الحوثيون يصعدون هجماتهم رغم تفشي كورونا

التحالف العربي يعلن إطلاق المتمردين لصاروخين باليستيين سقط احدهما قرب الحدود السعودية تزامنا مع إعلان اول وفاة بسبب الفيروس المستجد في منطقة سيطرة الحوثيين.

صنعاء - يصعد الحوثيون من هجماتهم داخل اليمن كما يستمرون في استهداف دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية رغم الدعوات الدولية والأممية لاحترام هدنة وفسح المجال لجهود مكافحة كورونا.
وقال التحالف العربي بقيادة الرياض، الثلاثاء، إن جماعة الحوثي أطلقت صاروخين باليستيين من العاصمة اليمنية صنعاء، سقط أحدهما بمحافظة قرب الحدود السعودية.
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، قال المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، إن الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيين من صنعاء.
وأضاف المالكي: "سقط الصاروخ الأول بعد مسافة 121 كلم في محافظة عمران (شمالي اليمن)، وسقط الصاروخ الثاني بعد مسافة 148 كلم في محافظة صعدة (قرب الحدود السعودية)".
وأفاد المتحدث باستمرار الحوثيين في خرق مبادرة التحالف بشأن وقف إطلاق النار التي أعلنها مؤخرا، مقدرا الخروقات بأكثر من 2400.
ولم يتطرق المالكي إلى وجهة الصاروخين، غير أن جماعة الحوثي دأبت على إطلاق صواريخ باليسيتية على مناطق سعودية بينها العاصمة الرياض.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، في 24 أبريل/ نيسان الماضي تمديد وقف إطلاق النار الشامل في اليمن من جانب واحد، لمدة شهر، بناء على طلب أممي، بعد هدنة أولية استمرت أسبوعين وبدأت في الثامن من الشهر ذاته.
وردا على ذلك، قال عضو المكتب السياسي للمتمردين محمد البخيتي، في تغريدة عبر تويتر، إنه "لا توجد أي هدنة في اليمن حتى تقوم السعودية بتمديدها، وإنما تصعيد قامت بتمديده". ما يشير الى اصرار المتمردين على مواصلة التصعيد وتوسيع الانتهاكات.
وتبادل طرفا الحرب في اليمن على مدى الفترة الماضية، الاتهامات بخصوص التصعيد العسكري وخرق وقف إطلاق النار.
وللعام السادس، يشهد اليمن قتالا مستمرا بين القوات الحكومية التي يدعمها تحالف عربي، والحوثيين المسيطرين على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء بدعم ايراني منذ أيلول/ سبتمبر 2014.
وفي المقابل اعلن الحوثيون رصد أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد الثلاثاء، وهي لمواطن صومالي الجنسية عُثر عليه ميتا في أحد فنادق صنعاء، بينما سجلت الحكومة في جنوب البلاد تسع حالات إصابة جديدة بالمرض.
ولم يعلن اليمن سوى في العاشر من أبريل/نيسان عن بدء تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا ليكون بذلك من أحدث الدول التي أعلنت ظهور حالات إصابة بالفيروس.

وفاة مواطن صومالي الجنسية عُثر عليه ميتا في أحد فنادق صنعاء بسبب الفيروس
وفاة مواطن صومالي الجنسية عُثر عليه ميتا في أحد فنادق صنعاء بسبب الفيروس

وسجل اليمن 21 حالة إصابة في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا توفي منها ثلاث حالات. وأعلن عن حالة إصابة واحدة، توفي صاحبها، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ونقل تلفزيون المسيرة عن طه الوكيل وزير الصحة العامة بحكومة المتمردين في اليمن قوله "وصلنا بلاغ عن وجود الحالة في أحد الفنادق بأمانة العاصمة يوم الأحد الماضي وتحركت على الفور فرق التقصي الوبائي إلى الفندق حيث كان المصاب متوفيا".
وأوضح أن المتوفى صومالي كان مصابا بأمراض مزمنة هي "الفشل الكلوي والتهاب مزمن في الكبد"،مشيرا أنه "تم أخذ عينة منه للفحص المخبري وأظهرت النتيجة أنه كان مصابا بفيروس كورونا المستجد".
ويعد اليمن منذ فترة طويلة نقطة عبور للمهاجرين واللاجئين من القرن الأفريقي الذين يفر كثير منهم من الجوع والعنف ويحاولون الوصول إلى السعودية ودول الخليج الغنية الأخرى.
وقبل إعلان أول حالة بمرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا، في الأراضي التي تخضع للحوثيين كانت الأمم المتحدة تقول إنها تخشى من انتشار ذلك الفيروس، دون أن يكتشفه أحد، في أنحاء البلاد بين سكان يعانون من سوء التغذية الحاد ونقص الإمكانات اللازمة لإجراء الاختبارات وعدم توافر أدوات الوقاية.
وقالت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ في اليمن اليوم الثلاثاء إنها رصدت ثماني حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في عدن جنوب البلاد وحالة في منطقة حضرموت. واللجنة تابعة للحكومة والتي تتخذ من عدن مقرا مؤقتا لها.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الثلاثاء فرض حظر تجول جزئي في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة 12 ظهرا لمدة ثلاثة أسابيع بدءا من يوم الأربعاء بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا.
كانت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ، ومقرها عدن، عبرت عن قلقها من عدم اعتراف مسؤولي الحوثيين بتفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى من تأثير كوفيد-19 الشديد على اليمن لأن السكان لديهم مستويات مقاومة للمرض أقل مما هي عليه في الدول الأخرى.
ومما يزيد هذه المخاوف القدرة المحدودة على إجراء فحوص لاكتشاف المصابين بذلك الفيروس. فقد قالت منظمة الصحة اليوم الثلاثاء إنه تم إجراء 200 فحص فقط في جميع أنحاء اليمن وإن نتائجها ظهرت بالفعل.
ويعتمد حوالي 80 في المئة من السكان، أي 24 مليون شخص، على المساعدات الإنسانية في حين أن هناك عشرة ملايين نسمة معرضون لخطر الجوع في بلد تنتشر فيه الأمراض أيضا.