"الشيطان فوق التلال" ثاني روايات ثلاثية باڤيزِه الشهيرة

الرواية تحكي عن صيفِ طُلَّابٍ مُراهقين تسمَرُّ جلودُهم تحت شمس تورينو المُلتهبة.
الرواية حوَّلها المخرج الإيطالي ڤيتوريو كوتافاڤي إلى فيلم، بالعنوان ذاتهِ، وعُرض في مهرجان «كان» العام 1985
المشاعر المضطربةُ تبرزُ كقرون للشَّيطان في حياةٍ شبه أسطورية
تتقاطعُ مصائرُ الجميع، في صيفٍ تُلهبُ فيه الشمسُ الغرائزَ، وتفوحُ منهُ رائحةُ الدَّم والموت

ميلانو (إيطاليا) ـ صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط - إيطاليا، رواية "الشيطان فوق التلال" للشاعر والروائي الإيطالي تشيزَرِه باڤيزِه، ترجمها عن الإيطالية گاصد محمد، وهي الرواية الثانية من ثلاثية روائية تحمل عنوان "ثلاثية الصيف الجميل" (رواية الصيف الجميل 1940، ورواية الشيطان فوق التلال 1948، ورواية بين نساء وحيدات 1949) كلّ منها تُشكل رواية منفصلة، وكُتبت بشكل مستقل، دون نيّةٍ لكتابة ثلاثية روائية، لكن ارتباطها من حيث الموضوعة التي تتناول (الانتقال من المراهقة للنضج) جعلت الناشر الأصلي وقتها، يقوم بجمعها ونشرها معاً على شكل ثلاثية، بالاتفاق مع الكاتب بالطبع، حصلت الثلاثية على جائزة "ستريغا"، أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية.
ترجمت المتوسط الرواية الأولى (الصيف الجميل) وصدرت عام 2017، وجاري العمل الآن على ترجمة الرواية الثالثة، إضافة للكثير من أعمال هذا الروائي العلامة في الأدب الإيطالي والعالمي.
وتحكي «الشيطان فوق التلال» أيضاً، قصَّةَ صيف، صيفِ طُلَّابٍ مُراهقين تسمَرُّ جلودُهم تحت شمس تورينو المُلتهبة، حيثُ يستحمُّون عراةً ويثرثرون عن مُتعِ الصَّيد ومغازلةِ الفتيات الجميلات، فوق تلِّ الگريبّو. في حين يسعى ﭘولي، الشاب المُترف، للبحثِ عن معنى لحياته، بإدمانِ الكحول وتعاطي المخدّرات في فيلته على قمَّةِ التلّ، كما لو أنَّه يملأ فراغاً هائلاً في روحه. المَللُ، الخيانةُ، المشاعر المضطربةُ، كلُّها تبرزُ كقرون للشَّيطان في حياةٍ شبه أسطورية، عندما تتقاطعُ مصائرُ الجميع، في صيفٍ تُلهبُ فيه الشمسُ الغرائزَ، وتفوحُ منهُ رائحةُ الدَّم والموت.

إتالو كالفينو: باڨيزِه هو الكاتب الإيطالي الأهم، والأكثر عمقاً، والأشد تعقيداً في زماننا. وليس من صعاب تواجهنا إلا وحذونا حذوه

الرواية التي حوَّلها المخرج الإيطالي ڤيتوريو كوتافاڤي إلى فيلم، بالعنوان ذاتهِ، وعُرض في مهرجان «كان» العام 1985؛ هي اللَّوحة الثانية من ثلاثيةِ باڤيزِه، والتي رسمها الكاتبُ الكبير بحسٍّ عالٍ ودِقَّةٍ مُتناهيةٍ، قبل أن يضعَ حدّاً لحياته.
أخيراً جاء الكتاب الصادر عام 2019 في 240 صفحة من القطع الوسط، بلوحة غلاف لـ: أيوب ضبابي، وبتصميم للغلاف والإخراج الفني لـ: الناصري.
من الكتاب:
-  لأجل أن تنام، يجب أن تضاجع امرأة – قال ﭘيرَتّو – لذلك فلا المُسنّون ولا أنتُم تستطيعون النّوم.
-   قد يكون كما قلتَ – تمتم أوريسته – ولكنْ، حتّى عندئذٍ سأغطّ في النوم.
-   أنتَ لست ابن مدينة – قال ﭘيرَتّو – بالنسبة إلى شخص مثلكَ، ما زال الليل وافر الدلالات، كما كان ذات يوم. أنت أشبه بكلاب الحظيرة، أو بالدجاج.
تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكانت التلال تنتصب ما وراء نهر البو، وفي الجوّ شيء من البرد. نهضنا، واتّجهنا صوب مركز المدينة. وكنتُ أفكّر بقدرة ﭘيرَتّو الغريبة على الاعتداد بنفسه، وإظهارنا، أوريسته وأنا، على أننا ساذجان. فلا أنا ولا أوريسته، على سبيل المثال، نقضي الليل سهرًا من أجل النساء. وسألتُ نفسي، للمرّة الألف، عن طبيعة الحياة التي عاشها ﭘيرَتّو قبل قدومه إلى تورينو.
عن المؤلف:
تشيزَرِه باڨيزِه روائي وشاعر ومترجم وناقد أدبي إيطالي، ولد في العام 1908. بعد تخرجه من كلية الآداب اشتغل باڨيزِه بالتدريس لفترة قصيرة. كتب الشعر والقصة القصيرة واشتغل بترجمة الأدب الأميركي لصالح دار النشر "إيناودي"، الذي أصبح أحد أعمدتها لاحقاً، وترجم لهم الكثير من الكتاب الأميركيين غير المعروفين إلى الإيطالية.
بعد الحرب العالمية الثانية تفرغ تماماً للنشاط الأدبي ونشر الكثير من الروايات والمقالات الأدبية حول علاقة الأدب والمجتمع. ونال تقديراً واسعاً من جمهور النقاد والقراء الإيطاليين.
يصفه إتالو كالفينو قائلاً: "باڨيزِه هو الكاتب الإيطالي الأهم، والأكثر عمقاً، والأشد تعقيداً في زماننا. وليس من صعاب تواجهنا إلا وحذونا حذوه".
عن المترجم:
گاصد محمد كاتب ومترجم عراقي ولد في مدينة بابل في العام 1979، حاصل على الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة بولونيا الإيطالية في العام 2015. يكتب وينشر باللغة الإيطالية، ونشر فيها العديد من القصص والقصائد والمقالات، ضمن أنطولوجيات مختلفة وفي مجلّات إيطالية ورقية وإلكترونية. يعمل كأستاذ للغة العربية لغير الناطقين بها، في جامعتي بولونيا ومودنا.