السعودية تنفي استقبال قوات أجنبية في خضم هجمات أميركية على الحوثيين
الرياض - نفى متحدث وزارة الدفاع السعودية العميد تركي المالكي الجمعة وصول قوات أجنبية لإحدى قواعد بلاده العسكرية وفق ما نقل إعلام محلي فيما تأتي هذه التصريحات في خضم التطورات المتعلقة بالغارات التي شنتها القوات الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن.
ووفق قناة "العربية" وصحيفة "الرياض" السعوديتان، قال المالكي إن "ما يتم تداوله عن وصول قوات أجنبية إلى قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف لا أساس له من الصحة"، دون تفاصيل أكثر.
ويأتي الإعلان الذي أورده الإعلام السعودي، بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض في بيان مشترك لـ 10 دول، بأنه "ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وصدر البيان المشترك باسم حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وفق ما نشره البيت الأبيض.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لوزارة خارجيتها تعليقا على الهجمات الأميركية البريطانية في اليمن "أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد".
وكانت السعودية التي قادت التحالف العربي ضد الحوثيين في 2015 ردا على الانقلاب الذي نفذه المتمردون والهجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات التي طالت مدنا حدودية سعت في الفترة الماضية الى المضي في تحقيق السلام برعاية مفاوضات بين اليمنيين حيث لن تكون العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية الأخيرة في صالحها كونها ستزيد من توتير الأجواء منطقة تعيش على صفيح ساخن بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واستقبل مسؤولون سعوديون وفدا من جماعة الحوثي في إطار الجهود لتعزيز السلام في محاولة لإنهاء الحرب اليمنية التي باتت تمثل استنزافا للمنطقة وتزيد من تدهور أوضاع المدنيين اليمنيين فيما يرى مراقبون ان المتمردين يستغلون انفتاح المملكة على الجهود الدولية لانهاء الازمة اليمنية لتحقيق مكاسب عسكرية ميدانية.
ودخلت الرياض في خلافات حادة مع الولايات المتحدة بعد قرار المشرعين في الكونغرس تجميد توريد أسلحة الى الرياض بذريعة استخدامها في الحرب اليمنية فيما ترى السلطات السعودية ان القرار يهدف للضغط عليها بسبب التقارب مع روسيا بعد الحرب الأوكرانية بسبب تخفيض انتاج النفط بنحو 2.5 مليون برميل.
ورفض السعوديون المشاركة في التحالف الدولي الذي سعت واشنطن لتشكيله للتصدي لهجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الاحمر لتفادي غضب الراي العام في المنطقة العربية بسبب تداعيات حرب غزة لكن مصادر أميركية لم تنفي وجود دعم خلف الكواليبس.
وكانت الرياض قد استقبلت في بداية التسعينات قوات اجنبية بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي ابان نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وخلال حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توجهت واشنطن لتخفيض اعداد الجنود الاميركيين وسحب منصات صواريخ باتريوت لكن اتساع النفوذين الروسي والصيني في المنطقة دفع السلطات الأميركية الى تغيير سياساتها في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.
و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.