الجونة السينمائي يكشف تفاصيل دورته السابعة
القاهرة - أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي، الأحد، عن تنظيم الدورة السابعة من هذه التظاهرة خلال الفترة من 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل إلى غاية مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة الجونة السياحية المطلة على البحر الأحمر، وذلك بمشاركة 71 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا من 40 بلدا.
وأكد منظمو المهرجان على إقامة الدورة السابعة في موعدها المقرر شهر أكتوبر/تشرين الثاني رغم الظروف السياسية والأمنية بالمنطقة العربية التي أرجأت دورة العام الماضي مرتين.
وكانت الدورة السابقة للمهرجان الذي يرفع منذ تأسيسه شعار "سينما من أجل الإنسانية" ستقام مبدئيا في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2023 قبل اندلاع الحرب في غزة ثم تأجلت لمدة أسبوعين وأقيمت في نهاية المطاف منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول.
وكشفت المديرة الفنية للمهرجان ماريان خوري خلال مؤتمر صحفي الأحد، عن تفاصيل برنامج المهرجان، قائلة في كلمتها "أود بداية أن أرحب بجميع الحضور من الإعلاميين والصحفيين وصنّاع السينما وممثلي السفارات الأجنبية والرعاة. كما أود أن أوجه التحية لكل من أصرّ على إنجاح الدورة الماضية رغم الظروف الاستثنائية التي صاحبتها. إن نجاحنا في إقامة الدورة السادسة دفعنا لإطلاق مبادرات جديدة تجسّد رؤيتنا الشاملة لدور مهرجان الجونة السينمائي في دعم صناعة السينما. لقد اتخذنا خطوات أكثر تطورًا استنادًا إلى ما تحقق في الدورات السابقة، ونسعى لنقل هذه الإنجازات إلى آفاق إبداعية أوسع".
وأضافت "أغتنم هذه الفرصة لأوجه الشكر إلى فريق البرمجة برئاسة أندرو محسن، حيث بذلوا جهدًا كبيرًا لاستقطاب أفضل الإنتاجات السينمائية، كما عودناكم دائمًا"، مؤكدة على "ضرورة استمرارية المهرجان، وأن تكون السينما متصدرة للمشهد، في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة".
وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس المهرجان خلال المؤتمر الصحفي "لا نشعر بتأنيب عندما نصنع رسالة للفن والثقافة ونقيم مهرجانا مثل مهرجان الجونة لأن من البداية قرارنا هو تناول زاوية من السينما، هي بالنسبة لي أهم زاوية، وهي التعبير عن الإنسانية"، مضيفا "أنا متفاءل جدا لأننا في السابق تجاوزنا سنة الكوفيد، ثم حرب غزة في العام الماضي، لذلك أعتقد أن الفن يمكن أن يستمر ويواصل رسالته".
ومع اقتراب مرور عام كامل على اندلاع الحرب في غزة التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني ساءت الأوضاع في لبنان في ظل قصف إسرائيلي مستمر أدى لنزوح مئات الآلاف من الجنوب.
وأفاد المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي "تعلمنا مما حدث العام الماضي وأصبحت لدينا خطط بديلة وفقا لتطور الظروف، لكننا هذا العام مستمرون في المهرجان، ووصلنا حتى الآن لأعلى نسبة تأكيد حضور أو طلبات انضمام سواء من صناع الأفلام أو الضيوف، لدرجة أننا نواجه مشكلة في التسكين بالفنادق".
ويتضمن البرنامج هذا العام "أفلاما حائزة على جوائز من مهرجانات دولية مرموقة" منها الفيلم الليتواني "سام" (Toxic) للمخرجة سولي بلوفايت، الفائز بأربع جوائز في مهرجان لوكارنو، وأن هذه الأفلام تتوزع على ثلاث مسابقات رئيسية، إضافة إلى البرنامج الرسمي خارج المسابقة وبرنامج خاص للأفلام الفلسطينية، وفق ما صرحت به ماريان خوري، مشددة على أن مهرجان الجونة "منذ انطلاقه التزم بدوره كجسر بين الثقافات ومنصة لعرض أحدث الأفلام. وقد تجلى هذا الهدف في جميع أنشطة المهرجان، خصوصًا في برنامج عروض الأفلام الذي يضم 71 فيلمًا روائيًا وتَسجيليًا طويلًا وقصيرًا من 40 دولة".
وأشارت إلى أن البرنامج يتضمن 55 فيلما روائيا طويلا ووثائقيا، و16 فيلما قصيرا، ستة منها في عرضها العالمي الأول، و12 منها تمثل التجارب الأولى لمخرجيها، ما يضفي حيوية ونظرة جديدة على المهرجان، كما أن 36 في المئة من هذه الأعمال هي لصانعات أفلام.
ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 13 فيلما منها بالخصوص فيلم "الجميع يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش والذي اختير لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار لعام 2025، و"أثر الأشباح" للمخرج جوناثان مي يه (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا)، و"الفستان الأبيض" للمخرج جيلان عوف (مصر)، و"ماء العين" للمخرجة مريم جعبر (تونس، فرنسا، كندا)، و"شكرا لأنك تحلم معنا!" للمخرجة ليلى عباس وهو إنتاج مشترك فلسطيني، ألماني، سعودي، قطري، مصري، و"أضواء صغيرة" إخراج بياتا باركانوفا (التشيك وسلوفاكيا).
