"الساخر العظيم" يحظى بثناء وتقدير أدباء العراق ونقاده

اتحاد الأدباء والكتاب في العراق يكرم الروائي والإعلامي أمجد توفيق بمنحه درع الجواهري للإبداع.
الرواية اهتمت بتصوير ما تعرض له الصحفيون من اعتداءات وانتهاك لحقوق الإنسان
تبقى الروح العراقية متدفقة حاملة للسمو والرفعة

كرم الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الروائي والكاتب والإعلامي أمجد توفيق، بدرع الجواهري للإبداع، تثمينا لدوره الإبداعي الأدبي الكبير في إصدار روايته الأخيرة "الساخر العظيم"، التي عدت منجزا أدبيا وروائيا كبيرا، شهد لها الأدباء والنقاد على أنها أفضل عمل إبداعيي روائي لعام 2018.
وقد احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بتلك المناسبة ظهر الأربعاء التاسع والعشرين من أاغسطس/آب 2018، في قاعة الجواهري، بحضور جمع غفير من الأدباء والمهتمين بشؤون الأدب الرواية والنقد في العراق، الذين عبروا في كلمات بالمناسبة عن تقديرهم العالي للمبدع والروائي الكبير أمجد توفيق، في عمله الإبداعي الكبير "الساخر العظيم" الذي حظي بثناء وتقدير كبار الأدباء والنقاد في العراق.
وقد أشاد الأديب والناقد المعروف مؤيد البصام في بداية الاحتفال بالجهود الإبداعية للروائي أمجد توفيق، وبخاصة روايته الاخيرة "الساخر العظيم" وبالعلاقة الطويلة التي تربطه معه، مشيرا إلى أن الاحتفالية تتضمن جانبين: الأول الجانب النقدي والثاني هو الاحتفاء بالروائي أمجد توفيق ومن ثم تكريمه بدرع الإبداعي تثمينا لنشاطه الإبداعي المستمر في مجال كتابة الرواية .
ناجح المعموري: الروائي أمجد توفيق يتمتع بذاكرة فريدة 
وقد رحب الأديب ناجح المعموري في بداية الاحتفالية بالسادة الحضور، مثمنا دور الروائي والأديب والاعلامي القدير أمجد توفيق لعمله الأدبي والإبداعي الرصين، مشيرا إلى أنه من المعجبين بنتاجات وإبداعيات هذا الرجل الذي قال عنه إنه هبط على الوسط الثقافي فجأة منذ إصداره مجموعته الأدبية الأولى "الثلج الثلج" ومن بعدها "الجبل الأبيض" اللتان تعدان زلزالا في عالم القصة كما وصفهما .
وقد أشاد ناجح المعموري في مقدمته كلمته بالذاكرة الفريدة التي يتمتع بها أمجد توفيق في تسجيل الأحداث والوقائع، معبرا عن إعجابه بالرواية وبنائها النفسي وقيمها الجمالية وهي تبدو مميزة بين ما هو إبداعيي وما هو تاريخي، ومشيرا إلى أن الروائي يرسم شخوص الرواية ويتفاعل معها وهو يحترم الرصانة الماهرة في الصياغة واستخدام الرموز وتحريكها بطريقة واقعية.

المبدع هو الأكثر حرية وحركية وهو يعد نفسه أحد الآلهة وهو له مملكته الخاصة التي يؤمن بها وهو غير معني بالالتزام بالقوانين وما يوضع أمامه من عراقيل أو سدود تعيق إبداعيه العقلي والمعرفي

