الحكومة العراقية تحشد لتأييد شعبي لإخراج قوات التحالف الدولي
بغداد - أفشلت القوات الأميركية المتواجدة بالعراق هجوما على قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات دولية، ضمن أحدث حلقات الردّ الأميركي على استهداف أذرع إيران لمصالح واشنطن بزعم دعمها لإسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، بينما بدأت الحكومة العراقية في استطلاع آراء مواطنيها بشأن إنهاء تواجد التحالف الدولي بالبلاد وهو ما تهدف إليه طهران، في خطوة محفوفة بالمخاطر.
وقال مصدران من الجيش العراقي إن القصف الأميركي استهدفت منصة إطلاق صواريخ في ساعة متأخرة من مساء الاثنين وأدى إلى إفشال هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية.
وقالت مصادر عسكرية عراقية إن قاذفة الصواريخ كانت مثبتة فوق شاحنة صغيرة متوقفة بمنطقة ريفية على بعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشرق من القاعدة مع وجود صاروخين على الأقل معدين للإطلاق باتجاه القاعدة وأكد مسؤول بالجيش إن الضربة الجوية الأميركية دمرت القاذفة.
وهناك 900 من الجنود الأميركيين في سوريا و2500 في العراق حيث تقول الولايات المتحدة إن مهمتهم تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة من البلدين في عام 2014 لكن تم دحره في وقت لاحق.
وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا إلى 100 هجوم على الأقل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.
وفي سياق متصل تلقى عدد كبير من المواطنين العراقيين رسائل نصية على هواتفهم المحمولة تضمنت استطلاع رأي عن تواجد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" في البلاد.
وبعثت الحكومة العراقية رسائل نصية لعدد كبير من المواطنين جاء فيها "عزيزي المواطن.. هل أنت مع استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟"، داعية إياهم للإجابة عبر رابط أسفل الرسالة.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء نفت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" أي خطط لسحب قواتها من العراق وهو ما يتعارض مع تصريحات لبغداد تؤكد العمل على إنهاء الوجود الأميركي في البلاد.
وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري أعلن "البنتاغون" مقتل أبوتقوى السعيدي أحد قادة حركة النجباء، وهي ميليشيا شيعية تابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران، في غارة جوية بالعاصمة العراقية بغداد.
وتدفع إيران عبر أذرعها في العراق إلى إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد، فيما يشدد مراقبون على أن حالة الاستقرار الأمني التي يشهدها البلاد لا تحجب المخاوف من هجمات إرهابية، في ظل وجود خلايا تعمل على إرباك الوضع في عدد من المناطق على غرار صلاح الدين وكركوك.
والجمعة أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد مؤكدا موقف بغداد "الثابت والمبدئي" لتحقيق ذلك وذلك بعد إدانته بشدة للضربات الأميركية الأخيرة.
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي قال البيت الأبيض إن الجيش الأميركي استهدف 3 منشآت تابعة لكتائب حزب الله في العراق ردا على هجوم أصاب قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.
وبينما أكدت السلطات الأميركية حينها أن الاستهداف لم يمسّ بأي مدني، أدانته الحكومة العراقية في بيان ووصفته بأنه "فعل عدائي واضح ومساس مرفوض بالسيادة العراقية"، مؤكدة أنه "أدى إلى استشهاد منتسب للقوات العراقية وإصابة 18 آخرين، من ضمنهم مدنيون".
وأُسس التحالف الدولي ضد "داعش" في سبتمبر/أيلول 2014 لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا ويضم 85 دولة ومنظمة شريكة.
وتصاعد التوتر في العراق بين فصائل مسلحة، تؤكد السلطات أنها قوى أمن رسمية، والقوات الأميركية، على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة حيث سبق أن أعلن تشكيل "المقاومة الإسلامية العراقية" وهو أحد المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق في بيانات تنفيذه هجمات على قاعدة التحالف في مطاري عين الأسد وأربيل غرب العراق وكذلك على تل البيدر شمال سوريا وقاعدة التنف جنوب سوريا تضامنا مع القطاع.