الحرس الثوري يتحرك لطمس أدلة تورطه في هجوم بحر عُمان

مسؤول أميركي يعلن أن زوارق إيرانية سريعة تعمل على تعطيل قطر ناقلة نفط نرويجية تعرضت لهجوم ببحر عُمان.

لندن تنضم لواشنطن في اتهام إيران بالهجوم على ناقلتي نفط
هانت يدعو طهران للتوقف فورا عن أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة
أبوالغيط: لدينا مشكلة في الشرق الأوسط مع دولة مسلمة هي إيران
أبوالغيط يتهم إيران ضمنا بتأجيج التوترات في المنطقة
الأمم المتحدة تدعو لتحقيق يحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم في بحر عُمان
الإدارة الأميركية تركز على بناء إجماع دولي لادانة الهجمات الإيرانية على ناقلات نفط
قرقاش: وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء

واشنطن/لندن - قال مسؤول أميركي مساء اليوم الجمعة إن زوارق إيرانية سريعة تمنع قطر ناقلة النفط النرويجية 'فرنت ألتير' المعطوبة في خليج عمان قرب مضيق هرمز والتي تعرضت لعملية تخريب اتهمت واشنطن ولندن إيران بتدبيره.

ويأتي التحرك الإيراني السريع لطمس الأدلة التي تشير بوضوح بحسب الولايات المتحدة وبريطانيا وتقييم مخابراتي إلى تورط إيراني في الهجوم الإرهابي الذي استهدف ناقلتي النفط في ذروة التوتر بين طهران وواشنطن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حمّل في وقت سابق إيران مسؤولية الهجمات، مشيرا إلى فيديو نشره البنتاغون يظهر فيه زورق قال إنه لمجموعة من الحرس الثوري الإيراني تقوم بإزالة لغم غير منفجر من إحدى الناقلتين.

كما صرّح مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، أن التحقيق الأولي في الهجوم على ناقلتي النفط والأدلة المتوفرة "تؤكد وقوف الحرس الثوري الإيراني وراءه".

وقال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي اليوم الجمعة إن الإدارة الأميركية تركز على بناء إجماع دولي عقب هجمات على ناقلات نفط بالشرق الأوسط ألقت واشنطن باللوم فيها على إيران.

وقال شاناهان للصحفيين خارج مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) "ما نركز عليه أنا والسفير بولتون والوزير بومبيو هو بناء إجماع دولي بشأن هذه المشكلة الدولية" وذلك في إشارة إلى مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو.

وأضاف شاناهان أن دور البنتاغون في هذا الجهد سيشمل تبادل معلومات المخابرات مثلما فعلت القيادة المركزية بالجيش الأميركي يوم الخميس بنشرها تسجيل فيديو يعرض لقطات لدورية من الجيش الإيراني وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين.

ورفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة "بشكل قاطع" الاتهامات الأميركية بشأن قائلة إنه "لا أساس لها من الصحة".

زورق سريع للحرس الثوري الإيراني قرب ناقلة نفط
الحرس الثوري الإيراني يهدد الملاحة البحرية في هرمز

وقالت شركة برنهارد شولته المشغلة للناقلة كوكوكا كاريدجس اليوم الجمعة إن الناقلة التي كانت إحدى ناقلتين تعرضتا لهجوم أمس الخميس في خليج عُمان يجري قطرها بسلام الآن وتتجه صوب ميناء كلباء الإماراتي جنوبي الفجيرة.

وقامت الشركة بتحديث بيان سابق ذكرت فيه أن الناقلة تتجه صوب ميناء خورفكان. وقال مسؤول بالشركة إنه تم تغيير وجهة الناقلة بسبب التكدس في مينائي خورفكان والفجيرة.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة ذكرت شركة الهندسة البحرية الهولندية بوسكالس أنه تم تكليفها بإنقاذ الناقلة كوكوكا كاريدجس والناقلة المعطوبة الأخرى فرنت ألتير التي تديرها شركة فرنتلاين.

وقال البيان "كوكوكا كاريدجس مستقرة. سيتم إجراء تقييم كامل للأضرار لكن لا توجد خطورة عليها من الغرق ولم تفقد الناقلة شيئا من شحنتها أو من الوقود".

ويعتبر الاعتداء الأحدث في عمليات تخريب طالت ناقلات النفط في الممرات المائية الحيوية في المنطقة لإمدادات الخام العالمية وهو أيضا الأكثر خطورة وتصعيدا يهدد الملاحة البحرية في الممرات المائية الحيوية.

وكانت إيران قد سارعت للتملص من المسؤولية عن الهجوم الذي قال الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إداراته أنه يحمل بصمات إيرانية، معتبرة أن الحادث يثير كثيرا من الشبهات في توقيته ومكانه حيث تزامن مع زيارة رئيس الوزراء الياباني لطهران لبحث سبل تهدئة التوتر مع الولايات المتحدة.

وألقت بريطانيا كذلك باللوم على إيران والحرس الثوري الإيراني اليوم الجمعة في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان قائلة إنه لا يمكن لأي بلد أو جهة أخرى غير رسمية القيام بذلك.

وندد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بالهجوم قائلا إنه انتهاك للأعراف الدولية، ودعا إيران إلى وقف كل أشكال الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

وأضاف في بيان "هذه الهجمات الأخيرة تجسد نمطا من السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار وتشكل خطرا كبيرا على المنطقة".

وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش بالاعتداء.

واعتبر أبوالغيط أن التطورات في منطقة الخليج تنطوي على خطر احتدام المواجهة داعيا إلى ضبط النفس، إلا أنه قال أيضا "للأسف لدينا مشكلة في الشرق الأوسط مع دولة إسلامية كبيرة ومهمة هي إيران"، مضيفا أنه يرى سلوك طرف بعينه سببا لاحتدام المواجهة في منطقة الخليج، داعيا الإيرانيين إلى مراجعة أنفسهم وتغيير ذلك المسار.

 وأكدّ أنه "لن يكون هناك أحد في مأمن إذا ما حدث شيء"، في إشارة إلى التصعيد في المنطقة الآخذ في التفاقم بسبب أنشطة إيران الإرهابية.

وقال غوتيريش للصحفيين اليوم الجمعة إنه لا بد من الوقوف على الحقيقة بعد الهجوم على ناقلتي نفط هذا الأسبوع في خليج عمان، داعيا إلى تحقيق لكشف ملاباسات الهجوم والجهة التي تقف خلفه.

وتابع أن مساعيه "الحميدة" لحل الأزمة الحالية بمنطقة الخليج متاحة، إلا أنه لا يرى في اللحظة الراهنة أية إمكانية للحوار، مؤكدا على ضرورة "أن تتحمل الجهة المسؤولة (لم يحددها) عن الهجوم تبعات ما حدث".

وفي سياق الأزمة الراهنة، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة إن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "تتضاءل".

وتابع "تزداد إشارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى الفريق باء هزلية وتتضاءل مصداقيته يوما بعد يوم"، مضيفا "العلاقات العامة ليست بديلا حقيقيا للسياسات البناءة. وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء".

ويستخدم ظريف عادة تعبير "الفريق باء" للإشارة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وغيره في الإدارة الأميركية وبمنطقة الخليج ممن يشاركونه نفس الموقف المتشدد تجاه إيران.

وتأتي تغريدة قرقاش على ما يبدو كرد فعل على أخرى نشرها ظريف قبله بساعة قال فيها "بعض التفسيرات الخاطئة تستلزم توضيحا: الفريق باء يخرب الدبلوماسية ويعتم على الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران".