداع السينمائي.
ويتضمن المشروع أيضا إلى جانب استوديوهات التصوير، إنشاء مراكز تدريب متخصصة في مجال السينما والسمعي البصري، وذلك بهدف تأهيل جيل جديد من المهنيين في القطاع، وفق ما أكده المنتج الأميركي ايريك هول الذي شغل سابقا منصب سفير للولايات المتحدة في أفريقيا.
وأضاف أن الشبان سيحظون بدورات تدريبية في مجالات متعددة مثل التصوير والإضاءة والمونتاج مما يعزز من الكفاءات المحلية ويشجع على استدامة صناعة السينما في تونس.
ويعمل المستثمرون أيضا في إطار هذا المشروع على ترميم الفنادق القديمة وتطوير بنية تحتية سياحية جديدة، حتى يسهل تنقل السياح وتلقيهم الخدمات والإقامة في أجواء مريحة ومناسبة.
وسيمكّن تطوير البنية التحتية من إعادة توظيف المواقع التي ظهرت في أفلام شهيرة مثل "حرب النجوم" و"أليس في بلاد العجائب" لإبراز ثراء التراث الثقافي الذي تزخر به تونس، وهو ما سيساهم في تسليط الضوء على الثقافة والتاريخ التونسيين وجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
ويعمل المنتجون على الترويج لإنتاج فيلم ضخم بعنوان "THE EYE STONE" وهو إنتاج تونسي فرنسي كندي أميركي مشترك بميزانية قدرها 28 مليون يورو (ما يناهز 90 مليون دينار تونسي). ومن المتوقع أن يحقق إيرادات تزيد عن 200 مليون يورو (أكثر من 600 مليون دينار تونسي).
وقال المنتجون إن هذا الفيلم سيتم إنجازه بالكامل في تونس بمشاركة مجموعة من النجوم العالميين الذين وافقوا على الانضمام إليه، مما يعزز من قيمته الترويجية لتونس.
وأجمع المنتجون في مداخلاتهم على أن دعوتهم لزيارة الجنوب التونسي مكنتهم من اكتشاف تونس وحيازتها على مواقع للتصوير السينمائي، لافتين إلى أن الإنتاجات السينمائية التي تمت في السنوات الماضية كانت ناجحة جدا وعبروا عن تحمسهم لإعادة إحياء هذا النجاح. كما عبروا عن تحمس شركائهم في مشروع "وجهة تطاوين" لحيازته جميع المزايا الطبيعية والتاريخية والسينمائية.
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن المدير المركزي للترويج بالديوان الوطني للسياحة التونسية لطفي ماني قوله إن المنتوج السياحي التونسي متنوع وجاذب للسياح من ذلك مواقع تصوير الأفلام التي استقطبت محبي السينما في العالم وهي من أهم الوجهات المحبّذة للسياح.
وشدد ماني على معاضدة وزارة السياحة والصناعات التقليدية لهذه الجهود من خلال تسهيل كل الإجراءات المتعلّقة بزيارة هذا الوفد السينمائي إلى تونس.