الحوثي يتكتم وواشنطن تؤكد مقتل قادة كبار من المتمردين باليمن
واشنطن - قال البيت الأبيض الأحد إن الضربات الأميركية قتلت "العديد" من قادة الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى "تحذير" لإيران بوجوب التوقف عن دعم المتمردين وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر، بينما أعلنت الجماعة اليمنية المدعومة من إيران استعدادها "لمواجهة التصعيد بالتصعيد". ووصف مكتبها السياسي الهجمات بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز في تصريح لشبكة إيه بي سي نيوز إن الغارات الجوية السبت "استهدفت في الواقع العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم"، مضيفا في تصريح آخر أدلى به لشبكة فوكس نيوز "لقد ضربناهم بقوة ساحقة وحذرنا إيران من أن الكيل قد طفح".
ويُشكل التصعيد الأميركي ضد الحوثيين قطعا مع سياسة الإدارة السابقة بقيادة الديمقراطي جو بايدن التي لم تكن حازمة بما يكفي لكبح تهديدات الحوثيين والتي كانت تفتقد لرؤية واضحة للسلام في اليمن حتى أنها قامت بشطب المتمردين اليمنيين من قائمة التنظيمات الإرهابية في خطوة اعتبرت مجانية وليونة أكثر من اللازم تحت عنوان تحفيز جماعة الحوثي على الانخراط في مسار السلام وانهاء الحرب.
ولم تمارس إدارة بايدن كذلك ضغوطا بما يكفي لوقف دعم إيران للحوثيين بالمال والسلاح وهو ما اعتبر انحرافا عن هدف قطع شرايين حيوية للمتمردين.
وقال والتز في المقابلة التي أجرتها معه شبكة إيه بي سي "لا يمكن لإيران حيازة سلاح نووي. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان عدم حيازتها سلاحا من هذا النوع"، مضيفا "يمكنهم إما تسليمها (أي أسلحة نووية) والتخلي عنها بطريقة يمكن التحقق منها، وإما مواجهة سلسلة كاملة من العواقب الإضافية"، لافتا إلى أنه في كلا الحالتين لن تقبل الولايات المتحدة بحيازة الجمهورية الإسلامية أسلحة نووية.
وقُتل 53 شخصا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الأحد، غداة ضربات شنّتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين هي الأولى منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
والاثنين واصل الجيش الاميركي هجماته واستهداف مواقع الجماعة اليمنية المدعومة من ايران في محافظتي الجوف والحديدة الساحلية بينما شن الحوثيون هجمات ضد حاملة الطائرات الأميركية يو اس اس هاري ترومان في البحر الأحمر وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، مؤكدين أنهم سيستهدفون أيضا سفن الشحن الأميركية.
ودعا زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة أنصاره إلى الخروج الاثنين في مسيرات "مليونية" في صنعاء ومختلف المدن اليمنية، تنديدا بالضربات التي تعد الأولى في ولاية الرئيس ترامب. من جانبه قال الجيش الاميركي انه تمكن من اسقاط 11 مسيرة قبل اقترابها من حاملة الطائرات.
وفي مواجهة هذا التصعيد طالبت الأمم المتحدة الولايات المتحدة والدماعة اليمنية المتمردة بوقف هجماتهما تجنبا "لمفاقمة التوترات الإقليمية".
من جانبها دعت الصين الاثنين إلى "الحوار" وخفض التصعيد في البحر الأحمر حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ "نعارض أي تحرّك يؤدي إلى تصعيد الوضع في البحر الأحمر".
وأتت الضربات الأميركية بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين، لكن متابعين اعتبروا أن التصعيد الحوثي محاولة لإثبات أنه لا يمكن تجاهلهم في أي مسار تسوية للأزمة ومحاولة لدفع القوى الغربية للتعامل معهم كسلطة شرعية.
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين "هاجموا سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023".
وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال أعلن فيه شن الضربات "إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!".
والشهر الماضي، وجّه ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي اقترح فيها إجراء محادثات حول الملف النووي الإيراني، محذّرا من تحرك "عسكري" ضد طهران في حال لم يتم التوصل لاتفاق.