العراق ولبنان يخرقان اجماعا عربيا على دعم عملية الحديدة
القاهر/الرياض - أعلن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين اليوم الخميس، دعمه لعمليات التحالف العربي ضد الحوثيين حيث تخوض القوات اليمنية بدعم من التحالف معركة حاسمة على طريق تحرير الحديدة بجنوب غربي اليمن، فيما عبر كل من العراق ولبنان عن تحفظهما.
جاء ذلك في بيان ختامي صادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة والذي عقد بناء على طلب يمني بتأييد من السعودية والإمارات لبحث التطورات الأخيرة.
وجدد المجلس "التأكيد على استمرار دعم الشرعية برئاسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودعم طلب الحكومة الشرعية لقوات التحالف العربي بهدف إنهاء الانقلاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المحافظات اليمنية وبشكل خاص في ميناء الحديدة".
وشدد البيان على "ضرورة الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية".
وأعلن المجلس تأييده لموقف الحكومة اليمنية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، فيما دعا الحوثيين إلى "الانسحاب من مدينة الحديدة بما يضمن دخول كافة المساعدات الإنسانية إلى اليمن".
لكن العراق جدد موقفه الرافض لأي تدخل عسكري لحل النزاع القائم في اليمن، داعيا إلى حوار سياسي بين اليمنيين.
بدوره قال لبنان إنه ينأى بنفسه عن البيان، لـ"تضمنه مواقف تتجاوز القرارات السابقة ولاسـيما قرار القمة الأخير".
وكانت القمة العربية التي عقدت بالسعودية في أبريل/نيسان، قد أكدت مساندة جهود التحالف العربي في اليمن ووحدة أراضيه ومنع التدخل في شؤونه الداخلية.
قال سفير الإمارات في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية جمعة مبارك الجنيبي اليوم الخميس، إن استعادة قوات التحالف العربي ميناء الحديدة غربي اليمن سيعيد الزخم إلى المفاوضات السياسية المتوقفة.
وبدأت القوات اليمنية بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، فجر الأربعاء عملية عسكرية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الحوثيين المدعومين من إيران.
وأضاف الجنيبي الذي تعد بلاده شريكا رئيسيا في التحالف إن "استعادة ميناء الحديدة وطرد مليشيات الحوثي منه ينهى تهديداتهم للملاحة البحرية في باب المندب وهو ما يصب في مصلحة التجارة العالمية"، بحسب الوكالة المصرية الرسمية للأنباء.
ويسيطر الحوثيون على الحديدة ومينائها على البحر الأحمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014 ويمثل الميناء المنفذ البحري الأخير للجماعة.
وتابع الجنيبي "كما سيساهم تحرير الميناء بشكل كبير في إحداث تغيير واضح في موازين القوى على الأرض، مما يعيد الزخم مرة أخرى إلى المفاوضات السياسية المتوقفة حاليا".
واعتبر السفير الإماراتي أن "تحرير الميناء سيشكل ضربة قاضية للمليشيات الحوثية التي تستخدمه لجميع الأعمال غير المشروعة، ويقطع شريان إمدادها من الأسلحة الإيرانية".
وأوضح أن عملية تحرير الميناء "تهدف إلى رفع كفاءته وقدرته التشغيلية بما يساهم في استقبال المزيد من المساعدات الإنسانية وتوزيعها على الفئات المستحقة".
واعتبر أن تحرير ميناء الحديدة يصب في النهاية في إطار "الضغط على الحوثيين من أجل التوصل إلى حل سياسى طويل الأمد للأزمة اليمنية".
وعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم الخميس، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة آخر المستجدات في اليمن.
ويأتي ذلك في ضوء التطورات الأخيرة باليمن، في إشارة إلى العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها، وفق وكالة الأنباء المصرية.
استعادة ميناء الحديدة وطرد مليشيات الحوثي منه ينهى تهديداتهم للملاحة البحرية في باب المندب
وأكد التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية الخميس أن الإيرادات التي يتم تحصيلها من الحركة التجارية بميناء الحديدة ستنقل إلى المصرف المركزي في عدن في حال تمكنت القوات الموالية للحكومة المعترف بها من السيطرة عليه.
