السباحة في الماء البارد تصد الخرف

 
 السباحة أثناء انخفاض درجات الحرارة تؤدي الى ارتفاع مستويات بروتين 'الصدمة الباردة' في الدم القادر على إعادة نمو المشابك العصبية في الدماغ.

لندن - توصلت دراسة حديثة إلى أن السباحة في الماء البارد يمكن أن تصون الدماغ من الخرف والزهايمر والأمراض المرتبطة بتقدم السن.
ومرض الخرف مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ووجّه مجموعة من الخبراء في وقت سابق تقريرا إلى صناع القرار لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحد من الإصابة بمرض الخرف بنسبة قد تصل إلى النصف.
وافاد تقرير نشر في مجلة "ذا لانسيت" أن أن حوالي 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها أو تأخير ظهورها من خلال تخفيف الكثير من عوامل الخطر مثل استهلاك الكحول المفرط والتدخين وكدمات الرأس وتلوث الهواء والبدانة والسكري
وتفيد منظمة الصحة العالمية أن 50 مليون شخص يعانون من الخرف في العالم مع 60 إلى 70% من الحالات ناجمة عن مرض ألزهايمر. ويميل هذا العدد إلى الارتفاع مع تقدم السكان في السن.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع إجمالي المصابين بالخرف إلى 82 مليونا بحلول 2030 وإلى 152 مليونا بحلول 2050 خصوصا بسبب ارتفاع عدد الحالات في الدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط.
وتفيد المنظمة على موقعها الالكتروني أن الخرف عائد "إلى مجموعات من الأمراض والصدمات" التي تطال الدماغ وهي "تؤثر على الذاكرة والمنطق والإدراك والحساب والقدرة على التعلم والكلام والحكم".
واكتشف العلماء في دراسة جديدة والذين يراقبون السباحين في مبنى البرلمان بلندن مستويات مرتفعة من بروتين "الصدمة الباردة"
RBMفي مجرى الدم لديهم.
يقول علماء من جامعة كامبريدج غطوا على نطاق واسع الصلة بين الخرف وبروتين "الصدمة الباردة"، إن أبحاثهم تشير إلى أن أي عقار يمكن أن يؤدي إلى إنتاج هذا البروتين يمكن أن يمنع ظهور الخرف لسنوات.
ويقول العلماء إن تجديد هذا البروتين يصلح الروابط الحيوية في الدماغ، ويساعد على إعادة نمو المشابك العصبية التي تُفقد بشكل دائم لدى مرضى الخرف.
وينطبق هذا الامر على حيوانات تلجأ للسبات في فصل الشتاء مثل القنافذ والدببة والسناجب لكنها تستعيد نشاطها وحيويتها بفضل بروتين "الصدمة الباردة".
 وقالت البروفيسورة جيوفانا مالوتشي، التي قادت البحث إن النتائج أثبتت أن البشر، مثلهم مثل الحيوانات التي تعيش في سبات، يمكن أن ينتجوا هذا البروتين.
وحذر الخبراء في المقابل من المخاطر المحتملة للسباحة في درجات حرارة منخفضة وتسببها في إلحاق الضرر بالأعضاء الحيوية للجسم على غرار القلب.