القتال يهدأ في تيغراي والتفجيرات تشتد على عاصمة اريتريا

القوات الاثيوبية تكمل سيطرتها على عاصمة الاقليم المضطرب في حين شهدت أسمرة ستة انفجارات متتالية.
ثالث هجوم يطال اريتريا انطلاقا من تيغراي
جبهة تحرير تيغراي تعتبر اريتريا عدوا لدودا

أديس أبابا/نيروبي - قالت وزارة الخارجية الأميركية إن أنباء أفادت بوقوع ستة انفجارات في مدينة أسمرة عاصمة إريتريا مساء السبت، ولكن لم يتضح بعد إن كان لهذه الانفجارات صلة بالصراع الدائر في إقليم تيغراي الإثيوبي المجاور.
وأضافت الخارجية الأميركية على تويتر ان "ستة انفجارات وقعت في أسمرة" مساء السبت. ولم يذكر المنشور سبب الانفجارات أو مكانها.
ولكنه حث الأميركيين على "أن يظلوا على اطلاع بالصراع الدائر في إقليم تيغراي الإثيوبي".
وكانت هذه المرة الثالثة التي تتعرّض فيها أسمرة للقصف من تيغراي منذ بدأت العمليات العسكرية في الإقليم بتاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر، رغم أن جبهة تحرير شعب تيغراي لم تتبن سوى أول هجوم من هذا النوع وقع قبل أسبوعين.
وبررت الجبهة الهجوم حينها باتهامها حكومة إثيوبيا باستقدام الدعم العسكري الإريتري لحملتها في تيغراي، وهو أمر تنفيه أديس أبابا.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يوم السبت أن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي عاصمة تيغراي خلال ساعات من شن هجوم هناك.
وقال أبي على تويتر "يسرني أن أعلن أننا أكملنا وأوقفنا العمليات العسكرية في إقليم تيغراي". وكان أبي قد أعلن في بيان سابق أن "الحكومة الاتحادية تسيطر الآن بشكل كامل على مدينة مقلي".
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهي حزب سياسي بدأ معركته ضد الحكومة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، إنها انسحبت من مقلي. وتقول الحكومة إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بدأت الصراع بشن هجوم مفاجئ على القوات الاتحادية. ووصفت الجبهة الهجوم بأنه ضربة وقائية.
وتعتبر الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إريتريا، التي تربطها علاقات حميمة بأبي، عدوا لدودا.
ويصعب التحقق من صحة ادعاءات الطرفين نظرا لانقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت بالمنطقة بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على دخول الإقليم منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على السياسة الإثيوبية من عام 1991 حتى عام 2018 بوصفها أقوى عضو في تحالف متعدد الأعراق حكم البلاد بقبضة من حديد. وشهدت السنوات الأخيرة من حكمها مظاهرات دامية مناهضة للحكومة. وامتلأت السجون بعشرات الآلاف من السجناء السياسيين.
عندما وصل أبي إلى السلطة في 2018 سارع بإجراء إصلاحات ديمقراطية تضمنت الإفراج عن سجناء وإلغاء حظر الأحزاب السياسية والتعهد بإجراء أول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.
لكن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وبعض الأحزاب العرقية الأخرى تتهمه بالرغبة في جعل الحكم مركزيا على حساب المناطق العشر في إثيوبيا. ويمنح الدستور تلك المناطق سلطات واسعة النطاق في أمور مثل الضرائب والأمن.
ونفى أبي أنه يريد جعل الحكم مركزيا على حساب تلك المناطق.
وأفاد أبيي السبت أن الشرطة أطلقت عملية أمنية لإلقاء القبض على قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، والذين لم يتسن التواصل معهم الأحد بعد ولا يزال مكان تواجدهم غير معروف.
وأرجأ أبي هذا العام الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في أغسطس/آب إلى العام المقبل بسبب جائحة كوفيد-19. واتهمته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي باغتصاب السلطة وأجرت انتخاباتها الإقليمية في سبتمبر/أيلول وأعلنت أنها لم تعد تعترف بالسلطة الاتحادية.
وتعهّدت جبهة تحرير شعب تيغراي بالقتال طالما أن القوات الموالية لأبيي متواجدة بأي شكل من الأشكال في تيغراي، في وقت حذّر محللون من أن الحزب قد يبدّل نهجه ويتبنى تكتيكات أشبه بأسلوب المجموعات المتمرّدة.