العراق يلتزم بمنع أي تهديدات تعرّض مستشاري التحالف للخطر
بغداد – أكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التزام العراق بمنع أي عمل موجّه يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتواجدين في البلاد لأي خطر. في غمرة التوتر الذي يخيم على المنطقة، بينما تهدد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، وهو رد تترقبه واشنطن وتل أبيب.
وقال المكتب الإعلامي للسوداني أن الأخير تلقى في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحث خلاله الطرفان تطورات الأوضاع في المنطقة، وجهود دعم الاستقرار الإقليمية والدولية.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي على "ضرورة أن تضطلع الدول الكبرى والمنظمات الأممية بكامل دورها لوقف الجرائم التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطيني، وأن تُطبق على المعتدين القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية ووقف هذا التوحش الفظيع، فضلاً عن منع خرق سيادة دول المنطقة"، وفق بيان رسمي.
واتفق الجانبان على استمرار التشاور المتبادل بشأن قضايا المنطقة، إضافة إلى استمرار التواصل بين البلدين من أجل إنهاء مهامّ التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تصبّ في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط اليوم وهو يخطط لزيارة قطر ومصر وإسرائيل.
وتأتي الزيارة مع توتر تشهده المنطقة التي تترقب هجوماً ايرانياً مزدوجاً مع حزب الله اللبناني على اسرائيل، رداً على اغتيال هنية ومقتل القيادي البارز فؤاد شكر خلال قصف جوي في ضاحية بيروت الجنوبية.
وهدّدت ما يسمى بـ"تنسيقية المقاومة العراقية" والتي تضم ميليشيات عراقية موالية لإيران، الاثنين، بـ"رد بلا سقوف أو قيود" في حال تعرضت طهران لأي هجوم أميركي عبر الأجواء العراقية.
وقالت في بيان "مع استمرار تمادي قوى الاستكبار في اعتداءاتها الوحشية والغادرة بحق الشعوب ورجال مقاومتها، فإنها تواصل رعايتها ودعمها لأمن الكيان الصهيوني على حساب أمن المنطقة، دون اعتبار لسيادة العراق أو الدول الرافضة لسياساتها الإجرامية".
واستعجلت الولايات المتحدة نشر تعزيزات عسكرية في المنطقة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الاثنين إن واشنطن استعدت لهجمات كبيرة قد تشنها إيران أو وكلاؤها في الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وأضاف في مؤتمر صحفي "علينا أن نكون مستعدين لمجموعة كبيرة من الهجمات التي قد تحدث"، متابعا "لا نريد بوضوح أن نرى إسرائيل مضطرة للدفاع عن نفسها ضد هجوم آخر، كما فعلت في أبريل/نيسان. لكن إذا كانوا سيتعرضون لذلك، فسنواصل مساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم".
ودعت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيران وحلفاءها إلى ضبط النفس وعدم مهاجمة إسرائيل. الأمر الذي رفضته طهران واعتبرت أنه "يفتقر للمنطق السياسي ويتعارض مع مبادئ القانون الدولي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها".
وأكد عزم بلاده على ردع إسرائيل، داعيا الدول الثلاث إلى "الوقوف بحسم ضد الحرب في غزة وضد تحريض تل ابيب على الحرب".
وأردف "تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدعم السياسي والعسكري الواسع من الدول الغربية للنظام الصهيوني هما العاملان الرئيسيان وراء توسع نطاق أزمة غزة في المنطقة".