السفير الايراني يثير ضجة بخوضه في سلاح حزب الله
بيروت - برّر السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني عدم تلبيته استدعاء وجهته له وزارة الخارجية اللبنانية إثر وصفه مشروع نزع سلاح حزب الله بأنه "مؤامرة"، بأسباب تعتبر "واهية"، فيما يبدو أن الدبلوماسي الإيراني الذي أثار ضجة بتصرفه يرفض الخوض في القضية التي تشكل إحدى أبرز أولويات قادة لبنان.
وقال أماني في حديث لقناة "الجديد" اللبنانية "تبلغت باستدعاء وزارة الخارجية اللبنانية بشأن تغريداتي حول السلاح، لكني اعتذرت عن الحضور اليوم ولم يحدد لي بعد موعداً آخر".
ويعتقد أن الدبلوماسي الإيراني تعمّد الغياب باعتبار تباين وجهات النظر بين لبنان وإيران بشأن نزع سلاح حزب الله، في وقت تضغط فيه الجماعة المدعومة من طهران لاستعادة نفوذها وتناور من أجل إطالة أمد المفاوضات الرامية إلى حصر السلاح بيد الدولة وهو الملف الذي يتصدر أولويات الرئيس اللبناني جوزيف عون.
وخرج الحزب من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت في مفاصل الحياة السياسية، كما خسر شريان إمداده بالسلاح بعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وأشار سفير طهران لدى بيروت إلى أنه اعتذر عن الحضور بسبب انشغاله، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن يستقبله المدير العام في وزارة الخارجية هاني شميطلي، متابعا "زرتُ وزير الخارجية في الحكومة الجديدة يوسف رجي عند استلام مهامه، وسأعمل على ترتيب موعد جديد".
ووفق إعلام لبناني جاء استدعاء السفير احتجاجًا على تغريدة نشرها حول المباحثات الجارية في لبنان لنزع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة.
وكانت مصادر رسمية في لبنان أعلنت رفضها لتصريحات الدبلوماسي الإيراني، واعتبرتها "تدخلًا مباشرًا في الشأن الداخلي اللبناني".
ويأتي قرار استدعاء أماني على خلفية تغريدة نشرها الجمعة عبر منصة "إكس"، رأى فيها أنّ "مشروع نزع السّلاح مؤامرة واضحة ضدّ الدول".
ولفت إلى أنّ "الولايات المتحدة تواصل تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، بينما تمنع دولًا من تسليح جيوشها وتضغط على أخرى لتقليص ترساناتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة".
وأضاف أماني في تغريدته "بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا".
وتابع "نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة على أمن شعوب المنطقة، ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء" وختم بالقول "حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال، ولا ينبغي المساومة عليه".
والجمعة قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم إن الحزب لن يسمح لأحد أن ينزع سلاحه أو سلاح المقاومة، فيما قال الرئيس اللبناني جوزيف عون الثلاثاء إن أي خلاف يواجه بلاده حاليا يحل عبر التواصل والحوار، بما في ذلك مسألة سلاح حزب الله.