الفلسطينيون يردون على الاستفزازات الإسرائيلية بعصيان مدني

أحياء القدس الشرقية تشهد تصعيدا إسرائيليا بما في ذلك التشديد على الحواجز العسكرية الإسرائيلية وهدم منازل بداعي البناء غير المرخص.
قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية تقتحم الأحياء الفلسطينية
العصيان يشمل عدم توجه العمال إلى أماكن عملهم في إسرائيل
الفلسطينيون يؤكدون أن إسرائيل تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في القدس

القدس - اشتبك فلسطينيون مع الشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد في عدد من أحياء مدينة القدس الشرقية المحتلة ضمن عصيان مدني، احتجاجا على ممارسات السلطات الإسرائيلية لاسيما على حاجز مخيم شعفاط، فيما تعرف المنطقة توترا أججه التصعيد الإسرائيلي والإجراءات الانتقامية التي أقرتها حكومة بنيامين نتنياهو منذ تفجر الصراع.
وقال شهود عيان إن شبابا فلسطينيين أغلقوا منذ ساعات فجر الأحد الشوارع الرئيسية في كل من مخيم شعفاط والعيسوية وجبل المكبر وسلوان وأضرموا النيران في إطارات سيارات.
ومُطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشباب، اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية الأحياء الفلسطينية وأغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها، وفق الشهود، فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية السبت في القدس العصيان المدني في أحياء جبل المكبر والعيسوية ومخيم شعفاط وبلدة عناتا.
وأوضحت تلك القوى في بيان أن العصيان يشمل عدم توجه العمال إلى أماكن عملهم في إسرائيل وعدم التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية وإغلاق مداخل الأحياء.
وهذه الدعوة جاءت "ردا على جرائم حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية المسعورة اليومية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس وكافة المناطق الفلسطينية"، بحسب البيان.
وخَّص بالذكر "ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من إجراءات إجرامية وانتقامية من تنكيل وتعذيب وإذلال وقهر يومي على حاجز مخيم شعفاط ضد أبناء شعبنا من الأطفال والطلاب والنساء والشيوخ والمرضى".
أما الشرطة الإسرائيلية فقالت في بيان إن مواجهات اندلعت في مخيم شعفاط والعيسوية وجبل المكبر وسلوان تخللها إغلاق ممرات مرورية باستخدام الإطارات وصناديق القمامة وعملت قوات الشرطة على فتح الحواجز والإغلاقات.
ومنذ أسابيع، تشهد أحياء القدس الشرقية تصعيدا إسرائيليا ملحوظا بما في ذلك التشديد على الحواجز العسكرية الإسرائيلية وهدم منازل بداعي البناء غير المرخص.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في القدس المحتلة لصالح تهويد المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

وفي سياق متصل دعا مسؤولون وناشطون حقوقيون في رام الله إلى حماية الأسرى الفلسطينيين في ظل إجراءات إسرائيلية تهدف إلى التضييق عليهم خاصة مع استمرارهم في عصيان داخل سجون تل أبيب.
وقالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان مشترك مع نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، إن "المعتقلين شرعوا في تنفيذ عصيان احتجاجا على إجراءات أوصى بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للتضييق عليهم".
وبدوره دعا مجلس الوزراء الفلسطيني "الأطراف السامية في اتفاقية جنيف الرابعة لعقد اجتماع عاجل لحماية الأسرى واحترام المواثيق الدولية ووقف سياسة الاعتقال الإداري".
وفي كلمة ألقاها الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم دعا المجلس إلى "إلزام إسرائيل بعدم حرمان ذوي الأسرى من زيارتهم والتوقف عن احتجاز جثامين الشهداء وتطبيق المعايير الدولية على الأسرى وفق اتفاقية جنيف الرابعة".
كما طالب الجمعية العامة للأمم المتحدة "بعقد جلسة خاصة لاستصدار قرار يحمل فيه إسرائيل المسؤولية القانونية والجنائية عن سياسية الإهمال الطبي والقتل العمد لأسرانا في السجون والإفراج عن الأسرى المرضى والنساء والأطفال".
من جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف إنهم سيواصلون وقوفهم إلى جانب الأسرى رغم مضاعفة إسرائيل الشهر الماضي للاقتطاعات المالية مقابل ما يدفع لعائلات الأسرى والشهداء.
واتهم المحكمة الجنائية الدولية "بالتهرب من تسريع آليات عملها لمحاكمة الاحتلال على جرائمه"، مشيرا إلى "نقل ملف الأسرى مبكرا للمحكمة".