الغضباني تستعد لتقديم أعمالها الجديدة في معرض خاص

التشكيلية التونسية تحاور ضمن تجربتها المميزة في فن الحفر وجوهها المتشحة بالشجن وهي وجوه الكائن الإنساني في هذه الأزمنة.

هكذا يبدو الفنان في تلوينات من التجلي وقد غادر الفكرة ليعود إليها مسكونا بها وساكنا فيها.. يحرك السواكن بالكلمات الملونة والمرسومة يرتجي شيئا من ألق المكان والذكرى..

 الفن والإنسان.. منذ القدم هي علاقة كشف واكتشاف وذهاب إلى الذات في شواسعها.. هي الكينونة في حلها وترحالها الوجداني والإنساني بشتى ضروب العبارة والمعنى في عنفوان اللحظة وامتدادها الجمالي الفصيح..

بالحفر.. هذا الفن المعتق كانت العبارة فادحة المعاني نشدانا للإشارة والعلامة وشتى العناوين.. إنها لعبة الدال والمدلول كي تفصح الأحوال عن جواهر أسئلتها وكنه العبارة لديها..

في هذا السياق من اللون الفني نلج عوالم الطفلة المأخوذة بشجن الحفر لتذهب به إلى الدواخل حيث الذات الإنسانية في تجلياتها وانكساراتها.. نهلت من أمكنة متعددة الينابيع.. السباسب.. الجنوب.. والساحل بعمق تفاصيل حكاية الفاطميين الذين مروا به وحفروا في حكاياته شيئا من إقامتهم العابرة..

هي الدكتورة في مجالات الفنون والوساطة والفنانة التشكيلية عواطف الغضباني التي قدمت لونا من أعمالها نحتا للقيمة وبحثا عن الضوء في عتمة الحال والإنسان..

في اللوحة وضمن تجربتها المميزة في فن الحفر تحاور عواطف وجوهها المتشحة بالشجن وهي وجوه الكائن الإنساني في هذه الأزمنة..

إنه الوجه المتعدد.. الوجوه الضاجة بالسؤال المربك.. هي حرقة الفكرة في زمن تشظت فيه المعاني.. كل هذا ضمن تناسق لوني تبرز معه وبه فنيات الحفر وابتكارات عواطف في سعي تعمل ضمنه للخروج عن المألوف..

الفنانة التشكيلية عواطف الغضباني حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجالات الفنون والوساطة موضوع الدكتوراه حول تطوير مؤسسات دور الثقافة من خلال الوساطة الثقافية، كذلك الصناعات الثقافية والإبداعية في تونس وهو موضوع جديد.. وعلى الأستاذية في الفنون التشكيلية من المعهد العالي للفنون الجميلة بصفاقس تونس.. بعثت رواقا تحت عنوان  "ركن الفنون"  من 2005/2012  وشاركت في عديد التظاهرات الدولية والمحلية ولها عديد المعارض الفردية والجماعية، وهي عضو بمجموعة ميولات الفنية.. وتستعد لمعرضها الخاص برواق بالعاصمة يضم عددا من أعمالها الجديدة.. تدير دارا للثقافة والسمبوزيوم الدولي للحفر وفعاليات أخرى..

تجربة ومسار من الفعل الثقافي والإبداعي والفني ضمن سياقات البحث والتنشيط وإدارة الفعاليات وفق رؤية تقول بالفن في مجالاته المتعددة بين الإبداعية والأكاديمية حيث التجربة في تواصلها وفي عنفوان تجلياتها وعطائها.