الفئات الضعيفة بحاجة ملحة للقاح الانفلونزا في زمن كورونا

منظمة الصحة العالمية تشدد على أهمية حصول كبار السن والنساء الحوامل والعمال في القطاع الطبي وأصحاب الأمراض المزمنة على لقاح الانفلونزا مع اقتراب الشتاء.
لقاحات الانفلونزا تخفف الأعباء عن الأنظمة الصحية المنهكة

واشنطن - أكدت خبيرة بمنظمة الصحة العالمية أهمية حصول الفئات الأضعف خاصة كبار السن والنساء الحوامل والعمال في القطاع الطبي إضافة إلى أصحاب الظروف الصحية الخاصة والمزمنة على لقاح الانفلونزا مع اقتراب الشتاء.
وأوضحت الدكتورة ان موون مسؤولة التأهب والاستجابة للانفلونزا بالمنظمة في تصريحات صحفية في جنيف أن الوقت الأنسب للتحصين ضد الانفلونزا هو شهر اكتوبر المقبل منوهة انه مع اقتراب الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي فإن الحصول على التحصين سيكون هاما من أجل تخفيف العبء عن الأنظمة الصحية التي تقوم منذ شهور بمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
واكدت ان المنظمة في ارشاداتها للوقاية من فيروس الانفلونزا تركز على التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل حين الإحساس بالمرض وكذلك الحرص المستمر على غسل الايدي وارتداء الأقنعة في الأماكن المزدحمة.
وأشارت إلى توقعات للمنظمة بازدياد الحاجة لدى البلدان للحصول على لقاح فيروس الأنفلونزا هذا العام بما قد يؤدي الى نقص في بعض المناطق خاصة وان اللقاح يتم طلبه قبل فترة تتراوح مابين تسعة اشهر الى 12 شهرا ويصعب طلبه من المنتجين في وقت الحاجة.

عدد قياسي من لقاحات الانفلونزا
عدد قياسي من لقاحات الانفلونزا

أنتج المصنّعون العالميون للقاحات ضد الإنفلونزا عددا قياسيا من الجرعات لموسم 2020-2021، وسط سعي السلطات للحد من إشغال أسرّة المستشفيات بمرضى الإنفلونزا في ظل التوقعات بازدياد جديد في الإصابات بكوفيد-19.
وسيُنتج هذا الموسم للأميركيين وحدهم البالغ عددهم 330 مليون شخص، ما مجموعه 194 مليون جرعة لقاح إلى 198 مليونا، في مقابل 175 مليونا العام الماضي، أي بازدياد نسبته 11%، وفق المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها.
وأمرت شبكة "سي في أس" العملاقة للصيدليات، حيث يمكن تلقي لقاح من دون وصفة طبية، بمضاعفة الجرعات مقارنة مع 2019، أي 18 مليونا.
وتعوّل شركة "سيكيروس" على زيادة إنتاجها بنسبة 15% (من 52 مليون جرعة إلى 60 مليونا)، على غرار "سانوفي (من 70 مليون جرعة إلى 80 مليونا). وعلى المستوى العالمي، تنوي المجموعة الفرنسية زيادة إنتاجها من لقاحات الإنفلونزا بنسبة 20%.
وقال المسؤول الطبي عن اللقاحات في أميركا الشمالية في مختبرات "سانوفي باستور" مايكل غرينبرغ "سجلنا طلبا هائلا من زبائننا". وهذه المختبرات هي من أكبر ثلاث جهات مصنّعة للقاحات في العالم مع "سيكيروس" و"جي أس كاي".
يقول لورنس غوستن من جامعة جورجتاون الأميركية "لدي قلق شديد إزاء ما سيكون عليه الوضع في الخريف". وهو دعا في مجلة "جاما" الطبية إلى حملة تلقيح قوية وصولا إلى جعل اللقاحات إلزامية في المدارس.
ويقول مدير العمليات التجارية في "سيكيروس" في أميركا الشمالية دايف روس "لدينا كل ما يلزم ونعمل بصورة وثيقة مع مزودينا بالقوارير والحقن للسنوات المقبلة"، في إشارة إلى الزجاج والمعدات الأخرى اللازمة للتوزيع والتي ستكون لازمة لتطوير لقاحات مستقبلية ضد كوفيد-19.
وثمة عامل قد يبعث على التفاؤل لموسم الشتاء وهو أن التدابير الوقائية بما فيها وضع الكمامات من شأنها الحد من نسب انتشار الفيروسات التنفسية بينها الإنفلونزا.
ويقول هنري برنشتاين من كلية "هوسترا/نورثويل" للطب والعضو في المجلس الاستشاري بشأن ممارسات التلقيح "نأمل أن تؤتي هذه الجهود كلها بثمارها وأن نسجل إصابات أقل بالإنفلونزا".