"السراب" الإماراتي مرشح لنيل جائزة نوبل للآداب

جمعيات وشخصيات أوروبية وعربية ترشح الدكتور جمال سند السويدي وكتابه "السراب" لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٢٠.
ايفا ساينز دياز: ترشيح السويدي يسلط الضوء على أهمية التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب
جان فالير بالداكينو:  ترشيح "السراب" دفع إيجابي للجهود الأوروبية الباحثة عن إيجاد خطاب بديل أو موازي لخطاب التطرف والإرهاب
ماغنوس نوريل:  كتاب "السراب" يبرز أهمية التعليم الوقائي ودوره المحوري في مكافحة  الإيديولوجيات المتطرفة والإرهابية   

استوكهولم ـ في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب رشحت عدة جمعيات وشخصيات أوروبية وعربية المفكر الإماراتي جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبوظبي وكتابه "السراب" لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٢٠. وقد تم اختيار ترشيح الإماراتي جمال السويدي لجائزة نوبل للآداب للعام الثاني على التوالي ليمثل المفكرين والجهود الفكرية الحثيثة لمواجهة الأفكار والأيديوليجات المتطرفة والإرهابية التي تهدد المجتمعات والقيم الإنسانية، في هذه الجائزة العالمية المرموقة، وذلك لأن كتاب "السراب" يعتبر مرجعاً عالمياً مهماً وأساسياً في قضايا التطرف الإسلامي. كما أن تجربته التعليمية الناجحة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر مثالاً جيداً يحتذى به في إطار مكافحة التطرف والإرهاب من خلال التوعية والتعليم الوقائي.
هذا وقد شارك أكثر من ٧٠ خبيراً وأكاديمياً وسياسياً من بلجيكا، إيطاليا، ألمانيا، هولندا، روسيا، فرنسا، إسبانيا والسويد في ترشيح الدكتور جمال سند السويدي وكتابه "السراب" إلى جائزة نوبل للآداب للعام الجاري والثاني على التوالي على أمل أن يساهم هذا الترشيح في تشجيع الجهود الفكرية والتعليمية وتسليط الضوء على دورهما الحيوي في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة. فتلك الشخصيات والجمعيات تثق بأن جائزة نوبل وبرمزيتها العالمية والحضارية والثقافية تعتبر منبراً مهماً واساسياً لإبراز قضية حماية المجتمعات الإنسانية من خطر الإيديولوجيات المتطرفة عبر الفكر والتعليم الوقائي، كما ترى بأن كتاب "السراب" وتجربته التعليمية الإيجابية يعتبران خير ممثل لهذه القضية.

دور الباحث في لحظات الصراع التاريخية، أن يصطف في مقدمة المدافعين عن القيم الإنسانية والحضارية في مواجهة غلاة المتشددين من أعداء الحضارة والإنسانية والتقدم العلمي

