الرياضة تحصّن ذكرياتك من النسيان

علماء اميركيون يجدون ان ممارسة التمارين بانتظام مع التقدم في العمر، يسهم في تحسن ذاكرة أحداث السيرة الذاتية والتجارب الشخصية السابقة التي وقعت في وقت ومكان معين.
ممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لأربعة أشهر، تحسن الاحتفاظ بالذاكرة

هاريسبرغ – يمارس اغلبنا التمارين الرياضية لتحسين اللياقة والصحة البدنية، لكن دراسة أميركية جديدة اثبتت ان هذه الفوائد تنحسب ايضا على الدماغ وتحديدا الوظيفة الخاصة بتخزين الذكريات خاصة مع التقدم في السن.

وتوصل علماء من جامعة بيتسبرغ ال ان الاستمرار في ممارسة الرياضة مع التقدم في العمر، يسهم في تحسن الذاكرة العرضية (ذاكرة أحداث السيرة الذاتية، وهي مجموعة من التجارب الشخصية السابقة التي وقعت في وقت ومكان معين).

واجريت الدراسة على نحو 3000 شخص تتراوح أعمارهم بين 55 و85 عامًا.

وتبيَّن أن ممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة أربعة أشهر، تؤدي إلى تحسين الاحتفاظ بالذاكرة، بشكل عام وللأخص لمن في الخمسينيات والستينيات من العمر.

النشاط البدني المنتظم يمكن أن يحسن الحالة المزاجية وصحة القلب ويخفض الوزن

واعتبرت كبيرة الباحثين في الدراسة سارة أجيان، من قسم الصحة السريرية والبيولوجية في جامعة بيتسبرغ الأميركية، أن المشي من أهم أنواع الرياضة بالنسبة للذاكرة، كما أنه يحد من التوتر ومفيد لصحة الدماغ.

وأضافت أجيان: "كانت ممارسة الرياضة 3 مرات في الأسبوع كافية لرصد تحقيق فوائد. يبدو أن جني هذه الفوائد في الذاكرة العرضية يستغرق حوالي 4 أشهر".

وتابعت الباحثة "النشاط البدني المنتظم يمكن أن يحسن الحالة المزاجية وصحة القلب ويخفض الوزن، وجميعها عوامل لها تأثير على الدماغ والذاكرة".

وأشارت إلى أنها توصلت إلى فوائد الرياضة على الصحة النفسية بعد مراجعة 36 دراسة، متوسط أعمار المشاركين فيها   71 سنة، مارسوا الرياضة لما بين 15 و90 دقيقة، 3 مرات في الأسبوع لمدة 18 إلى 39 أسبوعا.

ولفتت أجيان إلى أن الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 55 و68 عاما، كانوا ممن أظهروا أكبر تحسن في الذاكرة عند ممارسة الرياضة.

من جهته قال خبير اللياقة البدنية، سام ساموي أن ممارسة الرياضة حوالي ثلاث مرات في الأسبوع لمدة أربعة أشهر على الأقل هو مقدار ما تحتاجه لجني الفوائد في الذاكرة العرضية لعمر الخمسينيات والستينيات، حيث إن الآثار المترتبة على الصحة العامة واضحة، فالتمرين هو وسيلة يسهل الوصول إليها ويمكِّن كبار السن من تجنب تدهور الذاكرة، مما يعود بالفائدة على أنفسهم ومقدمي الرعاية لهم ونظام الرعاية الصحية.

 وأضاف أن التمارين تشمل: المشي، الجري، ركوب الدراجات والسباحة، ولم تشمل التمارين التي تؤخر مرض الزهايمر التمارين اللاهوائية مثل اليوغا أو استخدام الصالة الرياضية، على الرغم من أنها قد تحسن الذاكرة أيضًا.