العراق يعيد فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي مع سوريا

مخاوف من أن يستخدم المعبر لدعم نفوذ طهران في المنطقة عبر تسهيل تحركات الميليشيات المرتبطة بها من إيران مرورا بالعراق وسوريا وحتى لبنان.

القائم (العراق) - أعادت السلطات العراقية والسورية الاثنين فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي بين البلدين للتجارة والأفراد، بعد خمس سنوات من إغلاقه بسبب الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وعبرت الاثنين أولى الشاحنات من هذا المنفذ الذي يعتبر الوحيد اليوم الواقع تحت سيطرة سلطات دمشق والسلطات الفدرالية العراقية، في مؤشر على تطبيع العلاقات بين بغداد وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان هناك منفذ آخر، وهو معبر الوليد الحدودي، ولكنه دمّر بالكامل جراء المعارك. أما المعابر الأخرى على طول الحدود العراقية السورية، ومعظمها يقع في مناطق صحراوية وجبلية، فتقع ضمن مناطق سيطرة الأكراد، الذي يتمتعون بحكم ذاتي في العراق وإدارة ذاتية معلنة في سوريا.

وظلت الحدود بين البلدين تشكل نقطة ضعف أمنية خاصة من الجانب العراقي، حيث يزيد الارتباط العشائري بين القرى المتاخمة من صعوبة السيطرة عليها لمنع التهريب وتسلل الإرهابيين.

وكان المعبر الرئيس بين البلدين قبل إغلاقه يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية، إضافة إلى الشاحنات القادمة والمغادرة من وإلى سوريا.

وفي العام 2014، وبعد سيطرتهم على ما يقارب ثلث مساحة العراق ومساحات شاسعة من سوريا، بدأ جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية رسم حدود "الخلافة" التي أعلنوها في ذلك الحين.

ورمزياً، أقدم الجهاديون على جرف الحواجز المقامة على الحدود بين سوريا والعراق، وفرضوا سيطرتهم على تلك الصحراء السهلة الاختراق.

وقضاء القائم المتاخم لبلدة البوكمال السورية والتي كانت أيضا معقلا للتنظيم، يقع في أقصى غرب محافظة الأنبار الصحراوية العراقية الممتدة إلى تخوم بغداد، وكان لمدة طويلة منطقة تهريب حيث تسكن عشائر على جانبي الحدود.

 المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة نظام الأسد والسلطات الفدرالية العراقية
 المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة نظام الأسد والسلطات الفدرالية العراقية

وتقع البلدتان على طريق إمدادات استراتيجي وكان المعبر مفتوحا أمام حركة المرور الحكومية والعسكرية فقط، لكن مع الفوضى في سوريا بسبب الحرب ودخول الإرهابيين إليها أثقلت الحدود كاهل العراق لتأمينها.

ورحب وزير الداخلية السوري محمد خالد الرحمون بإعادة فتح المعبر، معتبراً ذلك "ثمرة انتصارات شعبينا على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي".

وقبل إعادة فتح المعبر الحدودي مهدت حكومة بغداد إلى عودة العلاقات مع نظام الأسد بالدعوة إلى إعادة سوريا لعضوية الجامعة العربية بعد تعليقها في عام 2011 بسبب قمع الاحتجاجات في بداية الحرب الأهلية.

ويقول مراقبون إن فتح معبر القائم يأتي في إطار محاولات لإعادة سوريا لمحيطها العربي، لكن تلك المحاولات لا تنفي وجود مخاوف من أن يستخدم المعبر في إطار مخطط إيراني لدعم نفوذ طهران في المنطقة عبر تسهيل تحركات الميليشيات المرتبطة بها من إيران مرورا بالعراق وسوريا وحتى لبنان.

ومساء الجمعة، تعرضت نقطة تابعة للحرس الثوري الإيراني في البوكمال لقصف جوي نفذته طائرة مجهولة وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الميليشيات المدعومة من إيران في تلك المنطقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مضادات الطيران التابعة للحرس الثوري الإيراني استهدفت ليل الجمعة "أجساما مجهولة في سماء منطقة البوكمال" بريف دير الزور الشرقي على مقربة من الحدود السورية-العراقية.

وتلقت القوات الإيرانية ضربات جوية استهدفت مواقعها في سبتمبر الحالي، قُتل خلالها نحو 40 منهم.

وكانت ميليشيات مسلحة تابعة للحشد الشعبي العراقي تعرضت في 9 سبتمبر/أيلول أيضا لقصف نفذته طائرات مجهولة في المنطقة ذاتها، ما خلف عدداً من القتلى والجرحى.

واتهم الحشد الشعبي العراقي في آب/أغسطس إسرائيل للمرة الأولى رسميا، بالوقوف وراء هجوم بطائرتين مسيرتين على أحد ألويته قرب الحدود العراقية السورية في غرب البلاد، ما أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل.

وتتخوف إسرائيل من تنامي نفوذ الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران على الحدود العراقية السورية ما سيؤدي إلى تعزيز نفوذ وقوة الميليشيات والمجموعات المسلحة المعادية لها في تلك المنطقة التي تعتبر مفتاح طهران للوصول إلى البحر المتوسط.