الدكتور نضال شقیر الإستشاري الحكومي الإستراتيجي وأستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس قال إن ترشيح الدكتور جمال سند السويدي لهذه الجائزة العالمية المرموقة يأتي في صلب تحرك أوروبي وعالمي جدي يثق بأن الجهود الفكرية والتعليمية هما العنوانان الاساسيان لإستراتجية حديثة ومستدامة تعمل على مواجهة خطر الأيديولوجيات المتطرفة والتحضير لجيل جديد خال من تلك الأفكار الهدامة. 
الدكتور نضال شقیر هنأ الدكتور جمال سند السويدي ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي على هذا الترشيح المهم، كما هنأ دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الترشيح المشرف لأحد مفكريها المميزين في هذه الجائزة العالمية المرموقة، وقال: لا شك بأن ترشيح الدكتور جمال سند السويدي وكتابه «السراب» إلى هذه الجائزة العالمية المميزة ما هو إلا إشادة وتقدير أوروبي وعالمي ملفت لجهود الكاتب ودور كتابه في التوعية من مخاطر الأفكار المتطرفة، اللذين يعكسان سياسة بلاده الملتزمة والحازمة في هذا الإطار ".
في المقابل قالت الدكتورة ايفا ساينز دياز الباحثة في معهد جيرماك في الجامعة الكاثولوكية في لوفان: "الأكيد أن التجربة التعليمية الناجحة لكتاب «السراب» في دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر عاملاً مشجعاً على تعميم هذه التجربة في أوروبا من خلال تدريس هذا الكتاب والعمل على إنتاج مواد تعليمية أوروبية لمختلف الفئات العمرية". 
وأضافت الدكتورة ايفا ساينز دياز: "إن ترشيح الدكتور جمال سند السويدي، وكتابه «السراب» لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٢٠ يسلط الضوء على أهمية التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب في ظل الإهمال الكبير لهذا الجانب في السياسات الحالية، خاصة وأنه بالنسبة لنا فإن الفكر والتعليم هما المفتاحان الاساسيان لأي إستراتيجية ناجحة ومستدامة للحد من التطرف والإرهاب ".
اما الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فيعتقد "أن ترشيح  الدكتور جمال سند السويدي وكتابه السراب إلى جائزة نوبل للآداب يمكن أن تكون له رمزية خاصة بالنسبة للباحثين والمفكرين الذين يجتهدون في مجال مكافحة الأفكار المدمرة بأفكار أفضل".
الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال أيضاً "إن كتاب «السراب» مثال جيد على كيف يمكن أن تكون الأفكار التي تدمج البحث الأكاديمي مع الخطوات العملية والملموسة في مواجهة التطرف الإسلامي مفيدة، وبالتالي يمكن أن يساهم ذلك في إبراز أهمية التعليم الوقائي ودوره المحوري في مكافحة الأيديولوجيات المتطرفة والإرهابية بشكل عام ".  

book
حائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية 

وأخيراً، قال جان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس: "إن ترشيح الدكتور جمال سند السويدي وكتابه السراب لجائزة نوبل للآداب لهذا العام أيضاً أمر لافت ومميز وهو بمثابة دفع إيجابي للجهود الأوروبية الباحثة عن إيجاد خطاب بديل أو موازي لخطاب التطرف الذي غزا العالم وأصبح يشكل خطراً كبيراً يهدد العالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص".  
ويضيف رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس: "نقدر التأثير الكبير الذي أحدثه كتاب «السراب» في التوعية من مخاطر الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة خاصة وأنه ترجم إلى لغات عدة  وموجود في أوروبا، ونأمل أن يساهم ترشيحه إلى جائزة نوبل في أن يشجع على إنتاج الكثير من الجهود الفكرية المماثلة  التي تعتبر سداً منيعاً لوقف انتشار التطرف والإرهاب".
يذكر أن كتاب «السراب» للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي حائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية من بينها جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في مجال التنمية وبناء الدولة، وهو يعتبر بحسب العديد من الباحثين والمختصين من أهم الكتب العربية والعالمية في مجال مكافحة آفة التطرف والإرهاب التي غزت العالم في السنوات الماضية. هذا ويعبر الكتاب عن الرؤية الذاتية للدكتور جمال سند السويدي التي تنطلق من أن الصراع العربي والعالمي ضد الفكر المتطرف وجماعاته وتنظيماته، ليس محصوراً في نطاق أمني وعسكري، بل هو حرب ممتدة وذات طابع فكري في الأساس، بل يمكن القول إن شقها الفكري يتطلب تخطيطاً بعيد المدى، لا تقل أهميته عن أي معالجات خططية على الصعد الأمنية والعسكرية، بل ربما تفوقها؛ ولذا، فإن البحث العلمي يمتلك دوراً حيوياً في حماية الأمن الوطني للدول والمجتمعات، عبر نقاشات علمية جادة للتحديات والتهديدات، وتفكيكها وتحليلها وطرح البدائل والحلول اللازمة لمعالجتها، فدور الباحث في لحظات الصراع التاريخية، أن يصطف في مقدمة المدافعين عن القيم الإنسانية والحضارية في مواجهة غلاة المتشددين من أعداء الحضارة والإنسانية والتقدم العلمي؛ ومن هنا، تبلورت دوافع المؤلف لتأليف هذا الكتاب.