العراق في الزمن الإسلامي.. لم يبق شيء!

الأحزاب الإسلامية لا تحب بعضها وتشترك في كراهية الآخر ما أرتكبته القاعدة والنصرة وداعش في حقيقتها عقائد وثقافات وسلوكيات الإسلام السياسي بدون استثناء تخدع نفسها فجرائمها تعتبرها توكيلاً من لله ولا غرابة أن مجتمع الجنوب والوسط العراقي أصبح ضحية أحزابه الشيعية.

بقلم: حسن حاتم المذكور

ما يعانيه العراق اليوم فتح وسبي واغتصاب واذلال مجتمعي بكل ما للكلمة من معنى، ميلشيات ترفع اسم الله في غزوة سحق القوانين والأعراف والموروثات التاريخية، ثم يخدعون انفسهم برضى الله عنهم، وهل حقاً ان الكسل والتطفل على ارزاق الناس وسرقة وتهريب ثرواتهم الوطنية، قيم سماوية، وان جهابذة المذاهب، السارقون الكاذبون والمزورون، هم وكلاء السماء ومسؤولون عن تطبيق عدالتها ونزاهتها على الأرض! وان الله اختارهم وكلفهم بمهمات كهذه، نشك بذلك تماماً، اذن لماذا نخشى الحقيقة ونخادع انفسنا ونتجنب قراءة التاريخ الإسلامي واعادة كتابته صريحاً مفلتراً بالعقلانية والأستدلالات المنطقية، ولا نترك العراق مكبلاً بأكاذيب اللامعقول.

جرب العراقيون اسلامية الأحزاب الطائفية، لم يكسبوا منهم غير فقرهم وجهلهم واوبئتهم، وتمزيق وحدة مشتركاتهم على ارض اجدادهم، ماذا ينفع من تسحقهم معاناة العوز ويشل وعيهم الجهل وتبتلع معدل اعمارهم الأوبئة، ان كانوا سنة او شيعة؟ أحزاب الإسلام السياسي، ومهما كان المذهب والمكون الذي يدعوه، هم وليس غيرهم، من سبب للعراقيين نكبتهم وبيع وطنهم وحاضرهم ومستقبل اجيالهم في مزادات الأخرين، ليكسبوا عمولة وضيعة، هذا من صلب عقائدهم، فالوطن محطة لأختبار الله وعبادته، والدنيا محطتهم للمتعة والأستجمام، اما الآخرة بكل ما فيها من نساء وغلمان وما لذ وطاب، هي وطنهم القادم، العراق لا يعني لهم شيئاً، الفساد واللصوصية والاحتيال.

الأحزاب الإسلامية أنانية تريد كل شيء لها، لا تحب بعضها وتشترك في كراهية الآخر، ما ارتكبته القاعدة والنصرة وداعش في ليبيا وسوريا والعراق، في حقيقتها عقائد وثقافات وسلوكيات احزاب الإسلام السياسي بدون استثناء، تخدع نفسها، ان بشاعة جرائمها توكيل من لله، ولا غرابة، ان مجتمع الجنوب والوسط العراقي، اصبح ضحية أحزابه الشيعية، تلك الأحزاب اتخذت من تجهيل الناس وتجويعهم واذلالهم وتقليص معدل اعمارهم، بيئة مثالية لتمرير باطلهم في اغتصاب السلطة والثروة وجسد المرأة، الغائيون دمويون مع المختلف، اشد ما يكرهون ويحاربون الثقافة الوطنية والموروثات الشعبية وكل ما له علاقة بالنشاط المعرفي، يعتمدون الفتنة الطائفية لأشغال واستغفال (مكونهم)، يوسعون ويعمقون في نفوس العامة الطاعة والخوف من قسوة الله، ثم يعرضون خدماتهم للشفاعة يوم القيامة، انهم وفي العراقي (الفصيح)، خرجوا من تحت عباءة الأخوان المسلمين.

يمكن القول هنا، ان بنات وابناء الجنوب والوسط، هم ضحايا مذهب دافعي الخمس، ولم تكن المكونات العراقية الأخرى بعيدة عن مرمى همجية الأجتثاث، الأحزاب الإسلامية، ومنها الشيعية بشكل خاص، يكذبون ويخدعون ويخذلون عندما يتحدثون عن الوطنية والديمقراطية والتكنوقراطية والمشتركات، وهم لا سكينة لهم في مجتمع آمن مكتفياً بثرواته الوطنية، هم النقيض الدموي للحريات والحقوق والقانون والفرح، كالأفاعي الشريرة يمشون في دماء العراقيين، سرقوا مذهب آلـ(البيت) وسكبوا جحيمه على رأس المواطن العراقي، طفيليون لا يطيقون المنهج الديمقراطي في التعامل والتعايش مع الآخر، غير جديرين في بناء دولة مدنية واصلاح مجتمع، فالمذهب قد ابتلع الوطن والمراجع ركبوا سفينة الدولة ورحلوا بها في المجهول، وصمتها يبارك حكومة منقبة بالتزوير.