'الشارقة الثقافية' تتأمل العلاقة الملتبسة بين طه حسين والمتنبي

العدد 94 من المجلة يتضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح.

صدر العدد 93 لشهر تموز/يوليو 2024 من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وجاءت افتتاحية العدد بعنوان "الثقافة البصرية في اللغة والخط العربيين"، مشيرة إلى أنه كلما تواصلت إبداعات الخط العربي بتشكيلاته وأبعاده الجمالية، ترسخت مكانته وانتشرت تعاليمه في بقاع الأرض، وكلما واصلت اللغة العربية عالميتها واستعادت دورها التاريخي في إثراء الثقافات والحضارات.

مدير التحرير الأديب نواف يونس؛ رصد في مقالته العلاقة الملتبسة بين عميد الأدب العربي طه حسين وموقفه المحير من المتنبي، ولفت إلى أن ما لقيه المتنبي من اهتمام أدبي وثقافي لا يضاهيه فيه أي شخصية أدبية عربية أو أجنبية، اللهم إلا العبقري الشاعر والمسرحي شكسبير، سواء على مستوى المقام والمكانة، أو في مضمون صورته وروحه في مخيلتنا الأدبية، حتى إنه لايزال، وبرغم ما يفصلنا عنه من قرون، يفتننا ونحفظ أشعاره وقصائده.. واستعرض رأي طه حسين أثناء تناوله مسيرة حياة المتنبي وشعره، كما يأخذ عليه الإسراف في الفخر والغلو في التيه، بل ويصف الكثير من شعره بالضعيف.

ونقرأ في العدد، حيث توقف يقظان مصطفى عند "الكحّال" الحموي، وحاور حسن الوزاني المترجمة الإيطالية باربرا بينيني، واستعرض عمر إبراهيم محمد حكايات مدينة السويس، وجال عبدالله بن محمد في ربوع مدينة الكاف التونسية، التي لاتزال تحافظ على سحرها ومعالمها التاريخية.

وفي باب "أدب وأدباء"؛ تابع كل من هشام أزكيض ود. عزيز بعزي احتفالية ملتقى "الشارقة للتكريم الثقافي"، الذي كرم أربعة من المبدعين في الدار البيضاء، وقدم محمد ياسر أحمد إضاءة على تجربة عميد الأدب والأدباء طه حسين كشاعر، وحاورت دعد ديب الروائي والناقد نبيل سليمان، الذي أكد أن التخييل والسيرة الذاتية ينبثان في رواياته، وتناول مجدي يونس أحد رواد الأدب العربي د. نجيب الكيلاني، الذي ترك إرثاً ثقافياً متميزاً، فيما حاور رامي فارس الهركي الأديب المصري إبراهيم عبدالمجيد، الذي قال إن الكتابة هي حياتي، أما محمد الأرناؤوط فكتب عن سامي الدروبي الذي ترجم الأدبين الروسي واليوغسلافي، وهو استثناء نادر في عالم الترجمة، ورصد وليد رمضان مسارات الرواية التاريخية، التي تحاكي الماضي برؤية معاصرة، والتقت لطيفة القاضي الكاتبة والروائية د. ريم بسيوني، التي تتميز بالقدرة على رواية الأحداث التاريخية، وكتب علاء الدين حسن عن أحد أعلام الأدب العربي علي أحمد باكثير، الذي عكس رؤيته الحضارية أدبياً، وقرأ ضياء حامد مسيرة صبري موسى، الذي أضاء سماء "القاهرة" في الصحافة والأدب والفن، وتوقف مروان ناصح عند حضور ومكانة مصطفى البدوي، الذي واجه الواقع بموهبته الشعرية، وتناول خلف أحمد أبوزيد أحد بناة فن الرواية في زماننا وهو لورانس داريل صاحب "رباعية الإسكندرية"، وقدمت ليندا إبراهيم مداخلة حول مجموعة "ليس للمرايا ذاكرة"، للشاعرة دعد إبراهيم التي تصور فيها أحلامها وتتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، وكتب نبيل أحمد صافية عن الحدث الروائي لدى الروائية مريم راشد الزعابي، التي تصور أحداثاً اجتماعية بواقعية جديدة، وأجرى ساسي جبيل استطلاعاً حول علاقة الكتابة بالمكان، والطريقة التي تتعامل فيها ذاكرة المبدع مع الفضاء ومفرداته ومخلوقاته، بينما حاور أحمد اللاوندي القاصة والروائية ربيعة ريحان التي تُرجمت أعمالها إلى لغات عالمية، وكذلك حاورت إسراء زيدان الأديبة جيلان زيدان التي فازت بجائزة الشارقة للإبداع العربي، وسلط خليل الجيزاوي الضوء على صاحب أكبر مكتبة عامة مجانية في العالم وهو خوسيه ألبرتو، الذي جمع 25 ألف كتاب من المهملات، وحاور نور سليمان أحمد الكاتب والقاص عباس خلف، الذي أكد أن الكتابة رسالة وموقف، وكتب محمد إسماعيل عن أحد رواد الأدب المقارن وهو نذير العظمة الذي يعد علامة أدبية مضيئة، وأخيراً كتب صابر خليل عن تجربة الشاعر مختار الوكيل، الذي جمع في شعره بين الوطنية والبعد الصوفي.

نقرأ في باب "فن. وتر. ريشة"؛ الموضوعات الآتية: خالد الرز يأخذنا إلى دراسة تحولات الحرف – بقلم محمد العامري، منى صايغ.. تنوع في التقنيات وأساليب التعبير–  بقلم أديب مخزوم، رؤى وتجارب.. مسيرة السينما السودانية– بقلم مصعب الصاوي، هنري بركات.. علامة بارزة في السينما المصرية– بقلم زمزم السيد، فيلم "رفعت عيني للسما".. طبول تقرع أسماع المجتمع– بقلم أسامة عسل.

وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: شوقي جلال يبحث في التراث والتاريخ– بقلم نجلاء مأمون، السرد في رواية ما بعد الحداثة.. روايات سليم بركات أنموذجاً– بقلم أبرار الآغا، مقدمة لدراسة بلاغة العرب– بقلم ناديا عمر، "أفتح قلبي للأحلام" للشاعر بهجت صميدة – بقلم مصطفى غنايم، شيخة الناخي تصور أجواء الشارقة ثقافياً واجتماعياً– بقلم غالية خوجة، الفضول في رواية الفتيان "صديقي جامع الصدف"– بقلم محمد جمال عمرو، حياة أكثر توازناً وسعادة– بقلم سعاد سعيد نوح، الذئب والبنت الصغيرة.. ثيمة قديمة ودلالات جديدة – بقلم ثريا عبدالبديع.

من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات لعدد من الكتاب والنقاد والمفكرين العرب.

وكما احتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: طالب عمران "فحيح الأناكوندا" قصة، الخيال العلمي والواقع المستقبلي في قصة "فحيح الأناكوندا" - بقلم د. رمضان بسطاويسي، د. شريف الدخميسي "رنة هاتف" قصة قصيرة، عزت حلمي "أصوات الصمت" قصة قصيرة، نورا ردمان محمد "حياة من ورق"  قصة قصيرة، أميرة الوصيف "السيدة المسنة" قصة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل "الفصاحة تهزم السيف والقوس"، وأشعار لها حكاية "عنترة وحكمته في الحياة"- بقلم وائل الجشي، و"أدبيات" فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة ودوحة الشعر.