وأشار ناجح المعموري إلى أن أمجد توفيق أعاد إنتاجه الأدبي بسرد جديد تجاوز واقعه، وأظهرت روايته "الثلج الثلج" أنه يتمتع بطاقة مغايرة ومختلفة أطلق عليها وصف "الطاقة الدخولية الصاعدة" أعاد فيها كما قال صياغة الرسم السينمائي الدقيق للمرأة وطريقة التعامل معها ضمن السياق الرمزي وفق نظرية التحليل النفسي، مقدما شبكة رموز ليس من السهل التعامل معها كونها طاقة ذكورية، وكأن الثلج والصخر الأول سعيد بأن يحتفي بالروائي حيث توابع الاله عشتار المشار إليه في ملحمة كلكامش .
وقد استعرض المعموري حياة الأديب والكاتب والروائي أمجد توفيق وأعماله الروائية وأدواره في الثقافة والأدب وما تقلده من مناصب في مؤسسات ثقافية وصحفية كبيرة وقادها بنجاح وتألق كبيرين.
حميد الحريزي: أعمال أمجد توفيق نماذج لإقمار وطنية تنير سماء العراق
أما الناقد القدير حميد الحريزي فقد أشاد من جهته بأمجد توفيق وبمنجزه الروائي الكبير "الساخر العظيم"، مشيرا إلى أنها نماذج لأقمار وطنية تنير سماء العراق العصي على الترويع، حيث تبقى الروح العراقية متدفقة حاملة للسمو والرفعة، مشيدا بالأسلوب السردي الروائي حيث العبارة الرشيقة والكلمة المعبرة عن مضمونها حيث يمتلك توفيق طاقة بشرية فريدة في مجال السرد الروائي.
واستعرض الحريزي كذلك ما تضمنته الرواية من أحداث ونقل واقعي لما شهدته مدينة الموصل من احتلال غاشم لم يشهد له التاريخ مثيلا، ودمارا أتى على أجزاء كبيرة منها وعاث فيها خرابا ودمارا سواء ما تمثل منه بالاحتلال الأميركي ومن ثم احتلال داعش وهيمنتها الغاشمة الأثيمة على مقدرات تلك المحافظة والتي ذاقت الأمرين من ممارساتها الهمجية البربرية.
كما اشار الحريزي إلى أن دور المرأة في الرواية بدا وكأنه شبه سلبي، وقد تطرق الى ما تعرضت له اليزيديات من اغتصاب وسبي على يد الدواعش، كما أن الرواية اهتمت بتصوير ما تعرض له الصحفيون من اعتداءات وانتهاك لحقوق الإنسان في مضامينها الإبداعية، وما تعرض له المجتمع العراقي من تصدع أضر بقيمه واخلاقياته واصابها في الصميم.
علوان السلمان: الرواية مجموعة من التداعيات بلغة عبقرية
أما الناقد علوان السلمان فقد اشار إلى أن رواية "الساخر العظيم" لأمجد توفيق تتألف من 58 فصلا وهي روايتان: سردية وميتا سردية، وتعد أيقونة ورمزا للساخر العظيم الذي هو الزمن وهو الساخر الأكبر، وتشكل الرواية مجموعة من التداعيات بلغة عبقرية وهي تنطلق من رحابها، والروائي مبدع في رسم معالم شخصياته، وقد أوصل الروائي مضامين روايته إلى المتلقي بأسلوبه البسيط واستطاعت أن تدخل القلوب وترتاح لها الضمائر لما احتوته من قيم ودلالات رمزية تؤكد قدرة الإنسان على مجابهة التحديات في أصعب الظروف.

