الجيش يرد على قصف قاعدة الجفرة باستهداف الميليشيات في مصراتة

الطيران الحربي التابع للجيش الليبي يستهدف مقر الكلية الجوية بمصراتة للمرة الأولى منذ بدء المعارك.
سرعة الرد من قبل الجيش الليبي تثبت قدراته العسكرية
الجيش الليبي قادر على استهداف عصب الجماعات المسلحة في مصراتة
هجوم الجيش الليبي في مصراتة رسالة تحذير الى حلفاء الميليشيات خاصة تركيا وقطر

طرابلس - قصف الطيران الحربي التابع للجيش الوطني الليبي مقر الكلية الجوية بمصراتة، للمرة الأولى منذ بدء المعارك جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، مقاطع مصورة لعملية القصف.

وجاء استهدف مقر الكلية الجوية بمصراتة بعد ساعات من استهدف قاعدة الجفرة الجوية من قبل الطيران الحربي التابع للوفاق.

ويرى مراقبون ان سرعة الجيش الليبي في الرد على الهجوم الذي استهدف قواته في قاعدة الجفرة رسالة واضحة بان القوات الليبية قادرة على استهداف عمق ومعاقل الميليشيات والجماعات المسلحة في مصراتة.

ويبدو ان الجيش الليبي لن يستثني أية ارض ليبية من عملياته العسكرية الرامية الى تحرير ليبيا من الميليشيات والمتطرفين بما في ذلك مصراتة التي تعتبر معقلا لأهم الجماعات التي تقاتل الى جانب حكومة الوفاق في طرابلس.

واستهداف القوات الليبية لمصراتة عصب المسلحين المتورطين في نشر الفوضى والاقتتال في ليبيا رسالة الى حلفائهم وبالتحديد تركيا وقطر بان الجيش يملك من القدرات التي تمكنه من الوصول كذلك الى الموانئ التي تستعمل لإنزال السلاح التركي ونقله الى المتطرفين.

وكانت حكومة الوفاق الليبية عمدت الى تصعيد هجماتها وذلك باستهداف قواعد الجيش الليبي وبالتحديد قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد مستغلة التسليح التركي بعد أن حققت القوات الليبية تقدما في طرابلس وبعد حديث قائد الجيش المشير خليفة حفتر عن اقتراب رفع راية النصر في العاصمة وتخليصها من الجماعات المتشددة والميليشيات.

وياتي هذا الاستهداف بعد يوم من إعلان قوات الجيش الليبي إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات حكومة "الوفاق" في الجفرة.

طائرة تركية مسيرة
القوات الليبية اسقطت طائرة تركية مسيرة في الجفرة

ويرى مراقبون ان الهجوم الذي نفذ على القاعدة الجوية في الجفرة تم عبر طائرات مسيرة تركية قامت أنقرة بتسليمها لحكومة الوفاق.

ويبدو ان انتهاء خزينة حكومة الوفاق من الطيران العادي وتراكم خسائرها من الطائرات المسيرة بفعل الضربات التي نفذها الجيش الليبي دفع بحكومة السراج الى اللجوء للحليف التركي لتزويده بطائرات مسيرة.

ويظهر ان قوات الوفاق غير قادرة على مواجهة الجيش الليبي دون الاستعانة بالاسلحة والمعدات التركية حيث تحولت الطائرات التركية المسيرة الوسيلة الوحيدة لاستهداف قواعد الجيش في وسط وجنوب البلاد.

وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات ومدرعات في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.

ورغم الحظر الدولي استمرت تركيا في تزويد الجماعات المسلحة وحكومة الوفاق بالمال والسلاح، الأمر الذي يؤجج التوتر بين فرقاء الساحة الليبية وفي دعم من شأنه تقوية الجماعات المتطرفة.

وتسعى حكومة السراج الى التنفيس عن الضغط الذي تتعرض لها قواتها في العاصمة طرابلس وذلك بشن هجمات على قواعد للجيش في الوسط والجنوب.

الميليشيات في طرابلس
الهجوم على قاعدة الجفرة محاولة لتخفيف الضغط على الميليشيات في طرابلس

وكان حفتر امر في حزيران/يونيو قواته بضرب السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وكافة "الأهداف الاستراتيجية التركية" على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات وذلك ردا على التدخل التركي.

وفي مايو/ايار أعلنت حكومة الوفاق الوطني أنها عززت قواتها المدافعة عن طرابلس بعشرات المدرعات لصد قوات الجيش الليبي التي تحاول السيطرة على العاصمة.

وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرتها قوات متحالفة مع حكومة الوفاق وصول عشرات المركبات المدرعة من طراز "بي.إم.سي كيربي" تركية الصنع إلى ميناء طرابلس.

وكان الجيش الليبي قد كشف خطط تركيا بتزويد الوفاق طائرات مسيرة وذلك بعد ان تمكن في يونيو/حزيران من استهداف طائرة تركية مسيرة كانت رابضة في مطار معيتيقة شاركت في الإغارة على القوات الليبية.

ويفتح التدخل التركي الواضح في ليبيا تساؤلات حول أهداف أنقرة في منطقة شمال إفريقيا وسط تقارير تكشف تورطا تركيا في إرسال مقاتلين متشددين من ادلب السورية الى العاصمة طرابلس.