السعودية تدمر صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون

هجمات الحوثيين تتواصل على المملكة رغم الجهود الدولية في ضبط الاسلحة المتجهة من ايران الى اليمن ما يشير الى نية طهران في التصعيد.

الرياض - أعلنت الرياض فجر الجمعة أنّ قواتها الجوية "اعترضت ودمّرت" صواريخ بالستية أطلقها المتمرّدون الحوثيون من العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه عدد من مدن المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" عن بيان للتحالف العسكري الذي تقوده المملكة ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن إنّ "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تعترض وتدمّر صواريخ بالستية أُطلقت من صنعاء باتجاه المملكة".
وقال المتحدّث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في البيان إنّه "عند الساعة الثالثة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صواريخ بالستية أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه مدن سعودية".
وإذ لم يوضح المالكي عدد الصواريخ التي أطلقت ولا المدن التي استهدفتها، شدّد على أنّ "هذه الصواريخ تم إطلاقها بطريقة متعمّدة وممنهجة لاستهداف المدن والمدنيين، ممّا يعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".
واتّهم المتحدّث المتمرّدين الحوثيين باستخدام صنعاء "مكاناً لتجميع وتركيب وإطلاق الصواريخ البالستية" على أراضي المملكة.

واستنكر معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الجمعة الاستهداف الذي تعرضت له السعودية.
وقال الإرياني في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر":"نستنكر بشدة جريمة الاستهداف الارهابي الفاشلة التي نفذتها المليشيا الحوثية بعدد من الصواريخ الباليستية لأراضي المملكة السعودية الشقيقة".
واشار الإرياني إلى أن الاستهداف الصاروخي كان يهدد حياة المدنيين والمدن الآهلة بالسكان من كافة الجنسيات بينهم 2 مليون مغترب يمني" في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".
‏واعتبر الإرياني بأن" جريمة الاستهداف الصاروخي تؤكد استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للمليشيا الحوثية، ومضي المليشيا في نهج التصعيد العسكري منذ مقتل ( قائد فيلق القدس قاسم )سليماني وتقويض كل جهود التهدئة".
وأفاد بالقول :"مليشيا الحوثي تصر على العمل كأداة ايرانية لتصفية حساباتها وتنفيذ اجندتها التخريبية في المنطقة وتهدد الأمن والسلم الدوليين".

والاربعاء اعلن البنتاغون  أنّ إيران تواصل إرسال أسلحة متطوّرة إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن، في انتهاك لالتزاماتها الدولية، مدعّماً اتّهامه بصور لأسلحة إيرانية قال إنّها جزء من شحنتين ضبطتهما القوات الأميركية في غضون أقلّ من ثلاثة أشهر.
وقال الكومندان بيل أوربان، المتحدّث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، خلال مؤتمر صحافي في مقرّ وزارة الدفاع في واشنطن إنّ فيلق القدس، قوة النخبة المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، "أثبت باستمرار أنّه يحاول إرسال أسلحة إلى الحوثيين في اليمن".
وعرض المتحدّث خلال المؤتمر الصحافي صوراً لأسلحة ضبطتها القوات الأميركية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر و9 شباط/فبراير على متن مركبين شراعيين كانا يبحران من دون أن يرفع أيّ منهما علم أي دولة، مؤكّداً أن هذه الأسلحة كانت مرسلة من إيران إلى الحوثيين.
وأوضح القومندان أوربان أنّ عملية الاعتراض الثانية التي جرت في التاسع من فبراير نفّذها الطرّاد الأميركي "نورماندي" في بحر العرب وتمّ خلالها مصادرة 150 صاروخاً مضادّاً للدبابات من طراز "دهلاوية " وهو نسخة إيرانية من صاروخ كورنيت الروسي، وثلاثة صواريخ أرض-جو يطلق عليها اسم "358"، وهو سلاح صنعته إيران حديثاً.
أما في عملية الاعتراض الأولى التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر، فقد صادرت المدمّرة الأميركية "فوريست شيرمان" صواريخ من نفس الطراز، فضلاً عن عدد كبير من أجزاء لصواريخ كروز.
وشدّد المتحدّث على أنّ "الولايات المتحدة مقتنعة بأنّ الأسلحة المضبوطة تمّ تصنيعها في إيران وكانت في طريق تهريبها إلى الحوثيين في اليمن، في انتهاك لقرارات عديدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي".
وتنفي طهران باستمرار الاتّهامات الأميركية الموجّهة إليها بتقديم دعم عسكري للمتمرّدين الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أكدت في نوفمبر/تشرين الثاني في تقريرها السنوي عن الإرهاب أن إيران زودت الحوثيين بأسلحة "فتاكة". وقالت إن المتمردين في اليمن استخدموا تلك الأسلحة في ضرب أهداف سعودية.
وقال التقرير "استغلت قوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر تابعة لحزب الله في لبنان، حالة الفراغ الأمني في اليمن، لتقديم دعم هائل إلى الحوثيين وهو ما وسع نفوذ الحرس الثوري الإيراني في اليمن".
وتعرض مطارا أبها وجازان السعوديين لهجمات في أكثر من مرة انطلاقا من اليمن كما تعرضت منشآت نفطية حيوية لهجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وكان أعنف هجوم تبناه الحوثيون ذلك الذي ضرب في 14 سبتمبر/أيلول الماضي منشأتي نفط تابعتين لأرامكو ما تسبب في توقف مؤقت لنحو نصف إنتاج المملكة من الخام.
لكن الرياض وواشنطن أكدتا أن كل الدلائل تشير إلى أن إيران ضالعة في ذلك الهجوم.
وفي آذار/مارس 2015 تدخّل التحالف في النزاع الدائر في اليمن لدعم الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي وحكومته، بعد أشهر من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء.
وتسبّبت الحرب في اليمن بمقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، وفق منظمات حقوق الانسان. وترى الأمم المتحدة أنّ الازمة الانسانية الناتجة من النزاع اليمني هي الأسوأ في العالم.