الكرد لجأوا للاستفتاء والعرب لجأوا للتظاهر

الأكراد بح صوتهم بأن الحكومة الاتحادية في بغداد فاشلة.

للكردستانيين حكومة وبرلمان. فعندما انتفضوا على إدارة وسياسة بغداد ذهبوا للاستفتاء. أما الآخرون والمحرومون من حق انشاء الأقاليم فلم يكن لهم الا ان ينتفضوا من خلال التظاهر. وهنا سؤال يطرح: هل حقا تفهم وتوصل الآخر الآن لحقيقة الأسباب التي دفعت بالكرد للجوء الى الاستفتاء؟
رغم ان الآخر لهم تمثيل اكثر وأكبر في الحكومة الاتحادية من الكرد الا ان الاخير بح صوته في انتقاد الحكومة الاتحادية بانها فاشلة في ادارتها للعراق وفسادها في جميع المجالات. ولكن الاعلام العراقي العربي بأحزابهم وسياسيهم أعطى صورة مغايرة للحقيقة المرة التي يواجهها المتظاهرون اليوم.
وهذا الاعلام وهؤلاء السياسيون ذاتهم يحاولون تضليل المتظاهرين وتوجيه أنظارهم اتجاه اقليم كردستان. هذا من جانب ومن جانب آخر عملوا على تعزيز الطائفية لخدمة مصالحهم وإدامة بقائهم من خلال تخويفهم بأن الكردي او السني يتآمر عليه ويريد سحب السلطة واخذ اكثر من حقه.
ولو ان ادراك هذه الحقيقة تأخرت 16 سنة، حقيقة ان القرار السياسي كان بيد مرشحيهم الذين لم يقدموا اي خدمة سوى الإكثار من المراسيم العقائدية.
وبعد ان توضحت الصورة للشعب العراقي من الواقع المعيشي اليومي الذي يعيشه ومن ثم اطلاعه من خلال النت والزيارات السياحية وغيرها لاقليم كردستان ومقارنة ذلك بواقعه، الامر الذي أعطى صورة اكثر وضوحا للواقع الحقيقي خاصة عند مشاهدة الواقع الحقيقي لإقليم كردستان فرغم كل الضغوط والمؤامرات التي تمارس عليه اقتصاديا وسياسيا وبوجود الفساد ايضا الا انه تمكنوا من تقديم ما لم تتمكن الحكومة الاتحادية تقديم ربعه، بمعنى آخر رغم كل معاناة الاقليم الا انه تمكن من تقديم ما لم يتمكنه مَن بيده الاغلبية مالا وعددا وسلطة لانهم يسعون فقط لمصالحهم الضيقة الخاصة متناسين بذلك ابسط حقوق الشعب الفقير المظلوم.