الكبران .. مشاعر فياضة ودعوات للحب والسلام

جاليري رؤى الفن بمدينة جدة يستضيف معرض "جميع ما سبق" للفنان التشكيلي عبدالرحمن الكبران.
لوحات الكبران تتحدث عن العفوية، وعن حب الشيخوخة، وعن الترابط الأسري
نافذة انبثقت منها أحاسىس متعددة، ومشاعر فياضة، واستحضار لذكريات الطفولة

استضاف جاليري رؤي الفن، مركز أدهم للفنون بمدينة جدة، بالمملكة العربي السعودية، معرض "جميع ما سبق" للفنان التشكيلي عبدالرحمن الكبران، والذي نظمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت"، حيث تم افتتاح المعرض الذي أقيم علي شرف الأفنان القدير هشام بنجابي، بحضور الدكتور طلال أدهم، مدير مركز أدهم للفنون، وحشد من الفنانين والمثقفين وعشاق الفنون التشكيلية . 
وفي كلمته بافتتاح المعرض، قال الفنان هشام بنجابي "إن عبدالرحمن الكبران، فنان تشكيلي سعودي، ينتمي لمجموعة الفنانين الحداثيين، وهو يستخدم الأسلوبين التجريدي والتعبيري، في إبداع أعماله الفنية، وأما لوحاته فهي قريبة من أسلوب فناني أوروبا، وخاصة ما يلامس المشاعر والحب والغزل. وباعتقادي أن بوصلته الفنية وألوانه وخطوطه تُبشر بأننا أمام موهبة تشبعت في هضم واختزال المساحة واللون بحس طفولي مميز". 
أما الدكتور هاني رزق،  أستاذ الفنون البصرية المشارك سابقاً بجامعة أم القرى، فقال في حديثه عن الفنان عبدالرحمن الكبران، ومعرضه "جميع ما سبق": "إن الفنان عبدالرحمن الكبران فنان متفرد في أسلوبه، يتميز بلغته التشكيلية الخاصة التي تتميز بالغرابة والتلقائية في التعبير عن عالمه الفطري الخاص المليء بالمغامرات التشكيلية على سطح الأعمال، وبما يتناوله من خامات وألوان بأسلوب جمالي سهل وبديع في تناوله اللون بتفاعلاتها الكيميائية والفيزيائية لضوء الشمس وحرارتها، ليعبر عنها بحس مرهف عن البيئة التي يعيش فيها باستثمار أفضل العلاقات التشكيلية والجمالية، وللون طاقه روحية عالية ومتعة تجمع بين الخيال والواقع بما تحمله أعماله من رموز ودلالات تعبيرية وجمالية من خلال المساحات والخطوط والألوان والملامس المتنوعة، ومن خامات وخربشات سطحيه ـحياناً وعميقه أحياناً أخرى تحدث أثراً إنسانياً باقيا على السطح الخارجي يشبه ذاكرة الجدران القديمة أو من طبقات الألوان المتراكبة على سطح اللوحة ومخلوطة علي شبكيه عين المتذوق مما يجعل أعمال الكبران تنبض دائماً بالحيوية من خلال المساحات والخطوط والألوان والملامس المتنوعة شديدة الإضاءة والبراعة في التأرجح بين التلقائية والمجازفة بعيداً عن تناول تكوينات مثالية لا تتناسب مع حريته في التعبير، التي تميز أعماله الفنية بأسلوب فطري تلقائي يعبر عن الواقع وترميزه بمضامين مطلقه تؤكد على علاقه الجزء بالجزء وعلاقه الجزء بالكل في وحده عضويه تجمع بين الإنسان والكون وخالق الكون في طبيعة الفنان اللونية بالغه التميز في التعبير عن مشاعره وأفكاره ليصبح جزءًا عضويا من إيقاعه الداخلي كانعكاس لطبيعة الفنان الكبران والخارجي من خلال بيئته الطبيعية والاجتماعية التي يستدعيها أحياناً وتستدعيه أحياناً كثيره في تعبيراته". 
هذا .. وقد كان المعرض بمثابة نافذة انبثقت منها أحاسىس متعددة، ومشاعر فياضة، ودعوات للحب والسلام، واستحضار لذكريات الطفولة. وأما اللوحات فكانت بمثابة حالة غرامية بين اللون والخامة، تأخذنا إلى عالم مليء بالدفء والمرح، عبر طرح أفكار تطوف بنا بين عوالم تثير فينا الحنين إلى الماضي تارة، وتارة أخرى تنلقنا إلي المستقبل .  

fine arts
حشد من الفنانين والمثقفين وعشاق الفنون التشكيلية 

ويقول الفنان عبدالرحمن الكبران، إن فكرة المعرض جاءت من جميع ما سبق في حياته من مشاعر وانفعالات ومشاهد ومواقف مرت به، وقام بتجسيدها في لوحات المعرض. 
وحول الخامات التي استخدمها في لوحات معرضه قال الكبران بأنه استخدم ألوان الاكريلك وبقايا أقمشة ومواد أخري تم تجميعها بطريقة متناسقة وتتناسب وعمل لوحة فنية وتخدام فكرة اللوح أيضا .
واشار إلى  أن هذا المعرض هو المعرض الشخصي الثاني له بعد معرضه الأول "لا تحدثني كثيرا"، واستغرق تنفيذ لوحاته السبع عشرى قرابة عام كامل . 
وحول الرسالة التي تحملها لوحات المعرض، قال الفنان التشكيلي عبدالرحمن الكبران: إن رسالة لوحات معرضه هي: "كيف تكون قدوة، وكيف تصل للهدف، وكيف تكتشف المجهول من خلال المعرفة والتعلم والمثابرة، وكيف تحقق طموحك، وكيف تحول أحلامك إلي واقع من خلال الصعود فوق الجبال، وتحمل وصعوبة الصحراء ".
وكشف الكبران عن أن لوحاته معرضه تحمل الكثير من  الأسئلة وعلامات التعجب، والإنبهار في آن واحد، وهي بمثابة سجل لجميع ما سبق في حياته. 
الكبران لفت إلى أن لوحات معرضه تتحدث أيضاً عن العفوية، وعن حب الشيخوخة، وعن الترابط الأسري، وشبه تجمع العائلة وشبهت بلوحة فنية، معتبراً أن كل عائلة لها أسلوبها في الحياة بعاداتها وتقاليدها وعدد أفرادها، وأن مواضيعه متباينة، ومتعددة، ومختلفة، وفيها كل ما قابله في حياته من مواقف . 
يذكر أن عبدالرحمن الكبران، درس الفنون بجامعة أم القري، وهو عضو بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" والجمعية السعودية للثقافة والفنون، وبجانب معارضه الشخصية، فقد شارك في سبعة عشر ملتقي ومعرضا تشكيليا مشتركا.