وشددت خوري على أن "مستوى الأفلام المشاركة هذا العام عال جدا، وذلك حصاد المبرمجين الذين عملوا على الاختيار منذ شهور طويلة، فهناك أفلام سبق وشاركت في مهرجانات برلين، وكان، وفينيسيا ولوكارنو، كما جرى اختيار أعمال من الصين، وليتوانيا وفرنسا وإيران، مما يشير إلى حالة التنوع".
إذ يعرض المهرجان فيلم "بذرة التين المقدس" (The Seed of the Sacred Fig) للمخرج الإيراني محمد رسولوف الذي يمثل ألمانيا في جوائز الأوسكار العام المقبل، وكان قد حصل على جائزتي التحكيم الخاصة وفيبرسي من مهرجان كان، بالإضافة إلى فيلم "المادة" (The Substance) للمخرجة كورالي فارجاه الفائز بجائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي، وفيلم "الاحتضار" (Dying) للمخرج ماتياس غلاسنر الحاصل على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي. أيضًا يتضمن البرنامج فيلم "غريب" (Stranger) للمخرج شونغفان يانغ الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة بروكسيما بمهرجان كارلوفي فاري. ويضم فريق البرمجة نيكول جيميه، تيريزا كافينا، رامان شاولا، وموفق الشوربجي.
وتتنافس الأفلام الروائية الطويلة على 6 جوائز هي، جائزة نجمة الجونة الذهبية، وجائزة نجمة الجونة الفضية، وجائزة نجمة الجونة البرونزية، وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي، بالإضافة إلى جوائز أفضل ممثل، وممثلة.
ويشمل قسم "أفلام كلاسيكية" عرض ثلاثة أفلام هي: "السلم والثعبان" للمخرج طارق العريان من مصر، و"عمر المختار" للمخرج السوري الأميركي مصطفى العقاد، و"قشر البندق" للمخرج خيري بشارة من مصر.
ويعرض المهرجان في الافتتاح الفيلم القصير "آخر المعجزات" للمخرج المصري الشاب عبدالوهاب شوقي في عرضه العالمي الأول.
وتحدثت ماريان خوري عن أن فنان مصري مميز يتمتع بتاريخ حافل في السينما يزيد عن 70 فيلمًا. تميز دائما باختياراته الجريئة والمتنوعة، واشتهر بدعمه لصناعة السينما بشكل عام وللشباب بشكل خاص. إنه النجم الكبير محمود حميدة الذي نفخر بتكريمه بجائزة الإنجاز الإبداعي.
إذ سيتم خلال هذه الدورة تكريم الفنان المصري محمود حميدة (70 عاما) بجائزة "الإنجاز الإبداعي" في حفل افتتاح الدورة السابعة، تقديرا لمسيرته الفنية الإبداعية، إضافة إلى السينمائيين اللبنانيين خليل جريج وجوانا حاجي توما.
وقرر المهرجان استمرار عروض برنامج الفيلم الفلسطيني ضمن فعاليات الدورة المقبلة من خلال عرض مجموعة أفلام طويلة وقصيرة.
وينظم المهرجان إلى جانب العروض السينمائية، منصة "سيني جونة" لدعم إنتاج الأفلام التي تقدم جوائز تقارب قيمتها 350 ألف دولار وكذلك "منتدى سيني جونة لصناع الأفلام" الذي يضم سلسلة لقاءات ومحاضرات لعدد مع نجوم وصناع السينما منهم المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد والمنتجة والممثلة المصرية إسعاد يونس والممثلة والمنتجة التونسية هند صبري.
وكان المهرجان أعلن عن المشاريع المختارة للمشاركة في النسخة السابعة من "سيني جونة" لدعم إنتاج الأفلام، المنصة المخصصة لتطوير المشاريع ودعم الإنتاج المشترك للأفلام العربية، حيث وقع الاختيار على 21 مشروعا من 13 بلدا عربيا للمشاركة في فعالياته لهذا العام.
ولفتت خوري إلى أن "المهرجان منذ الدورة الأولى ركز على دفع صناعة السينما من خلال سيني جونة التي توفر الدعم والتوجيه للمشاركين عبر خبراء متخصصين في صناعة السينما، إلى جانب الدعم المالي الكبير. نحن فخورون بأن معظم المشاركين السابقين في المنصة قد حصلوا على الاعتراف الدولي وواصلوا رحلتهم مع المهرجانات العالمية وحصدوا الجوائز، منها فيلم 'رفعت عيني للسما' لندى رياض وأيمن الأمير، الذي شارك في مرحلة ما بعد الإنتاج في منصة الجونة، وحصل على جائزة العين الذهبية من مهرجان كان الأخير".