أهمية ظهور رواية "الساخر العظيم
ليس من حق أحد أن يضع حواجز أمام بحور الإبداع

من جهته أشاد الناقد يوسف عبود برواية "الساخر العظيم"، مستعرضا أبرز مضامينها وأحداثها ودلالات ما تعبر عنه مما تعرضت له نينوى من أسلوب تعامل وممارسات من قبل داعش وإجرامها البغيض في نينوى وهول التدمير الذي طالها، حتى وكأنك تربط بين صفحات التاريخ قبل 14 قرنا وكأنها تعيد بك الزمن إلى الوراء، وكانت الرواية بحق قد عبرت عن تلك المأساة أبلغ تعبير، كما قال.
من جانبه أشاد الصحفي والاعلامي حسين الجاف بما أنجزه الروائي أمجد توفيق من عمل إبداعي يستحق عليه الثناء والتقدير بإصدر تلك الرواية، لكنه تساءل فيما إذا كان بمقدور القضاء العراقي أن يتابع ما ورد من أسماء وشخوص اقترفت جرائم، أم أنه سيكون من الصعوبة تقديمهم للعدالة، وقد أشار توفيق في رده على تساؤل من هذا النوع أنه ليس معنيا بمتابعة مثل تلك الأمور ولا أرى أن القضاء سيكون بمقدوره أن يتابع مثل هذه المهمة والأمر متروك للتاريخ وللمستقبل.
علي حسن الفواز: أمجد توفيق يستخرج لنا كنوزا ادبية 
أما الأديب علي حسن الفواز فقد أشار إلى أن الروائي أمجد توفيق قدم لنا من خلال تلك الرواية "الساخر العظيم" وثيقة على أن السرد موازٍ للتاريخ وللواقع وافترض ثنائية الواقع والسرد واستطاع أن يغوص عميقا في أحداث الوقائع ويستخرج منها كنوزا أدبية قدمها للقاريء بأسلوب سردي ممتع، وعرض لنا طريقة المقاومة العراقية في الموصل، وكيف واجه شعبها أشرس عدون همجي بربري، وقد ظهر واضحا أن الرواية قدمت نموذج الفحولة والذكورية مثما أثارها الناقد الكبير الراحل جبرا ابراهيم جبرا في رواياته.
 من جهته قال الصحفي والكاتب الاعلامي حامد شهاب ضمن كلمته عن رواية أمجد توفيق إن بإمكان الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق أو اتحاد الأدباء في نينوى أن يهتم بإصدار الطبعة الثانية من تلك الرواية بأسلوب تصميمي وطباعي أكثر تميزا وإثارة، مشيرا إلى أن عنوان الرواية يستحق أن تكتب حروفه من الذهب، لكونها تعد الرواية العراقية الأولى التي استعرضت مرحلة مهمة من تاريخ العراق وعاصرت احتلالين في آن واحد وهما: الاحتلال الأميركي واحتلال داعش، وعايشت أحداثها، وهي تستحق أن تدعم من كل الجهات الثقافية والنقابية، كونها عملا إبداعييا فريدا من نوعه، ولها دلالاتها التاريخية والأدبية الكبيرة.
ثم قدم الروائي أمجد توفيق قبل أن يتم تكريمه بدرع الجواهري للإبداعي سردا لمضامين الرواية، وأهمية ظهور رواية "الساخر العظيم" ودلالاتها الرمزية، مشيرا إلى أن الروائي هو أشبه بفيضان داخلي لا يعترف بالسدود وهو يمتلك حرية أكبر في الحركة لسرد أحداث الرواية ووقائعها، وهو لا يهمه إن كان قد خرق حدودا أو قوانين لأنه ليس من حق أحد أن يضع حواجز أمام بحور الإبداع،  وهو متدفق الجريان ولا يعرف التوقف في صيرورته في مواجهة تحديات الحياة.
وختم توفيق كلمته بالقول إن المبدع هو الأكثر حرية وحركية وهو يعد نفسه أحد الآلهة وهو له مملكته الخاصة التي يؤمن بها وهو غير معني بالالتزام بالقوانين وما يوضع أمامه من عراقيل أو سدود تعيق إبداعيه العقلي والمعرفي.
اتحاد الأدباء والكتاب يكرم أمجد توفيق بدرع الإبداع
وفي ختام الإحتفالية قدم ناجح المعموري رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق هدية الاتحاد للروائي أمجد توفيق، وهي (درع الإبداع)، تكريما لما قدمه هذا الروائي من أعمال أدبية إبداعيية نالت تقدير وثناء كل مثقفي العراق ونخبه، ثم أثنى الروائي أمجد توفيق على مبادرة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بتكريمه، وقدم الشكر للجميع على حضورهم وما قدمه السادة النقاد والحضور من آراء سديدة، عن المنجز الإبداعي لرواية "الساخر العظيم" عبرت عن مواقف مشرفة تعد بالنسبة له شهادة كبيرة بأن الرجل يستحق كل التقدير والثناء على أعماله الإبداعية وهي كثيرة.