الذكاء الاصطناعي يرصد سرطان الجلد بدقة

خوارزمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تساهم في علاج سرطان الجلد في مراحل مبكرة كما تحدد مدى شدة وخطورة الورم الميلانيني الجلدي.

ستوكهولم - طور علماء من جامعة غوتنبرغ بالسويد خوارزمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد شدة الورم الميلانيني الجلدي بدقة مثل أطباء الجلد.
وسرطانات الجلد هي سرطانات تنشأ من الجلد بسبب نمو خلايا غير طبيعية لها القدرة على الغزو أو الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهي ثلاثة أنواع رئيسة سرطان الخلايا القاعدية، سرطان الخلايا الحرشفية، والأورام الميلانيني.
والورم الميلانيني أو الميلانوما هو أخطر أنواع سرطان الجلد، ويتطور في الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين، وهو الصبغة اتي تعطي الجلد لونه، ويُمكن أن يتشكل الورم الميلانيني في العينين ونادرًا ما يتشكل في الأعضاء الداخلية، مثل الأمعاء.
ويظهر سرطان الجلد نتيجة التعرض بصفة كبيرة ومباشرة الى أشعة الشمس الحارقة لا سيما في فصل الصيف الى جانب التدخين وشرب الكحول.
وتعتبر درسات إن تجنب حروق الشمس يعد أفضل وسيلة للوقاية من سرطان الجلد، حيث خلصت إلى أن خطر الإصابة به يتضاعف 5 مرات في حال الإصابة بحروق الشمس.
وتشمل المشاكل الصحية الشائعة التي يمكن أن تنجم عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة شيخوخة الجلد المبكرة، وترقق الجلد والتجاعيد، وتغييرات في تصبغ الجلد، والإصابة ببقع الجلد إلى جانب الجفاف، والإجهاد الحراري، واحمرار وتورم الجلد، وظهور البثور.
ويظهر سرطان الجلد ايضا نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري واستخدام الأدوية المثبطة للمناعة او التعرض الى الإشعاعات والمواد البيئية او الغذائية المسرطنة.  
وافاد المركز الدولي لأبحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية ان 232 الف حالة من الميلانوما الخبيثة تشخص سنويا وتودي بحياة 55 الف شخص.
وأوضح باحثون أن "الميلانوما" أو سرطان الجلد من الأمراض المميتة التي يزداد انتشارها بشكل مطرد في العديد من دول العالم، وخاصة في الدول ذات الدخل المرتفع. 
وتفيد منظمة الصحة العالمية ان سرطانا واحدا من كل ثلاث حالات هو سرطان الجلد، ويسجل في استراليا العدد الأكبر من الاصابات بالميلانوما في العالم.
وتفتح المنظومة الجديدة للذكاء الاصطناعي الأمل في علاج سرطان الجلد في مراحل مبكرة وتقييم أثره ومضاعفاته في الحالات المتقدمة وقبل الخضوع للعمليات الجراحية. 
وطور الباحثون المنظومة الذكية الجديدة لمساعدة الأطباء على تحديد المرحلة التي وصل إليها سرطان الجلد ورصد مدى درجة خطورته.
وصنف الباحثون في الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية الأورام الميلانينية باستخدام شبكة عصبونية تلافيفية.
والشبكات العصبونية الالتفافية هي نوع خاص من أنواع الشبكات العصبونية بالتغذية الأمامية Feedforward neural network، وتعتمد في معالجة الصور والفيديوهات في المجال الطبي بدقة كبيرة جدا عبر الذكاء الاصطناعي. 
وقام الباحثون بتقييم مئات الصور لأورام الجلد عبر التقنية الواعدة ووجدوا ان النتيجة مطابقة لتحاليل وفحوصات الأطباء.
ويعتمد التشخيص التقليدي على فحص يقوم به الطبيب، وفي حال وجود اي نتوء مشبوه يزال جراحيا ويخضع للتحليل.
وقال سام بوليسي الباحث في الجامعة والطبيب المتخصص في مستشفى جامعة ساهلغرينسكا والمؤلف للدراسة: "نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام".
ومازالت الخوارزمية بحاجة إلى المزيد من التحسين والتطوير بتجربتها في بيئة سريرية موسعة وفي انتظار اجراء دراسات أكبر واشمل حولها للتأكد من نتيجتها.