الشارقة تحل ضيف شرف الدورة الثلاثين للكتاب بالرباط
الرباط - تحل إمارة الشارقة ضيفة شرف الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط التي تقام في المغرب في الفترة من 18 إلى 27 أبريل/نيسان الجاري، في خطوة جديدة ترسخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، وحاضنة للثقافة العربية والإسلامية، مجسدة بذلك دورها في رعاية المشروع الثقافي العربي الحديث.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد في المؤتمر الصحفي أن استضافة إمارة الشارقة كضيف شرف للدورة، يعكس التزام المعرض بترسيخ قيم التعاون الثقافي العربي الوثيق وأهمية الانفتاح على الآخر، مبرزا أن الاحتفاء بمغاربة العالم يجدد التأكيد على تعزيز روابط الانتماء والتواصل مع الوطن الأم.
وأعلن المغرب في فبراير/شباط الماضي عن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط الذي ينظمه قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، وذلك تقديرا لمكانتها الدولية على خريطة عواصم المعرفة واحتفاء بمشروع حاكم الشارقة الثقافي والحضاري.
وكانت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب أعربت عن فخرها بهذه الاستضافة والتطلع إلى مشاركة فاعلة في المعرض من خلال تقديم برنامج ثقافي يعكس ثراء المشهد الأدبي الإماراتي ويعزز فرص التعاون بين الناشرين والمفكرين والكتاب من الجانبين بما يساهم في إثراء المشهد الثقافي العربي ويفتح أفقا أوسع للتواصل مع المشهد الأدبي العالمي.
وتشارك الإمارة ببرنامج ثقافي وفني وحضاري متكامل، حيث ستسهم في الحوارات حول الثقافة والآداب والفنون والنشر، مقدمة رؤيتها لمستقبل الثقافة العربية وصناعة الكتاب ودور الناشرين من خلال وفد يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والناشرين الإماراتيين.
وستقدم هيئة الشارقة للكتاب فعاليات تستعرض المشهد الأدبي والإبداعي الإماراتي، بمشاركة أكثر من 15 دار نشر إماراتية، وتنظم جلسات حوارية لتعزيز التبادل الثقافي بين الكتاب والمفكرين الإماراتيين والمغاربة. كما يتضمن البرنامج ورش عمل للأطفال، وعروضا تراثية، وجلسات مخصصة للخط العربي بالتعاون مع خطاطين مغاربة، مما يجعل المشاركة تجربة تجمع بين الأدب والفن والتراث.
وتهدف إمارة الشارقة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الروابط الثقافية وتبادل الخبرات، بما يحقق التكامل بين مكونات المشروع الثقافي العربي، مع تسليط الضوء على مستجدات المشهد الثقافي الإماراتي، ومبادراته المتواصلة في دعم صناعة الكتاب والمعرفة، من خلال تعزيز النشر والترجمة وتطوير قطاع النشر بشكل عام.
وقال منظمو المعرض في مؤتمر صحفي، الاثنين، برواق باب الرواح التاريخي إن هذه الدورة يشارك فيها حوالي 775 عارضا يمثلون 51 دولة عربية وأجنبية، موزعين ما بين 311 عارضا مباشرا، و464 عارضا بالوكالة، يقدمون ما مجموعه مئة ألف عنوان، مضفين أن عدد المشاركين في البرنامج الثقافي من مفكرين ومبدعين بمختلف المجالات يصل إلى 762 سينشطون 26 فعالية يوميا.
وأعدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل على غرار الدورات السابقة، لفئة الأطفال برنامجا غنيا ومتنوعا طيلة أيام المعرض، يتضمن 712 نشاطا من بينها 660 ورشة تثقيفية داخل ستة مساحات يتشكل منها فضاء الطفل، إلى جانب تهيئة فضاء خاص بالرصد المطبوع من كتب الأشرطة المصورة لشخصيات السلسلة الكرتونية السنافر.
ويكرم المعرض عددا من الأدباء والكتاب والمثقفين المغاربة أمثال ليلى أبوزيد وعمر أمرير ومحمد برادة ومحمد بنطلحة وسمية نعمان جسوس.
المعرض يكرم أيضا أسماء عربية بارزة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، كما يستضيف جوائز أدبية مرموقة منها جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة والجائزة الوطنية للقراءة.
وقال محمد مهدي بنسعيد إن المعرض يشكل "مناسبة لمواكبة المستجدات، واستشراف التحولات في مجالات الكتاب والنشر، وفي مجال القضايا الثقافية والفكرية ذات الراهنية الوطنية والدولية".
وأضاف أن الوزارة "تواصل بمعية كافة شركائها المهنيين والثقافيين والمؤسساتيين والجمعويين العمل على إخراج الدورة الثلاثين للمعرض في الصورة التي تحقق بها قيمة مضافة، ويجعل من مدينة الرباط وجهة ثقافية وطنية ودولية، خاصة وهي تستعد لتكون العاصمة العالمية للكتاب لعام 2026".
وأشار إلى أن الغاية المثلى لهذه المناسبة الدولية هي "توفير المزيد من الإشعاع لقيم الانفتاح والتعايش والسلام، في ظرف عالمي محفوف بالمخاطر المهددة للسلم والاستقرار من كل الأنواع".
كما تحتفي الدورة المرتقبة بالمبدعين المغاربة في بلاد المهجر، لاسيما في مجال الثقافة والأدب، وذلك من خلال تكريم أربع شخصيات بارزة في تاريخ الهجرة المغربية، كعبدالله بونفور (متخصص في الدراسات الأمازيغية)، والراحل أحمد غزالي (كاتب مسرحي وعالم متاحف)، وللا خيتي أمينة بن هاشم العلوي (أول صحفية مغربية في الإذاعـة والتلفزيون البلجيكي)، والكاتب المغربي الراحل إدريس الشرايبي، وذلك بمناسبة الذكرى الـ70 لصدور روايـة "التيوس" في باريس.
ويشمل البرنامج الأدبي لمغاربة العالم تنظيم أمسية شعرية تتضمن قراءات لقصائد باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية لـ11 شاعرا. كما أنه من المقرر تنظيم عـرض اسـتيعادي لعشرة أفلام مغربية رائدة حول الهجرة. وبهذه المناسبة، سيصدر عددان خاصان مـن مجلتين تحتفيان بمغاربة المهجر، الأولى هي مجلة "ديبتيك"، حيث سيكون العدد مخصصا للفنانات والفنانين التشكيليين من مغاربة العالم، والثانية مجلة "تيل كيل" التي سيكون عددها مخصصا لروائيات المهجر.
وأبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أن الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، ستمنح من خلال الاحتفاء بذكرى الكاتب والأديب المغربي الراحل إدريس الشرايبي، فرصة لاستكشاف رحلته الإبداعية من خلال معرض غني بالصور والشهادات التي تسلط الضوء على مسيرته الفريدة.
ولفت اليزمي وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن الاحتفاء بمغاربة العالم سيمكن من استكشاف التحولات الفكرية والثقافية التي شهدتها الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال بضعة عقود، والمتمثلة بالأساس في التطور الكبير للكتابات النسائية مقارنة بالجيل الأول لمغاربة المهجر.