وأوضحت "هدفنا الأساسي دائما هو توفير أفضل الموارد الممكنة لصناع الأفلام العرب، وهو ما تحقق من خلال سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام برئاسة أحمد شوقي، إذ نجح في استقطاب رعاة وممولين لتقديم جوائز تقدر بأكثر من 350 ألف دولار، يتنافس عليها 21 مشروعًا من 13 دولة عربية، بشراكة مع تسع دول غربية. تم اختيار هذه المشاريع من بين 230 مشروعًا. تتضمن هذه المشاريع 13 مشروعًا في مرحلة التطوير (7 مشاريع روائية طويلة، و6 مشاريع وثائقية طويلة)، و8 أفلام في مراحل ما بعد الإنتاج (4 أفلام روائية طويلة، و4 أفلام وثائقية طويلة)".
ويواصل "ملتقى سيني جونة لصناع الأفلام" برئاسة مريم نعوم هذا العام نشاطه في إدارة مناقشات عميقة حول صناعة السينما، بالإضافة إلى عقد الدورات التدريبية وورش العمل لمحترفي السينما. ومن أبرز الأنشطة الجديدة مناقشات مائدة مستديرة وحوارات مفتوحة تجمع كبار المسؤولين وصناع السياسات السينمائية لبحث التحديات الملحة في صناعة السينما وإيجاد حلول لها.
وقالت خوري "يجب أن أشير إلى إحدى الدوائر المستديرة المهمة عن 'آليات الترميم والذكاء الاصطناعي' والتي نسعى من خلالها إلى البحث عن حلول لترميم الأفلام محليًا، مما يمثل أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة إلى الحفاظ على قوتنا الناعمة. يشارك في هذه المائدة عدة خبراء منهم بياتريس دي باستر من المركز القومي الفرنسي (CNC)، ستيفاني شولت من (Arsenal) الألماني، ماتيلد روسيل من (Vives Archives)، فضلاً عن المخرج خيري بشارة الذي يُعرض له فيلم "قشر البندق" بعد ترميمه من قبل محب التراث السينمائي سامح فتحي".
ويشهد المهرجان توسعات أخرى في أنشطته مثل "سوق سيني جونة" برئاسة محمد تيمور، والذي انطلق العام الماضي، وكذلك برنامج "EMERGE" (سيني جونة للمواهب الناشئة) برئاسة حياة الجويلي، الذي يجمع تحت مظلته جميع مبادرات المهرجان لدعم المواهب الشابة. وفي نسخته الثانية، سيقوم البرنامج بدعوة حوالي 200 من صناع الأفلام الشباب وطلاب السينما لحضور المهرجان والتفاعل مع دوائر صناعة السينما الإقليمية والعالمية في تجربة فريدة تنغمس في عالم صناعة الأفلام.
وستعقد أيضًا مناقشة مهمة حول مدارس السينما، والتي تعتبر تجربة ملهمة لصناع السينما في جميع أنحاء العالم، حيث لا يقتصر دورها على تعليم فنون السينما فحسب، بل تبحث عن فرص بديلة للإنتاج، مما يسهم في دعم مشاريع الشباب وتوفير فرص عرض عالمية، مثل فيلم "Vingt Dieux" للمخرج لويز كورفوازييه الذي حصل على جائزة الشباب في مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان، بعد تخرجه من Cinefabrique.
ويحفل جدول المهرجان هذا العام بالعديد من الفعاليات الخاصة، منها معرض فني مميز بعنوان "سبع مدن مصرية تحتضن السينما". وجاءت فكرة المعرض من مارينا إبراهيم إحدى المشاركات في برنامج "EMERGE" العام الماضي، استنادًا إلى بحث أجراه والدها الصحفي إبراهيم مسيحة، حول المدن المصرية التي شهدت تصوير أهم الأفلام السينمائية المصرية والعالمية.
وفي إطار دعم صناع السينما، وخاصة الشباب منهم، قالت خوري "أطلقنا هذا العام برنامج 'سيني جونة للأفلام القصيرة' الذي تصل قيمة جوائزه المالية المقدمة من O West إلى أكثر من مليونين ونصف المليون جنيه. وقد بدأنا الشراكة مع O West العام الماضي، حيث انطلقت أولى فعالياتها في يونيو/حزيران الماضي من خلال مبادرة 'سيني جونة في O West' التي أقيمت في القاهرة كجزء من الأنشطة الهادفة إلى اكتشاف أصوات سينمائية جديدة".
وتابعت "نحن سعداء أيضًا بامتداد تأثير المهرجان خارج مدينة الجونة، مما يؤكد على أهدافه في الوصول إلى جمهور متنوع. نواصل تبني آليات جديدة لتوسيع قاعدة الجمهور المستهدف، خاصةً من فئة الشباب. وبالفعل، للسنة الثانية على التوالي، نعرض نسخة مصغرة من الأفلام في سينما زاوية بالقاهرة بالتزامن مع عرضها في الجونة".
ويهدف مهرجان الجونة السينمائي الذي تأسس عام 2017 إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها.
ويعتبر المهرجان من أبرز المهرجانات السينمائية حاليا بالشرق الأوسط إلى جانب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مصر ومهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في المغرب.