السعودية ترفض تقرير 'السي أي ايه' بشأن مقتل خاشقجي

السلطات السعودية تؤكد ان تقرير المخابرات الأميركية الذي عرض على الكونغرس تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات غير الصحيحة.
الرياض ترفض المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها
السلطات السعودية تذكر بالاحكام القضائية المتعلقة بجريمة مقتل جمال خاشقجي
البحرين والامارات والكويت تدعم مواقف السعودية بعد الاتهامات الاميركية
بلينكن يربط بين التقرير ومحاولات واشنطن فرض ضغوط على الرياض لاحداث تغيير في السياسات

الرياض - أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الجمعة، رفضها "رفضا قاطعا" لما ورد في تقرير المخابرات الأميركية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، من "استنتاجات مسيئة وغير صحيحة".
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنها "تابعت ما تم تداوله بشأن التقرير الذي تم تزويد الكونغرس به بشأن جريمة مقتل جمال خاشقجي".
وأضافت أن "حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة".

وذكرت الوزارة "بما صدر سابقا بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي".
وقالت الوزارة ان "مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا، كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها".

واضافت الخارجية السعودية "أن الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، هي شراكة قوية ومتينة، ارتكزت خلال الثمانية عقود الماضية على أسس راسخة قوامها الاحترام المتبادل، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، ونأمل أن تستمر هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قويًا لشراكة البلدين الاستراتيجية".

نأمل أن تستمر هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قويًا لشراكة البلدين الاستراتيجية

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قطعت الجمعة خطوة أخرى نحو توتير العلاقات مع السعودية واشنطن تقريرا أعدته المخابرات الأميركية تركز على الزج باسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وجاء في تقرير أعدته سي اي ايه رفعت عنه السرية أن الأمير محمد "وافق على عملية للقبض على الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي أو قتله".
وياتي التقرير في خضم خلافات بين الرياض وواشنطن بعد ان قررة السلطات الاميركية وقف الدعم لعمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن واعتماد سياسة تخفيف الضغوط على ايران.

ودعمت دول خليجية موقف السعودية الرافض للتقرير على غرار كل من مملكة البحرين والامارات العربية المتحدة والكويت في اطار التضامن الخليجي.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات السبت أن الإمارات تؤيد موقف السعودية من التقرير حيث افادت الوكالة "أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن ثقتها وتأييدها لأحكام القضاء السعودي والتي تؤكد التزام المملكة بتنفيذ القانون بشفافية وبكل نزاهة، ومحاسبة كل المتورطين في هذه القضية".

كما عبرت الكويت عن تاييدها لبيان وزارة الخارجية السعودية في رفض الاتهامات الموجودة في تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية.

وعبرت البحرين عن دعمها لمواقف الرياض ولبيان وزارة الخارجية السعودية بشأن التقرير الاميركي .
وذكرت وكالة انباء البحرين ان " مملكة البحرين تعرب رفضها لكل ما من شأنه المساس بسيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة". مشددة على "على أهمية الدور الأساسي للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، وما تضطلع به من سياسة الاعتدال إقليميا وعربيا ودوليا، وما تبذله من جهود في تعزير الأمن والاستقرار الإقليمي، وتعزيز النماء الاقتصادي العالمي".
وبالتزامن مع تقرير سي اي ايه، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات مالية على ما وصفتها بوحدة تدخل خاصة تابعة للرجل الثاني في الاستخبارات السعودية أحمد عسيري لدورها في مقتل الصحافي جمال خاشقجي. وكان عسيري قبل منصبه الأخير متحدثا باسم التحالف العربي الذي تقوده الرياض.
وفرضت واشنطن قيودا على منح تأشيرات لـ76 سعوديا متهمين بـ"تهديد منشقين في الخارج"
ورغم التداعيات السلبية للتقرير أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن ضد مسؤولين سعوديين على خلفية قضية مقتل خاشقجي لا تهدف إلى إحداث "شرخ أو قطيعة" في العلاقات مع السعودية.
وقال، في مؤتمر صحفي ، إنّ الإجراءات تهدف إلى "منع تصرفات مستقبلية مماثلة من جانب السعودية بعد تقرير مقتل جمال خاشقجي".
وشدد على أنّ الولايات المتحدة "تود تغييرا وليس قطيعة مع السعودية" ما يشير الى ان الهدف الرئيسي للتقرير ليس كشف الحقيقة وانما الضغط على الرياض لتغيير السياسات.
وفي السياق، أشار بلينكن إلى التزام واشنطن بالدفاع عن أمن السعودية، لافتا أن التقرير الاستخباراتي حول مقتل خاشقجي "يساهم في إعادة ضبط العلاقات مع المملكة".
وضبط العلاقات مفردة استخدمتها الإدارة الأميركية للتواصل مباشرة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وتجاهل دور ولي العهد.