وتمثل واردات ميناء الحديدة مصدر تمويل رئيسي للمتمردين الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها وبينها مدينة الحديدة والعاصمة صنعاء، حيث يقومون بدفع رواتب العسكريين والموظفين في القطاعات العامة.
ويقع مقر المصرف المركزي في عدن جنوب اليمن العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا.
وكانت السلطات اليمنية الشرعية نقلت المصرف من صنعاء بعدما اضطرت إلى مغادرتها اثر سيطرة المتمردين عليها في سبتمبر/ايلول 2014.
وقال التحالف العسكري في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "ستضمن عملية تحرير ميناء الحديدة توريد جميع إيرادات الميناء إلى البنك المركزي اليمني".
وتعني هذه الخطوة أن السلطة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف ستتحكم مباشرة بالإيرادات التي كانت تذهب إلى المتمردين.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات. لكن التحالف يرى فيه منطلقا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.
وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعيتا خلال الساعات الماضية إلى طمأنة المجتمع الدولي عبر الإعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.
ودعت السويد الخميس مجلس الأمن إلى المطالبة بتعليق فوري لهجوم القوات الموالية للحكومة اليمنية على مرفأ الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين في غرب البلاد، لإفساح المجال أمام مواصلة المفاوضات ومنع وقوع "كارثة إنسانية".
ومن المقرر أن يبدأ مجلس الأمن اجتماعا مغلقا لبحث الهجوم الذي أطلقته القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف العسكري العربي رغم تحذيرات الأمم المتحدة من خطر قطع طريق الإمدادات الغذائية عن ملايين الأشخاص.
وقال السفير السويدي كارل سكو في بيان "حان الوقت لكي يطالب مجلس الأمن بتعليق فوري للهجوم العسكري على الحديدة".
وأضاف البيان أن هذا التعليق "ضروري لإعطاء فرصة للموفد الخاص وللجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لتجنب كارثة والتوصل إلى حل للنزاع".
ونقلت وسائل إعلامية موالية للحوثيين أن قوات التحالف قصفت بالطائرات مواقع قريبة من المدينة.
وكانت روسيا طلبت في وقت سابق من القوات اليمنية "تعليق المعارك في أسرع وقت" بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين هناك.
كما دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيتث إلى "ضبط النفس" موضحا أنه على اتصال "بكل الأطراف للتفاوض حول ترتيبات" معينة.
والحديدة هي عاصمة محافظة تحمل الاسم نفسه ويعيش فيها نحو 600 ألف شخص نصفهم من الأطفال حسب اليونيسيف.
ويلعب مرفأ الحديدة دورا استراتيجيا لأن قسما كبيرا من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المرسلة إلى اليمن تمر عبره.
لكن قوات التحالف تتهم الحوثيين باستخدامه لإدخال أسلحة. وتعتبر معركة الحديدة الأهم منذ صيف 2015 عندما تمكنت القوات الحكومية من استعادة عدن.
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس، أنها تسارع مع شركائها في مجال العمل الإنساني، لتوفير المساعدة المنقذة للحياة لآلاف الأسر الضعيفة في مدينة الحُديدة اليمنية.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن ليز غراندي المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن، قولها إن "عشرات من موظفي الأمم المتحدة، موجودون بمدينة الحديدة للمساعدة في توفير المياه والغذاء والخدمات الصحية".
وأضافت غراندي أن"التقديرات تفيد بأن 600 ألف مدني موجودون في المدينة، يعتمد الكثير منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة".
وتابعت "بالأمس (الأربعاء) وحتى عندما كانت المدينة تتعرض للقصف، قامت سفينة مستأجرة من الأمم المتحدة، بإنزال آلاف الأطنان المترية من الغذاء في ميناء الحديدة".
وأشارت أنّ سفينتين إضافيتين تستعدان للقيام بالأمر نفسه، لافتة أن "الشركاء يوزعون، اليوم صناديق الطوارئ المحملة بالغذاء وإمدادات النظافة على النازحين، بسبب القتال".
وشددت غراندي على أن "أطراف الصراع ملزمة، وفق القانون الإنساني الدولي، بفعل كل ما يمكن لحماية المدنيين وضمان وصولهم إلى المساعدات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة".