الجيش الأميركي يعود لقاعدتين شمال سوريا لمواجهة النفوذ الروسي

روسيا سعت إلى تعزيز وجودها في محافظة الرقة، ما أشعر الولايات المتحدة بعدم الارتياح ودفعها للبدء بإرسال تعزيزات عسكرية في موقعين في محيط المدينة.
القوات الأميركية أرسلت عددا كبيرا من المدرعات والجنود للموقعين في محيط الرقة
الجيش الاميركي شرع في إرسال تعزيزات عسكرية إلى مطار الطبقة عبر طائرات شحن

واشنطن - بدأت القوات الأميركية في سوريا، منذ أيام قليلة، إعادة تفعيل قاعدتين عسكريتين كانت قد أخلتهما عام 2019 في محافظة الرقة (شمال شرق)، الخاضعة لسيطرة المسلحين الاكراد وفق مصادر محلية الخميس.
وقالت مصادر محلية مطلعة ، إن القوات الأميركية بدأت في الأيام القليلة الماضية العودة إلى قاعدتين كانت أخلتهما قبل وقت قصير من انطلاق العملية العسكرية التركية ضد الاكراد شمال سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وأوضحت المصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن روسيا تسعى إلى تعزيز وجودها في محافظة الرقة، ما أشعر الولايات المتحدة بعدم الارتياح ودفعها للبدء بإرسال تعزيزات عسكرية إلى "الفرقة 17" على بعد 7 كم عن مدينة الرقة، و"مطار الطبقة" على بعد 50 كم من المدينة.
وأفادت بأن القوات الأميركية أرسلت عددا كبيرا من المدرعات و9 عربات من المدرعة المقاتلة "برادلي"، وعشرات الجنود إلى هذين الموقعين، تمهيدا لإعادة استخدامهما كقاعدتين ثابتتين.
كما شرعت القوات الأميركية في إرسال تعزيزات عسكرية إلى "مطار الطبقة" عبر طائرات شحن، بحسب المصادر.
ومطلع العام الجاري 2022، تعرضت القوات الأميركية شرق الفرات لهجمات صاروخية شنتها مجموعات تابعة لإيران وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في ملف الاتفاق النووي.
وهو ما دفع واشنطن إلى إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية ضخمة على متن مئات الشاحنات عبرت من العراق إلى القواعد الأميركية في دير الزور والحسكة والرقة شمال شرقي سوريا.
وياتي القرار الاميركي بالعودة الى القاعدتين في خضم الخلافات بين الولايات المتحدة والغرب عموما وروسيا فيما يتعلق بغزو الجيش الروسي لاوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
ويرى مراقبون ان سوريا ستعود ساحة للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا وذلك بعد ان عمدت انقرة الى اغلاق مجالها الجوي امام الطيران المدني والعسكري الروسي الى سوريا.
وتسعى الولايات المتحدة الى الحد من النفوذ الروسي في سوريا بعد ان تمكنت موسكو من تحقيق انتصارات على الجبهة السورية اعادتها الى الواجهة كقوة دولية قادرة على مجاراة الغرب.
وتشهد سوريا، منذ عام 2011، نزاعا داميا متشعب الأطراف تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلد وخارجه، إضافة إلى دمار هائل لحق بالنية التحتية.
وفي مارس/ آذار 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية مناهضة للنظام طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكنه أقدم على قمعها عسكريا ما زج بالبلد في حرب مدمرة.