القاهرة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من خمسة ملايين زائر
القاهرة - استقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين عددا قياسيا من الزائرين تجاوز حاجز 5 ملايين ونصف المليون زائر مع ختام فعالياته وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالدورات السابقة، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة المصرية الأربعاء.
وكان المعرض الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب سجل في دورته السابقة ما يزيد على أربعة ملايين زائر.
وأقيمت دورة هذا العام في مركز مصر للمعارض الدولية بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة من بينها سلطنة عُمان ضيف الشرف، في ما اختير العالم والشاعر الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض.
وقال وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو إن "الحضور الجماهيري الكبير الذي شهدته فعاليات المعرض يُعد رقمًا غير مسبوق وهو ما يؤكد الريادة الثقافية المصرية، كما يؤكد على مكانة مصر كمنارة للفكر والثقافة"، لافتا إلى أن ذلك يأتي تتويجًا لتضافر جهود جميع القائمين على المعرض.
وأشار إلى أن تنوع الجمهور من مختلف الجنسيات يعكس قيم التبادل الثقافي والحوار الإنساني، مشددا على الدور البارز للأسرة المصرية من خلال مشاركتها المميزة في فعاليات المعرض، مما يؤكد على أهمية بناء أجيال واعية ومثقفة تساهم في نهضة المجتمع.
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد صور دعم صناعة النشر، وتعزيز دعائم بناء الإنسان ونشر الوعي، وفق وزير الثقافة المصري، مثنيا على تنوع الجمهور من مختلف الجنسيات.
وكشف أن المعرض في دورته السادسة والخمسين كان بمثابة بوتقة حضارية انصهرت خلالها ثقافات العالم بشتى تنويعاتها، لنشر مفاهيم السلام وتأصيل أهمية إعلاء القيم الإنسانية بين الجميع، كذلك كان منصة فاعلة ومًلهمة للنقاش حول أهم القضايا المحلية والإقليمية والدولية الراهنة والتي كانت محلًا لاهتمام الرأي العام الإقليمي والعالمي على حد سواء، مؤكدًا مواصلة الجهود إزاء تحقيق المزيد من النجاح بالدورات القادمة.
وأعلن المعرض في ختام فعاليات دورته السادسة والخمسين التي أقيمت خلال الفترة الممتدة من الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي إلى غاية الخامس من فبراير/شباط الجاري، عن أسماء الفائزين بجوائز دورة 2025 في فروع النقد والشعر والقصة القصيرة والرواية وغيرها.
وذهبت الجائزة في فرع الرواية مناصفة إلى محسن يونس عن رواية "جزيرة هرموش" الصادرة عن مؤسسة غايا للإبداع، وماجد شيحة عن رواية "شبح عبد الله بن مبارك" الصادرة عن دار الشروق. وفاز بالجائزة في فرع القصة القصيرة كريم سعيد عن مجموعته القصصية "تيريز لا أحد" الصادرة عن مزيج للنشر والتوزيع.
وفي الشعر، فاز بالجائزة في فرع الشعر العامي إبراهيم عبدالفتاح عن ديوان "مناب الغايب" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما فاز بالجائزة في فرع شعر الفصحى عيد عبدالحليم عن ديوان "مزرعة السلاحف" الصادر عن دار نشر عناوين بوكس.
وفي النقد الأدبي، فازت بالجائزة دعاء حسن البالكي عن كتاب "شغف الترحال.. علم السرد المعرفي مدخلا إلى أدب الرحلة" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة.
ونالت "منشورات الربيع" جائزة أفضل ناشر مصري في المعرض، في ما ذهبت جائزة أفضل ناشر عربي مناصفة إلى دار نماء للبحوث والدراسات من مصر ومنشورات تكوين من الكويت.
وشهد حفل ختام المعرض الذي رفع هذا العام شعار "اقرأ… في البدء كان الكلمة" تسليم راية ضيف الشرف الدورة القادمة من سلطنة عُمان إلى دولة رومانيا.
وأعربت سفيرة رومانيا لدى القاهرة عن فخر بلادها لاختيارها ضيف شرف المعرض في الدورة المقبلة 2026، وهو ما يتزامن مع مرور120 عامًا على العلاقات الدبلوماسية المصرية الرومانية، قائلة "ليس أفضل من معرض القاهرة الدولي للكتاب مناسبة لتسليط الضوء على الدور التاريخي لتلك العلاقات".
وشاركت سلطنة عُمان في هذه الفعالية بعدد من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلية، وهي وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السُّلطان قابوس، والنادي الثقافي، والجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء، ومركز ذاكرة عُمان، وبيت الزبير، بالإضافة إلى مشاركة 13 من المكتبات ودور النشر العُمانية التي ستقدم إصداراتها للقُراء ومرتادي المعرض.
وتضمن الجناح معرضًا للمخطوطات العُمانية النادرة، ومعرضًا للفنون التشكيلية، وعروضًا فنية وموسيقية وشعبية، وعرض أفلام ترويجية وسياحية قصيرة عن سلطنة عُمان، إلى جانب ركن خاص لتقنية الواقع الافتراضي (VR)، إضافة إلى فعاليات ثقافية تتنوع بين محاضرات وندوات وحلقات عمل وأمسيات شعرية.
وقال سفير سلطنة عُمان بالقاهرة عبدالله بن ناصر الرحبي في كلمته إن مشاركة سلطنة عُمان في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56 مثلت القيم الثقافية الراسخة، وجسّد روح التواصل الحضاري والمعرفي الذي يربط الشعوب، ويعزز أواصر التفاهم والحوار الإنساني.
وأضاف أن هذه المشاركة كانت فرصة لاستعراض المشهد الثقافي العُماني بكل ما يحمله من تنوع وإبداع وأصالة، سواء عبر الإصدارات الأدبية، والندوات الفكرية، والعروض الفنية، أو من خلال المحاضرات والحلقات النقاشية التي جمعت نخبة من المفكرين والأدباء من سلطنة عُمان ومصر، وكانت جسرًا ممتدًا بين ثقافتين عريقتين، وأثرت الحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما لفتت الفرقة العُمانية للفنون التقليدية أنظار جمهور المعرض، مقدمة مشهدا حيا من التراث العُماني الأصيل، يعكس ثراء المخزون الفني والشعبي للسلطنة.
وتابع "نغادر هذا المعرض بزخم ثقافي كبير، وبتجربة ثرية أكدت لنا أن الثقافة كانت وستظل سفيرا للحوار والتفاهم والسلام، فالكلمة كانت وستظل أداة قوية في بناء الوعي، وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، خاصة في هذا الزمن الذي تواجه فيه أمتنا تحدياتٍ كبرى، ما يجعلنا أكثر إيمانا بأن الكتاب والمعرفة هما السبيل لبناء الإنسان وتعزيز الأمل بالمستقبل".