السودان.. في عين المؤامرة

الثورة التي اقتلعت نظام العنف والتطرف من جذوره وأعادت للسودان صوته بعد سنوات طويلة من العزلة الدولية.

بقلم: ليلى بن هدنة

عودة محاولات الاغتيال إلى السودان، محاولة بائسة لإعادة هذا البلد إلى نفس المشهد ما قبل الثورة، حيث تسعى جهات إلى ضرب استقرار الخرطوم وإعادتها إلى جو الفوضى، ما يساهم في عودة «الإخوان» إلى سدة الحكم، لكن بالرغم من كل محاولات التآمر على السودان، إلا أنه سيبقى قوياً وصامداً، وسيعمل على إفشال مخططات التآمر عليه، لأن إرادة الشعوب لا غالب لها مهما كان حجم التآمرات.

لقد ظل السودان متأثراً في صناعة قراره بالمراكز الإقليمية، من خلال التوجهات السياسية التي حكمت خيارات الأحزاب العقائدية، حيث لم يعجب البعض خروج الخرطوم من عنق الزجاجة.

فبدأوا بمسلسل العنف في محاولة لتوقيف عجلة الإصلاح وإعادة الإخوان إلى سدة الحكم، فصحيح أن نظام البشير سقط، لكن حلفاءه في الداخل ما يزالون يتربصون بنتائج الثورة، ويريدون ضرب مؤسسات البلاد، لكن وعي السودانيين سيسقط أي سيناريو لضرب استقرار البلاد، وبعث الإرهاب الذي لم يكن الشعب السوداني يوماً مناصراً أو داعماً له.

إن الثورة التي اقتلعت نظام العنف والتطرف من جذوره، وأعادت للسودان صوته بعد 10 سنوات من العزلة وأصبح له وجود في المحافل الإقليمية والدولية والعالمية، قادرة على مواجهة إرث النظام السابق بنفس طويل، فمقومات أي ثورة هي وجود فكرة ملهمة للجماهير يمكنهم الالتفاف حولها مثل فكرة بناء سودان بعيد عن هيمنة الإخوان، فنجاح المرحلة الانتقالية مرهون بانتهاج سياسة مرنة وحاسمة، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بالدعم والسند الشعبي، فمشروع سودان جديد يصنع ما يبدو مستحيلاً أمام تعقيدات الواقع.

نُشر في البيان الإماراتية