الدورة الرابعة لملتقى زمور الدولي في رحاب 'دار جدي'
منذ الخميس 10 إلى يوم الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الاول تعيش قرية زمّور من معتمدية بني خداش من محافظة مدنين التونسية على وقع فعالية الدورة الرابعة من ملتقى زمور الدولي فن وسياحة.
هذا الملتقى الذي يشارك فيه عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين سُنْيَا لَخْوَة وسيرين العـظَّاظِي (قاوِقْ) وجهان الزّاهِی وعماد الزموري ولِيدِيا من ألمانيا وعبدالرزاق حمُّودة من سويسرا ومبروكة الحجّاج من فرنسا. يلتقي الفنانون في رحاب بيت الضّيافة "دار جدّي" لصاحبها السیّد محمّد صالح الزمّوري أصيل المنطقة والرّاعي لهذه التظاهرة الدولية السنوية.
هذه المبادرة لاستقبال التشكيليين من العديد من الدول كانت تراوده منذ سنين، وباستِحْثاث صديقِه الخطاط والمنظم الدولي للتظاهرات الفنية عبدالرزّاق حمّودة ومساندته له أصبحت جدران بيت الضيافة دار جدّيِ تزدان بالعديد من اللوحات الفنية الأصلية التي تعبر عن تجارب فنية متعددة تحمل في طيات ألوانها وتركيباتها ليصبح هذا البيت الذي عمره تسع مئة عاما فضاءً متميِّزا ومجالا لحوار الثقافات ضمن عنوان الملتقى اللافت وهو "فن وسياحة".
وقد أقام المنظّمون مسارا سياحيا اكتشف فيه الفنانون المشاركون العديد من المناطق التاريخية والثقافية وتعرّفٍوا على جزء من تاريخ تونس الأمازيغي عراقة القصور البربرية التي تعلوا قمم جبالها وبيوتها المحفورة من قبل أجيال من أهلها راسخي الجذور وعبر اعماق القرون. وبزيارة قرية توجان ومطماطة يبدو المسار مع استراحة في المقهى والمتحف البربريين على قمة جبل تمُزرِطُ...
هذا وتنوعت تجارب وأسماء الضيوف من تونس ومن خارجها حيث رأوا أن "مشاركتهم في ملتقى زمور الدولي كانت مفاجأة جميلة جدا وانهم فخورون بالمشاركة في فعاليات هذه الدورة الرابعة. لقد أَبهرَهُم جمال المنطقة وثراء تاريخها وحسن التنظيم والحفاوة البالغة التي مكّنتهم من العمل بِأَريحية كبيرة وصار الكلّ يَنْصح بزيارة زمُّور لأن المنطقة كلها في غاية من الجمال والهدوء والأمان..." ويختم مدير الملتقى عبدالرزاق حمّودة القول ليُشيد بهذه التجربة الفريدة من نوعها في الجنوب التونسي وليشجع الأفراد على دعم الفنانين والاستثمار في الفن. كما يتوجه بالشكر الخالص للفنانين الذين عملوا بجِدِّية على انجاح الدورة " ويختم ليقول "عندما تلتقي إرادة رجل طموح وفنان متحمِّس لدعم لامركزية الثقافة والفنون يصبح المستحيل ممكنا..".
دورة جديدة وفعالية جامعة بين الفن والسياحة حيث المكان علبة تلوين ومجالات حوار فني وفق تنوع التجارب والأساليب الفنية.