الكتاب الالكتروني لم يحقق النجاح المنتظر

لم تحقق الكتب الالكترونية التي تحتوي على أعمال أدبية لا يمكن قراءتها إلا باستخدام أجهزة عرض إلكترونية بحجم الكتاب، تنبؤات أنصار تلك الكتب الذين كانوا يتوقعون قبل عام أن تحدث طفرة في عالم الكتب، وذلك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
ورغم أن التكنولوجيا التي تهدف إلى ابتكار طريقة جيدة للعرض والتغلب على القرصنة الالكترونية في تحسن دائم، إلا أن العديد من القراء لا يجدون فائدة تذكر لقراءة كتاب داخل كمبيوتر بالاضافة إلى أن الكتاب وأجهزة القراءة غالية الثمن.
ويقول المنتقدون أنه يجب أن يكون الكتاب الالكتروني أرخص ثمنا من الطبعات الورقية لان الناشر في هذه الحالة ليس مضطرا إلى دفع ثمن ورق وحبر وغراء وتخزين.
وتردد أن بعض الناشرين الامريكيين بدأوا في تخفيض الاسعار، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مقال عنوانه "توقعات عصر الكتاب الالكتروني سابقة لاوانها" أن الناشرين "سيمون وتشوستر" خفضوا أسعارهم في منتصف العام.
وأشار ذلك التقرير إلى أن كتبا قليلة فقط هي التي حققت مبيعات أكثر من ألف نسخة وأن أغلب الناشرين لم يحققوا ربحا منها.
وأجهزة قراءة الكتب الالكترونية مازالت أيضا باهظة الثمن، وتتوازى أسعارها مع جهاز كمبيوتر صغير الحجم من نوعية جيدة.
ويمكن استخدام الحاسب المحمول أيضا في قراءة الكتب الالكترونية باستخدام برنامج مثل مايكروسفت "ريدر" الذي لم يقبله الناشرون بسرعة بحجة أن برنامج "ريدر" ليس آمنا بما يكفى لوقف عمليات القرصنة.
وأعربت مؤسسة في نيويورك تروج للكتاب الالكتروني مجددا في معرض فرانكفورت خلال هذا الاسبوع عن إيمانها بهذه التكنولوجيا.
وقد ذهبت إحدى جائزتي معرض فرانكفورت للكتاب الالكتروني إلى أميتاف جوش المؤلف الهندي الذي يقيم بالولايات المتحدة عن روايته"القصر الزجاجي".بينما ذهبت الجائزة عن الكتاب غير الروائي إلى الاميركي ستيفن ليفي عن كتابه "الكتابة السرية: كيف استطاع متمردو الشفرة هزيمة الحكومة".
وتبرع بالجائزة المالية ناشرو الكتاب الالكتروني وصانعو البرامج مثل مايكروسوفت وأدوب. وسيتم منح جائزة لافضل كتاب إلكتروني للاطفال في معرض كتاب الاطفال في بولونيا بايطاليا في نيسان/إبريل القادم.
ورفض ألبيرتو فيتاري رئيس إحدى المؤسسات في حديث مع صحيفة "بابليشينج نيوز"التجارية أي شكوك بشأن الكتاب الالكتروني مؤكدا أن الطفرة ستأتي خلال عامين أو ثلاثة.
وأبدى العارضون في معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يعتبر الاكبر في العالم، حذرهم إزاء فرص النجاح قائلين أنه لو حدث فانه سيكون في مجال النشر الاكاديمي أكثر من الرواية أو النشر التجاري.
وقد أصبحت تجارة تحويل النصوص الموجودة إلى كتاب إلكتروني، والمعروفة باسم اكس.ام، تجارة متنامية. وكانت الهند من الرواد في هذا المجال. ويوجد بها محررون مهرة قادرين على معالجة النصوص بتكلفة زهيدة.
وبمجرد تحويل الكتاب إلى اكس.إم.إل يمكن بيعه بسهولة كقرص مدمج يمكن قراءته على أغلب أجهزة الحاسب الشخصي أو تحميله كملف كتاب إلكتروني
ولعل الطلاب الذين يسعون إلى الحصول على المعلومات الرئيسية بسرعة في منازلهم سيكونون أول مجموعة كبيرة من القراء ترى فوائد الكتاب الالكتروني.